موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 ... 21  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 1:47 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[align=center]سيدي الإمام الليث بن سعد[/align]
(هو أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي نسبة إلى فهم، وهم من بطن من قيس عيلان، وهو أصفهاني الأصل مصري المولد) (رضي الله تعالى عنه وأرضاه).


ولد في ليلة النصف من شعبان عام 93 ‏هـ. في قرية قلقشندة من أعمال مركز طوخ محافظة القليوبية. وكان أبوه واسع الغنى يملك ضيعة واسعة خصبة تنتج خير الثمار من فواكه وزروع، حفظ القرآن في قريته، وحفظ كل ما وصل إليه من أحاديث نبوية، وكل ما عرفه العصر من تراث الشعر العربي وعلوم اللغة.

• اتجه إلى جامع عمرو بالفسطاط منارة العلم بمصر لحضور حلقات دراسة القرآن وتفسيره ودراسة الأحاديث والسنة والفقه وكذا حلقات علوم اللغة وحلقات معارف الأقدمين (مصريين ويونان ورومان وفرس وهنود)، واستطاع أن يتقن بجانب اللغة العربية اللغات القبطية واليونانية واللاتينية وهي لغات الميراث الحضاري.

• وتلقى الليث من كل من أهل التمسك بالنصوص ورفض الاجتهاد ومن أصحاب الرأي وهل الاستنباط، وأى غلواً في كلا الحزبين، ورأى أن يستقل بالنظر فأهل التشدد في أخذهم بالنص يعتمدون على الآية الكريمة" ولو ردوه إلى الله والرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذي يستنبطونه منهم" الآية، وهذا حق وأصحاب الرأي يقولون أن الرسول ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) قد اجتهد رأيه فيما لم ينزل فيه قرآن وكذا الصحابة قد اجتهدوا في حياته وأقرهم على اجتهادهم. وهذا كله حق أيضاً...! فلماذا إذن العلو في الاقتصار على النص أو الاعتماد على الرأي، كما أن الليث أدرك أن النصوص ليست كلمات فحسب بل هي روح لها دلالات وفحوى وعلل يدركها من يتقن اللغة ويعرف أسرار بلاغتها، وهذا ينطبق أيضاً في فهم الأحاديث النبوية.

• وعلى الرغم من إعجاب زملائه الطلاب به فقد لقى كثيراً من العنت والاضطهاد وهو لم يجلس بعد للفتوى، وعاد إلى قريته بعد وفاة والده فإذا بالوالي قد أمر بهدم بيت أسرة الإمام وكلما بناها الليث هدمها الوالي، فبات مهموما فجاءه في المنام من يقول له "قم يا ليث فاقرأ قوله تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) الآية، فأصبح الليث وقد أصيب الوالي بالفالج ( الشلل ) وأوصى كل من حوله بألا يظلموا الليث، ومات الوالي بعد ثلاثة أيام وتسامع الناس القصة وامتلأت بها أروقة جامع عمرو والأسواق.

• وقابل خلال الحج في المدينة الإمام شهاب الدين الزهري الذي أعجب بفكر وسعة أفق الليث ( وكان وقتذاك في العشرين من عمره ) كما قابل فقهاء العصر من أهل السنة وأهل الرأي على السواء، وزامل الإمام مالك في حلقة ربيعة الرأي، وتبادل الرأي ونشأت بينهما مودة، وعاد الليث إلى مصر واتصلت بينه وبين مالك الرسائل وتعود الليث أن يزوره في المدينة كلما ذهب للحج أو العمرة، وظل الليث يصل مالك بن أنس بمائة دينار كل عام ولم ينقطع عطاء الليث لمالك حتى أصاب مالك عطاء الخلفاء وأصبح ثريا. وسأل أحد شيوخ الزمان بعد مناظره الليث " كم عمرك " فقال الليث: " عشرون " فقال الشيخ ولكنك تحمل علم ابن الستين ولحية ابن الأربعين.

• حصل الليث علمه من كل فقهاء عصره فسافر إلى العراق وإلى الإسكندرية وقد أستأثر بلقاء نافع مولى عبد الله بن عمر في الحجاز وحفظ عنه أحاديث وفتاوى الصحابة.

• بنى داراً كبيرة في الفسطاط لها نحو عشرين باباً. وحولها حديقة غناء. وملأ داره بالكتب. وفتحها لأصحاب الحاجات والأصدقاء وكان يطعم كل يوم ثلاثمائة فلما حصل على خراج إقطاع الجيزة أمر بإطعام ثلاثمائة مسكين بعد كل صلاة.

