اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm مشاركات: 4149 مكان: الديار المحروسة
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على ما ألهم وأن علمنا ما لم نكن نعلم وكان فضل الله علينا عظيما وصلى الله على السيد الأعظم والنبي الأكرم المعطي جوامع الكلم بالموقف الأعظم وسلم تسليما. وبعد فإني استخرت الله تعالى ليلة الإثنين الثاني والعشرين من جمادي الأولى سنة تسع وتسعين وخمسماية بمنزل الماية بالطائف في زيارتنا عبدالله ابن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سبب استخارتي سؤال صاحبي أبي محمد بدر عبدالله الحبشي عتيق أبي الغنائم بن أبي الفتوح الحراني وأبي عبدالله محمد بن خالد الصدفي التلمساني وفقهما الله أن أقيد لهما في هذه الأيام أيام الزيارة ما ينتفعون به في طريق الآخرة فاستخرت الله في ذلك وقيدت لهما هذه الكراسة التي سميتها حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال تكون لهما ولغيرهما عونا على طريق السعادة وبابا جامعا لفنون الإرادة ومن موجد الكون نسأل التأييد والعون. ( فصل ) اعلم أن الحكم نتيجة الحكمة والعلم نتيجة المعرفة فمن لا حكمة له لا معرفة له فالحاكم العالم لله قائم والحكيم العارف بالله واقف فالحاكمون العالمون لاميون والحكماء العارفون نائبون لما شغف الزاهد بترك دنياه والمتوكل بتسليم كلية أمره الى مولاه والمريد بالسماع والوجد والعابد بالعبادة والجهد والحكيم العارف بالهمة والقصد غاب عن العالمون الحاكمون في الغيب فلا يعرفهم عارف ولا مريد ولا عابد ولا شهدهم متوكل ولا زاهد فترك الزهد للعوض وتوكل المتوكل لنيل الغرض وتواجد لتنفيس الكرب واجتهد رغبة في القرب وقصد العارف الحكيم بهمته الوصول وإنما يتجلى الحق لمن انمحى رسمه وزال عنه اسمه فالمعرفة حجاب على المعروف والحكمة باب يكون عنده الوقوف وما بقى من الأوصاف فأسباب الحروف وهذه كلها علل تعمي الأبصار وتطمس الأنوار فلولا وجود الكون لظهر العين ولولا الأسماء لبرز المسمى ولولا المحبة لاستمر الوصل ولولا الحظوظ لملكت المراتب ولولا الهوية الأنية ولولا هو لكان هو ولولا أنت لبدا رسم الجهل فئما ولولا الفهم لقوي سلطان العلم فإذا تلاشت هذه الظلم وطارت بمرهفات الفنا هذه البهم. تجلى لقلبك من لم يزل به قاطنا في غيوب الأزل وما حجب العين عن دركها سواك ولكن بضرب المثل تبين للقلب أن الذي رآه به داعيا لم يزل وجاء خطاب يعم الكلام ويبدي سناه رسول المح
_________________ أنا الذى سمتنى أمى حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
|
|