الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة الثلاثون بعد المائة من الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :
( فيها تتسع ميادين الأسرار )
وهي النتيجة الخامسة الميادين : جمع ميدان وهو مجال الخيل أستعير هنا لفضاء عالم الملكوت . فإذا تنزهت الروح في عالم الملكوت وجالت بفكرتها في سعة أنوارها أشرقت عليها أنوار سنا الجبروت , وهو معنى قوله :
( وتشرق فيها شوارق الأنوار )
وهي النتيجة السادسة أراد بالأسرار أسرار الذات وهو لأهل الفناء وبالأنوار أنوار الصفات وهو لأهل البقاء والله أعلم. وأراد الشيخ بهذه الصلاة التي تنقله من حال إلى حال ,ومن مقام إلى مقام صلاة أهل الإعتناء , وهم أهل السلوك على يد الشيوخ لا صلاة أهل الغفلة , وصلاة أهل المجاهدة من العباد والزهاد فليس لهم هذا السير , والله تعالى أعلم .
قال أبو طالب : حدثنا أن المؤمن إذا توضأ للصلاة تباعدت عنه الشياطين في أقطار الأرضين خوفاً منه , لأنه تأهب للدخول على الملك فإذا كبر حجب عنه إبليس وضرب بينه وبينه بسرادق لا ينظر إليه وواجهه الجبار بوجهه فإذا قال : الله أكبر أطلع الملك في قلبه فإذا ليس في قلبه أكبر من الله , فيقول الملك صدقت الله أكبر في قلبك كما تقول , فيتشعشع في قلبه نور يلحق ملكوت العرش فينكشف له بذلك ملكوت السموات والأرض ويكتب له حشو ذلك النور حسنات . قال : وإن الغافل الجاهل إذا قام إلى الوضوء أحتوشته الشياطين كما تحتوش الذباب على نقطة العسل فإذا كبر أطلع الملك في قلبه فإذا كل شيء في قلبه أكبر من الله عنده فيقول الملك كذبت ليس الله في قلبك كما تقول , فيثور من قلبه دخان يلحق بعنان السماء فيكون حجاباً لقلبه عن الملكوت قال : فيرد ذلك الحجاب صلاته , وتلتقم الشياطين قلبه ولا يزال تنفخ فيه وتنفث وتوسوس وتزين له حتى ينصرف من صلاته ولا يعقل ما فعل .
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
|