• وكان الليث يأكل الرقاق وأطايب الطعام ويلبس أبهى الثياب ويتنزه في الحدائق على شاطئ النيل، إلا أنه لم يستمتع وحده بذلك فقد كان يوزع على أهل العلم وأصحابه وجيرانه ومن يعرف أنه صاحب حاجة، كان يورع المال ويهدى الثياب والدواب وما أكل وحده قط، كانت له ضيعة بالفرما ( ببووسعيد ) كان يتصدق بخراجها كله حين يأتيه قبل أن يدخل داره، وعلى الرغم من هذا الثراء الضخم فما وجبت عليه زكاة قط فما حال الحول عليه وعنده دينار واحد. إذ كان ينفق ويتصدق بكل دخله وكان ينادى بأنه ليس من حق أحد أن يحتفظ بمال إلا إذا بلغ الناس حد الكفاية لا حد الكفاف. ( حد الكفاف هو ما يحفظ للناس حماتهم من الطعام والشراب وحد الكفاية فهو ما يكفى كل حاجات الناس من جودة الطعام والشراب وصالح المسكن والملبس والدواب والعلم ).

• وجلس الليث في مجلسه بجامع عمرو لأول مرة وما كان قد بلغ الثلاثين من عمره وقسم مجلسه إلى أربعه مجالس. الأول : للوالي والقاضي وأولياء الأمور للمشورة. والثاني : لأهل الحديث يسمع منهم ويشرح لهم. والثالث : مجلس المسائل للفتيا للناس كافة والرابع : فكان في داره وهو مخصص لحاجات الناس.

• وقد أعجب به المنصور وعرض عليه أن يوليه مصر فاعتذر، ونصبه بعد ذلك كبيراً للديارالمصرية بحيث يصبح الوالي والقاضي تحت أمر مشورته.

• ولما قال الرشيد لزوجته زبيدة ( أنت طالق إن لم أدخل الجنة ) ثم ندم وجمع الفقهاء واختلفوا ثم طلب الليث الذي أشار بأن يرجع إلى قوله تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان" الآية، ودعاه أن يقسم بالله تعالى أنه يخاف مقام ربه ففعل، فأمر له الرشيد بخلع وجوائز وأقطعه أرض الجيزة كلها.

• وظل الشيخ يعلم الناس ويرعى أهل العلم ويتصدق ويسدد الديون ويعمر البيوت حتى أصابه مرض لأيام قلائل انتقل بعدها في ليلة النصف من شعبان عام 175هـ. وللأسف لم يكتب طلابه تفسيره للقرآن أو الحديث ولا شروحه الفقهية. أما ما كتبه هو فقد عمل حساده من القضاة والولاة على إخفانه كما أخفى وأتلف بعض المتعصبين كتبه.

• وجاء الشافعي بعد أعوام ليقف على قبر الليث ويقول: "الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه وتلاميذه لم يقوموا به" وبكى الشافعي وقال: "لك الله يا إمام لقد حزت أربع خصال لم يكملهن عالم : العلم والعمل والزهد والكرم".


[poet font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/13.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
لَيْتَ الْتَّارِيخَ كَاشِفٌ لِلِّثَامِ= عَنْ رِجَالٍ خَلَتْ وَأَمْجَادٍ عِظَامِ
بِهَا نَسْتَرْجِعُ لِذِكْرَيَاتٍ حِسَانِ= وَمَشَاهِدَ تَحْكِي أَفْضَالَ الْإِمَامِ
فِي قَلْقَشَنْدَة وَسَطَ مُرُوجِ الْرَّيْحَانِ= بَزَغَ مِيلَادُ الْفَقِيهِ الْهُمَامِ
***
فَارِعُ الْقَامَةِ مَلِيحٌ فِي رَيْعَانِ= جَمِيلُ الْصَّوْتِ مُعَطَّرُ الْأَنْسَامِ
طَيِّبُ الْقَلْبِ مَوْفُورُ الْحَنَانِ= مَرِحُ الْحَدِيثِ فِي أَدَبٍ جَامِ
مَجْبُولٌ عَلَى الْخَيْرِ بِالْإِحْسَانِ= فِي حِلٍّ وَرَحْلٍ وَفِي إِحْرَامِ
كَأَنَّهُ غَيْثٌ حَلَّ بِالْوِدْيَانِ= يَبْعَثُ الْنَّمَاءَ لِلْأَرْضِ وَالْأَنَامِ
***
أَبُوهُ عَلَمٌ مِنْ كِبَارِ الْأَعْيَانِ= مَالِكٌ لِضِيَاعٍ وَاسِعَةِ الْزِّمَامِ
أَعَدَّ ابْنَهُ لِمَدَارِجِ الْرِّضْوَانِ= فِي رَكْبِ أَقْطَابٍ عُلَمَاءٍ أَعْلَامِ
***
بَدَأَ بِحِفْظِ الْحَدِيثِ وَالْقُرْآنِ= وَإِجَادَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِفُتُوحِ الْعَلَّامِ
ثُمَّ إِلَى الْفُسْطَاطِ لِمَزِيدِ تِبْيَانِ= فِي جَامِعِ عَمْرو مَنَارِ الْإِسْلَامِ
***
لَازَمَ حِلَقًا لِأَشْيَاخٍ أَرْكَانِ= فِي جِدٍّ وَمُثَابَرَةٍ عَلَى الْدَّوَامِ
وَعَاصَرَ الْآخِذِينَ بِالْنَّصِّ فِي إِذْعَانِ= وَأَهْلَ الْرَّأْيِ وَإِعْمَالِ الْأَفْهَامِ
وَجَاءَ اجْتِهَادُهُ بِمَذْهَبِ رُجْحَانِ= جَامِعٌ وَسِيطٌ فِي جُرْأَةِ إِقْدَامِ
فَالْنَّصُّ وَالْرَّأْيُ لِلْشَّرْعِ جَنَاحَانِ= إِنْ غَابَ نَصٌّ فَقِيَاسٌ فِي الْتِزَامِ
وَالْتَّفَقُّهُ مَطْلُوبٌ لِلْحَدِيثِ وَالْقُرْآنِ= بِإِتْقَانِ الْعَرَبِيَّةِ تَأْصِيلًا بِإِتْمَامِ
***
وَمَا رَحِمَ الْإِمَامَ أَهْلُ الْبُهْتَانِ= وَالْتَّشَدُّدِ الْرَّافِضِ لِكُلِّ إِقْدَامِ
فَلَقِيَ ظُلْمًا بَيِّنًا فِي امْتِهَانِ= بِإِحَالَةِ الْوَالِي دَارَهُ لِحُطَامِ
وَدَعَا بِإِلْهَامٍ بِآيِ الْقُرْآنِ= فَتَرَاجَعَ الْوَالِي وَتَرَفَّقَ بِالْإِمَامِ
وَانْتَقَلَ وَالِدُهُ لِجِوَارِ الْمَنَّانِ= فَانْشَغَلَ بِعِلْمٍ وَزِرَاعَةٍ فِي اهْتِمَامِ
***
وَانْقَشَعَ ظَلَامٌ بِتَبْدِيدِ أَحْزَانِ= وَتَوَلَّى بَنُو الْعَبَّاسِ قِيَادَةَ الْزِّمَامِ
وَتَسَاوَى الْمُسْلِمُوْن عَرَبٌ وَتُرْكَانِ= بِشَرِيعَةِ حَقٍّ وَعَدَالَةِ إِسْلَامِ
وَتَرَاءَى الْلَّيْثُ دُرَّةً فِي الْزَّمَانِ= يَلْقَى مِنَ الْمَنْصُوْرِ جَزِيلَ إِنْعَامِ
يُنَصِّبُهُ رَقِيبًا عَلَى وَالِي الْبُلْدَانِ= رَاعِيًا لِلْشَّرِيعَةِ وَشُئُونِ الْأَنَامِ
وَرَدَّ لِلْرَّشِيدِ طَلَاقًا بِأَيْمَانِ= إِنْ لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الْإِنْعَامِ
وَأَبَانَ الْلَّيْثُ أَنَّ لَهُ جَنَّتَيْنِ= إِنْ خَافَ مَقَامَ الْوَاحِدِ الْعَلَّامِ
وَغَدَا إِنْقَاذُ الْزَّوَاجِ مِنَ الْهَوَانِ= مَزِيْدَ فَضْلٍ وَعَطَاءَ إِكْرَامِ
***
لَمْ يَنْقَطِعِ الْلَّيْثُ عَنْ فُقَهَاءِ الْزَّمَانِ= وَعَاشَ وَصُولًا بِهِمْ فِي دَوَامِ
تَأَثَّرَ بِالْزُّهْرِيِّ وَطِيِدِ الْأَرْكَانِ= وَنَاظَرَ أَبَا حَنِيفَةَ بِسَعَةِ إِلْمَامِ
وَرَاسَلَ مَالِكًا بِمَا يُبْهِرُ الْأَذْهَان= فَالْخِلَافُ إِثْرَاءٌ لِفِقْهِ الْإِسْلَامِ
وَهُمَا الْرَّفِيْقَانِ فِي حَلْقَةِ الْمُعَانِ= رَبِيعَة الْرَّأْي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
وَتَفَرَّدَ بِلِقَاءِ نَافِعٍ فِي كِتْمَانِ= مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ حَبْرِ الْإِتْمَامِ
***
وَمَا عَرَفَ الْلَّيْثُ خُنُوعَ اسْتِكَانِ= أَوْ ذَاقَ رَاحَةً وَاسْتِرْخَاءَ مَنَامِ
نَهَارُهُ بَذْلٌ لِتَحْصِيلٍ وَتِبْيَانِ= وَلَيْلُهُ ذِكْرٌ وَتَهَجُّدُ الْقِيَامِ
لَهُ بَاعٌ فِي الطِّبِّ بِبَالِغِ رُجْحَانِ= وَفِي الْأَدَبِ ارْتِقَاءٌ وَفِي عِلْمِ الْكَلَامِ
وَإِتْقَانِ الْلَّاتِينِيَّةِ وَلُغَةِ الْيُوْنَانِ= وَمُطَالَعَةٍ لِتُرَاثٍ حَضَارِيٍّ هَامِ
***
سَخَاؤُهُ يُجِلُّ عَنْ وَصْفٍ وَبَيَانِ= إِهْدَاءٌ وَكَفَالَةٌ وَإِقْرَاءُ إِطْعَامِ
مَلَاذُ الْأَرَامِلِ وَالأَيْتَامِ فِي حَنَانِ= وَمُجِيبُ كُلَّ سَائِلٍ ضَائِقٍ مُضَامِ
عِشْرُونَ بَابًا لِدَارِهِ فِي الْجُدْرَانِ= لِجُمُوعِ الْوَافِدِينَ فُقَرَاءِ الْأَنَامِ
عَوَائِدُهُ خُصِّصَتْ لِزَادِ الْإِخْوَانِ= وَلَمْ يَعُدْ لِلْزَّكَاةِ نِصَابُ الْدَّوَامِ
***
وَانْقَضَتْ لَيَالٍ وَأَيَّامٌ حِسَانُ= وَمَرِضَ الْإِمَامُ مُعْتَزِلًا لِلْأَنَامِ
وَفِي لَيْلَةِ الْدُّعَاءِ لِنِصْفِ شَعْبَانِ= صَعِدَتْ رُوحُهُ لِبَارِئِ الْأَنَامِ
***
لِلَّهِ دَرُّكَ يَا لَيْثَ الْزَّمَانِ= كَمْ أَسْدَيْتَ فِقْهًا فِي احْتِكَامِ
حَاقِدُونَ أَشْقِيَاءُ دُعَاةُ افْتِتَانِ= أَحْرَقُوا تُرَاثَكَ يَا خَيْرَ إِمَامِ
وَطُلَّابٌ تَرَاخَوْا إِنْكَارًا لِلْعِرْفَانِ= وَإِهْمَالًا لِمَنْهَجِ فِقْهٍ فِي تَمَامِ
وَجَاءَكَ الْشَّافِعِيُّ آسِفًا فِي أَحْزَانِ= لِفُقْدَانِ مَذْهَبِكَ فِي طَيِّ الْظَّلَامِ
***
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى رَحْمَةِ الْأَكْوَانِ= الْنُّورِ الْمُبِينِ لِلْكَوْنِ وَالْأَنَامِ
وَآَلٍ وَصَحْبٍ عُيُونِ الْإِحْسَانِ= مَا طَالَ لَيْلُ الْعَابِدِينَ فِي قِيَامِ

(وَصَلَّى الْلَّه عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي
رمضان 1416هـ = يناير 1996م


[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 28, 2010 10:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سيدي الإمام محمد بن إدريس الشافعي [/marq]
[marq=left](رضي الله تعالى عنه وأرضاه)[/marq]

• ‏هو محمد بن إدريس بن العباس بن شافع، ويجتمع مع النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) في جده هاشم شقيق المطلب. أما والدة الشافعي، فهي حفيدة أخت السيدة فاطمة بنت أسد أم الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله تعالى وجهه)، فهو قرشي الأب والأم.
• ولد عام 150هـ في مدينة غزة وهي السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيفة.
• وكان والده قد هاجر من مكة بأهله يلتمس الرزق في غزة، ومات بها بعد مولد ابنه محمد بنحو عامين، ولم تطق الأم المقام في غزة فحملت وليدها إلى عسقلان ثم إلى مكة موطن آبائه لينال نصيبًا من المال هو سهم ذوي القربى الذي كان ضئيلا للغاية.
• حفظ القرآن في مكة وهو ابن سبع سنوات، وأتقن تلاوته وتجويده وتفسيره على شيوخ التفسير، واستمع وهو صغير إلى الإمام الليث فقيه مصر المعروف وكان جالسا في حلقة بالمسجد الحرام أثناء فريضة الحج، وأخذ بنصيحته بضرورة إتقان علوم اللغة وأسرارها فهي التي نزل بها القرآن.
• خرج الشافعي إلى البادية، ولزم قبيلة (هزيل) نحو عشر سنوات، عكف فيها على دراسة اللغة وحفظ الشعر وتعلم الرماية والفروسية، ثم عاد بعدها إلى مكة ليلتقي في حلقات الكعبة بتلاميذ ابن العباس والإمام جعفر الصادق (وكان مقاتل بن سليمان هو أعلاهم شانا). وتهيب الشافعي من الفتيا وهو لم يحصل بعد على كل ما يريد من فقه مالك بالمدينة، وخلفاء أبى حنيفة في العراق (أبو يوسف ومحمد بن الحسن)، والأوزاعي بالشام، والليث بمصر.
• رحل إلى المدينة وتتلمذ على يد الإمام مالك منذ اللقاء الأول عام 170هـ حتى انتقل مالك عام 179هـ، وما تركه إلا لزيارة أمه بمكة، ورحلته إلى الكوفة التي حصل فيها من الإمام محمد بن الحسن فقه الإمام أبي حنيفة، ثم طاف في بلاد فارس والتقى بشيوخها. وأخذ الإمام الشافعي برأي الإمام جعفر الصادق في حقيقة العلم، فالعلم ليس حفظ القرآن والحديث فحسب ولكنه يشمل كل العلوم الطبيعية والرياضية التي تكشف عن قدرة الخالق في الكون؛ فدرس خلال رحلاته علوم الكيمياء والطب والفيزياء والحساب وتعلم الفراسة ومارسها.
• وسافر الشافعي إلى اليمن لتولي أحد الوظائف في نجران، وهناك لزم يحيى بن حسان تلميذ الليث بن سعد المصري، فأخذ عنه كل ما انتهى إليه فقه الليث. وتعرض الشافعي لوشاية والي اليمن الذي حقد عليه لاجتماع الناس عليه، وأرسل إلى الرشيد يخطره بأن الشافعي ثائر علوي ينازعه في الخلافة، وقبض على الشافعي ورحل إلى بغداد مكبلاً في الأصفاد، وعرف الرشيد مكانة الشافعي وفضله من محمد بن الحسن الذي أصبح قاضي الدولة، ومن مناظرة العلماء للشافعي، وتم العفو عنه وأجزل الرشيد له العطاء وعرض عليه تولي القضاء فرفض شاكرًا.
• وعاشت بغداد أعظم فترة في تاريخها خلال تلك المناظرات التي تمت بين الشافعي، وأهل الرأي من أتباع الإمام أبي حنيفة، وأهل الحديث من أتباع الإمام مالك؛ فقد دافع الشافعي عن أهل الحديث وأفاد من أهل الرأي.
• عاد الشافعي إلى أم القرى، واتخذ مجلسًا للفتوى والتدريس في فناء بئر زمزم، وهو ذات المجلس الذي اختاره عبد الله بن عباس مفسر القرآن الكريم. وتعلق بعلم الشافعي وذاته الإمام أحمد بن حنبل الذي رافقه في رحلته الثانية إلى العراق لشرح كتاب له أسماه (الرسالة) وضع فيه القواعد الكلية العامة لاستنباط الأحكام.
• وأجاب الشافعي دعوة من أحد تلاميذه هو الإمام ابن عبد الحكم الذي أصبح فقيها ذا شأن في مصر وتاجرًا واسع الغنى.
• بدأ بزيارة قبر الإمام الليث بن سعد الذي أعجب بفقهه وما وصل إليه من الجمع بين الآراء، وأسف لضياع علمه وعدم حفظ تلاميذه له. وزار السيدة نفيسة وسمع منها ما لم يكن قد وصل إليه من أحاديث شريفة، وكان يصلي بها التراويح. وأقام بجامع عمرو بن العاص (تاج الجوامع) للفتوى والعلم والأدب والشعر، ولكنه تعرض كثيرًا لسفاهة المتعصبين للإمام مالك (وهو بريء منهم)، فكان يقابل الجهالة بالحلم والسب بالعفو.
• على أن الواقع المصري وما أطلع عليه من آراء وطرائق للاجتهاد جعله يعيد النظر في كل ما كتبه من قبل، فلقد غير كثيرًا من آرائه، وانقطع يعيد كتابه (الرسالة) ويؤلف كتبًا جديدة في الفقه وينقح ويصوب، وجهد جهدًا شديدًا في هذا العمل. وبعد أن فرغ من كتابة فقهه الجديد كله، أرسل إلى صديقه أحمد بن حنبل أن يخبر الناس بترك كل ما كتبه الشافعي من قبل، وأن يأخذوا آراءه من كتبه التي وضعها بمصر (التي تضمَّن معظمها كتاب الأم).
• واستطاع الشافعي في مصر أن يؤلف كتابًا عن قتال أهل البغي، وأن يتحدث عن الشورى.
• وتربص بالإمام بعض السفهاء (أتباع فتيان رأس المتعصبين ضد الشافعي)، حتى إذا خلت الحلقة وبقي الإمام وحده انقضوا عليه يضربونه بهراوات كانوا يخفونها في ملابسهم، وظل الإمام يعاني من أوجاع الضرب والنزيف ولم يسعفه العلاج، وأرسل إلى السيدة نفيسة يسألها الدعاء فقالت: "أحسن الله لقاءه ومتعه بالنظر إليه". وانتقل الإمام ليلة الجمعة 28 من رجب 204هـ، وهو في الرابعة والخمسين بعد أن ملأ طباق الأرض علمًا. وصلت عليه السيدة نفيسة صلاة الجنازة، وقالت: "رحمه الله، كان رجلًا يحسن الوضوء". هذا وقد شاع بين أهل مصر أن الإمام الشافعي هو قاضي الشريعة منذ قدم إلى مصر عام 199هـ وهو يخطو إلى الخمسين. فقد رأوه في ثوب الوقار رجلا طويلا ممشوق القامة فارسا أسود اللون كأبناء النيل بشوشا ضاحك الوجه مهذب اللحية عذب الحديث رخيم الصوت يشع البريق من عينيه بصفاء الود، كثير التأمل، في ثياب خشنة نظيفة، متكئًا على عصا غليظة كأنه حاج ورع أو جواب في الآفاق....!
(نقلاً من أئمة الفقه التسعة عبد الرحمن الشرقاوي بتصرف)

[poet font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
سِرَاجٌ أَشَاعَ أَنْوَارَ الْضِّيَاءِ= بِطِبَاقِ الْأَرْضِ وَرُبُوعِ الْأَنْحَاءِ
قَاضِي الْشَّرِيعَةِ إِمَامُ الْفُقَهَاءِ= حَائِزُ الْسَّبْقِ رَائِدُ الْعُلَمَاءِ
***
هَاشِمِيٌّ قُرَشِيٌّ عَرَبِيٌّ شَرِيفٌ= مَوْصُولُ الْنَّسَبِ بِأَمِيرِ الْأَنْبِيَاءِ
جَمِيلُ الْمُحَيَِّا بَشُوشٌ وَدُودٌ= رَحِيمٌ وَقُورٌ ظَاهِرُ الْبَهَاءِ
رُوحُهُ تَعَالَتْ فِي عَزْمٍ وَنُورٍ= تَعْشَقُ الْإِلَهَ وَرَهْطَ الْأَنْبِيَاءِ
***
يَتِيمٌ ذَاقَ مَرَارَ افْتِقَارٍ= وَبَدَا صِبَاهُ بِشَذَفٍ وَعَنَاءِ
وَأُمُّهُ إِيمَانٌ وَكَدْحٌ وَلِينٌ= وَزُهْدٌ وَوَرَعٌ وَشَمَمُ إِبَاءِ
***
تَلَقَّى الْقُرْآنَ بِحِفْظٍ وَفَهْمٍ= وَتَفْسِيرٍ وَشَرْحٍ لِشُيُوخٍ أَجِِلَّاءِ
وَمَا حَالَ فَقْرٌ وَعَوْزٌ إِصْرَارًا= لِتَحْصِيلِ عِلْمٍ وَسَعْيِ ارْتِقَاءِ
مُهْمَلُ أَوْرَاقٍ جَمَعَهَا خَفَاءً= وَسَطَّرَ عَلَيْهَا دُرُوسَ الْعُلَمَاءِ
فَأَبْدَلَهُ الْمَنَّانُ كَرَمًا وَوَهْبًا= حَافِظَةً لِلْمَقْرُوءِ وَنُصُوصِ الْإَمْلَاءِ
***
بَدَا رَحِيلًا بِشَوْقٍ وَقَصْدٍ= إِلَى (هَزِيل) وَلُغَةِ الْفُصَحَاءِ
وَأَجَادَ الْفُرُوسِيَّةَ وَالْرَّمْيَ اتِّقَاءً= وَتَعَلَّمَ الْفَرَاسَةَ فِي غَيْرِ إِفْشَاءِ
وَظَلَّ الْرَّحِيمَ بِأُمٍّ وَرَحِمٍ= مَوَدَّةً وَوَصْلًا وَجَمِيلَ وَفَاءِ
***
أَئِمَّةُ الْفِقْهِ أَعَلَوْهُ صَرْحًا= بِدَايَةً بِمَالِكٍ إِمَامِ الْإِفْتَاءِ
لَازَمَهُ مُرِيدًا وَابْنًا وَتَبِعًا= فِي صَبْرٍ وَأَدَبٍ وَخُضُوعِ وَلَاءِ
وَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى صَارَ عَلَمًا= وَأَجْلَسَهُ مَكَانَهُ فِي يَوْمِ احْتِفَاءِ
وَبِأَبِي حَنِيفَةِ الْنُّعْمَانِ أُسْعِدَ= بِخُلَفَاءٍ أَجَادُوا وَبِحُسْنِ الْلِّقَاءِ
وَأَحَبَّ الْشَّافِعِيُّ لِقَاءَ لَيْثٍ= وَقَالَ: الْفَقِيهُ الْجَامِعُ للآرَاءِ
فَكَانَ تَلَقِّيهِ مَذْهَبِهِ قَدَرًا= مِنْ مُرِيدٍ بِالْيَمَنِ مِنَ الْوُجَهَاءِ
هَكَذَا الْشَّافِعِيُّ رُوحًا وَجَسَدًا= يَطْلُبُ الْعِلْمَ بِطَوِيلِ عَنَاءِ
***
وَمَا غَابَ عَنِ الْأَقْطَابِ بَلَاءٌ= مِنْ أَعَادٍ بَرَزُوا وَمِنْ أَدْعِيَاءِ
فَوَالِي الْيَمَنِ أَعْمَاهُ حَسَد=ٌ فَدَسَّ وِشَايَةً لِلْشَّافِعِي بِادِّعَاءِ
وَجَاءَ الْلُّطْفُ مِنَ الْرَّحْمَنِ نَصْرًا= بِعَفْوِ الْخَلِيفَةِ وَجَزِيلِ عَطَاءِ
وَمَا ضَعُفَ الْشَّافِعِيُّ أَبَدًا وَحَنَّ= لِرُكُونِ فِكْرٍ أَوْ وَطَنِ انْتِمَاءِ
مِنَ الطِّبِّ نَهَلَ عِلْمًا وَفَهْمًا= وَكَذَا الْرِّيَاضَةِ وَعِلْمِ الْفِيزْيَاءِ
***
وَبَلَغَ فِي الْبَذْلِ وَالْسَّخَاءِ مَنَارًا= بِإِعْطَاءِ نِصْفِ مَالِهِ لِلْفُقَرَاءِ
إِلَى الْحَرَمَيْنِ يُكِنُّ شَوْقًا= لَأَرْضِ الْطُّهْرِ وَرِحَابِ الْنَّقَاءِ
بِبَيْتِ اللَّهِ أَشَادَ حِلَقًا= تُجَاوِرُ زَمْزَمَ عَيْنَ الْشِّفَاءِ
***
وَجَاءَ لِمِصْرَ بِشَوْقٍ وَأَمَلٍ= وَزَادٍ وَعِلْمٍ وَإِخْلَاصِ عَطَاءِ
فَنَالَ مِنَ الْنَّفِيسَةِ خَيْرَ هَدْيٍ= وَبَرَكَاتٍ وَخُلَعٍ مِنْ رَبِّ الْسَّمَاءِ
وَفِي الْجَامِعِ الْعَمْرِيِّ أَشَاعَ عِلْمًا= بِإِفْتَاءِ الْعَامَّةِ وَمُنَاظَرَةِ فُقَهَاءِ
وَبَاتَ يُرَاجِعُ فِقْهًا وَشَرْعًا= أَفَاضَ بِهِ مِنْ سَابِقِ ابْتِدَاءِ
فَكَانَ الْإِرْسَاءُ لِمَذْهَبٍ جَدِيدٍ= فَصَّلَهُ فِي "الْأُمِّ" كِتَابِ الْوَفَاءِ
***
وَمَا تَرَكَ الْعَنَتُ الْمَذْمُومُ قُطْبًا= أَشَاعَ الْعِلْمَ فِي شَتَّى الْأَنْحَاءِ
لَقَدْ أَعْمَى الْتَّعَصُّبُ قَوْمًا= أَرْدَاهُمُ الْغَيُّ فِي هَوَى ادِّعَاءِ
وَدَبَّرَ الْسُّفَهَاءُ لِلْإِمَامِ كَيْدًا= وَاسْتَبَاحُوا اعْتِدَاءً وَنَزْفَ الْدِّمَاءِ
وَهَتَفَ الْإِمَامُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ= اسْأَلُوا نَفِيسَةَ صَالِحَ الْدُّعَاءِ
فَجَاءَ الْدُّعَاءُ بِحُسْنِ الْخِتَامِ= وَرُؤْيَا الْإِلَهِ وَنَيْلِ الْرِّضَاءِ
***
وَلَقِيَ الْإِمَامُ رَبًّا كَرِيمًا= بِقَلْبٍ سَلِيمٍ سَاطِعِ الْضِّيَاءِ
مُخْلِفًا كُنُوزَ فِقْهٍ وَعِلْمٍ= وَجَمْعًا يَدَينُ لَهُ بِالْوَلَاءِ
وَلَمْ يَزَلْ رَوْضُهُ مَزَارًا وَقَصْدًا= لِبَرَكَاتٍ تَحِلُّ وَقُبُولِ الْدُّعَاءِ
***
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى رَسُولٍ وَأَمَلٍ= يُرَجَّى فِي الْبَعْثِ وَأَهْوَالِ الْعَنَاءِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَعِتَرٍ وَرَحِمٍ= مَا انْشَقَّ فَجْرٌ بِرَحِيلِ مَسَاءِ

(وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي
شعبان 1416هــ = ديسمبر 1995م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 08, 2010 1:18 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْعِزُّ عِزُّ الْدِّينِ بْنُ عَبْدِ الْسَّلَامِ سُلْطَانُ الْعُلَمَاءِ [/marq]
[marq=left](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)[/marq]
[priq][align=center](مَقَامُهُ الْشَّرِيفُ بِسَفْحِ الْمُقَطَّمِ)[/align][/priq]

• ولد ‏في دمشق عام 577‏هـ، وفتح عينيه على حياة الشظف والحرمان، ولما شب كان نحيفًا ضعيفًا يساعده والده في مزاولة بعض الأعمال الشاقة كحمل الأمتعة وتنظيف محلات التجار، وبعد وفاة والده توسط له أحد الشيوخ فألحق بالجامع الأموي في حراسة نعال المصلين وأعمال النظافة، وسمح له بالمبيت في دهاليز الجامع على الرخام، وكان يتناهى إلى سمعه وهو يحرس النعال على باب المسجد ما يقوله الشيوخ في حلقاتهم، ولا ينسى يومًا ظل فيه يبكي على باب المسجد لمَّا دَسَّ جسدَه النحيل بين طلاب حلقة العلم؛ فنهره الشيخ وسأله كيف يسمح لنفسه بذلك وهو يرتدى ثوبًا ممزقًا لا يليق بطالب العلم.

• فقيَّضَ الله تعالى له الشيخ فخر الدين بن عساكر، فاحتضنه وألحقه بمكتب تعليم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، وتعهد بنفقته، وكان شديد الإعجاب به لنجابته وحسن ترتيله للقران بل ولبشاشته رغم فقره المدقع، إذ ظل وهو طالب علم يبيت في الدهليز. ويذكر السبكي (في طبقات الشافعية) بأن العز احتلم في ليلة ذات برد شديد فنزل في بركة المسجد ليغتسل؛ فحصل له ألم شديد من البرد وأغمي عليه.

• ولزم العز شيخه ابن عساكر، وتعلم منه فقه الشافعية، وكان ابن عساكر شيخًا زاهدًا ورعًا واسع المعرفة كثير الصدقات. وسافر العز إلى العراق، وحصَّل علم الحديث من أكابر علمائها، ثم عاد إلى دمشق، وتقدم صفوف الطلاب، ولم يكد ينتهي من الدراسة على ابن عساكر وغيره من أصحاب الحلقات حتى أجازوه للتدريس، وعُيِّن مدرسًا بدمشق لعلم الفقه وأصول الفقه على المذهب الشافعي السائد في البلاد.

• استوعب العز كل ما تركه السلف في علم الكلام (العلم الذي يتكلم عن الله سبحانه وصفاته وأسمائه). ثم اعتنق عقيدة الشيخ الإمام الأشعري الذي ألف الكتب على مذاهب أهل السنة، وردَّ على المعتزلة في كل مقولاتهم في علم الكلام، فاعتمد على البراهين العقلية في مناصرة آراء أهل السنة وأهل النصوص.

• وجذب العز إليه عديدا من الطلاب الذين أحبوا دروسه الفقهية المرصعة بالحكم والطرائف، وقصده الناس يستفتونه فلم يبخل عليهم بالفتوى، ولم يعد يتقيد في الفتوى بالمذهب الشافعي بل كان يبحث ويجتهد في كل المذاهب للإجابة عما يرد إليه من الأسئلة في مراجعة وحرص شديد لفتاواه، حتى إنه لمَّا استفتاه صاحب مسألة فأفتاه ثم اكتشف بعد انصرافه أنه أخطأ، أطلق عددًا من تلامذته في الطرقات ينادون في الناس بأن الإمام قد أخطأ في فتواه وأن على صاحب المسالة أن يراجع الإمام.

• وكان كثير التحرك في الأسواق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بالحكمة، ويشدد النكير على التجار الظالمين وجباة المكوس، مما جمع حوله بسطاء الناس المظلومين وطلاب العلم الفقراء الكادحين.

• وذاعت مكانته خارج دمشق حتى وصلت إلى الملك الكامل حاكم مصر (ابن العادل شقيق صلاح الدين) الذي يحتفي بالعلم والعلماء، فكان كثيرًا ما يرسل لأخيه السلطان الملك الأشرف صاحب دمشق يستوصيه بالعز العالم الشاب خيرًا، ورغم ذلك فقد استطاع أهل الحقد والوقيعة بعد أن وجدوا العز شيخًا له حلقة في الجامع الأموي أن يوغلوا صدر الملك الأشرف ضد العز بن عبد السلام الذي كان لا يقرب مجلس السلطان ولا يطلب منه شيئًا ولا يقبل منه هدية، وادَّعوا أن بعض فتاويه تخالف الشريعة فأصدر الملك أمرًا للشيخ (بألا يفتي وألا يجتمع بأحد وأن يلزم بيته). وقرر الشيخ الاعتكاف للعبادة، وضج العلماء والخلق في دمشق، وأدرك الملك بعد مقابلة كل من شيخ الحنفية جمال الدين الخضيري وشيخ المالكية عمرو بن الحاجب بتأييد كافه العلماء للعز فأعاده وكرمه.

• وظل العز يلبس رداء الزهد والتواضع، يعيش في مسكنه الصغير ويتلطف بالخلق جميعا، حتى إنه لمَّا وصل إلى أعلى المكانات الدينية في دمشق بوصفه خطيبًا للجامع الأموي وأكبر المفتين وقاضي القضاة، طرح العمامة الكبيرة ووضع على رأسه طاقية من بلاد مصر التي يرتديها فقراء مصر والشام.

• واختلت الأمور بموت السلطان الأشرف وتولي ابنه إسماعيل المُلك، فحالف الفرنجة، وفتح لهم دمشق وبلدان الشام ليشتروا السلاح، فأصدر العز فتواه بخلع السلطان وأفتى بحرمة بيع السلاح للفرنجة، فأمر السلطان بحبسه والشيخ ابن الحاجب.

• ثم أذن للشيخ بمغادرة البلاد إلى القاهرة فبلغها عام 639 ‏هـ، وكان في استقباله السلطان الملك نجم الدين وجموع الشعب، وأنزله في دار فسيحة تتوسط حديقة واسعة غناء (وكان ذلك تعويضًا لزوجته الصابرة الوفية التي ارتضت من الإمام أن ينفق حليها على فقراء دمشق بدلا من إنفاقه في الحصول على مسكن فسيح).

• وطمأن السلطان الإمام وقال له: "هذه الدار ليست هبة منى ولا من بيت المال، ولكن أهل مصر اشتروها لك نفعهم الله بك ونفع بك الإسلام والمسلمين".

• وما حاد العز يومًا عن مناصرة الشرع والحق مراعاة لله سبحانه دون النظر إلى إرضاء السلطان أو أصحاب النفوذ، فما كاد يتولى منصب قاضي قضاة مصر، حتى أصدر حكمًا بإبطال كل ما أبرمه أمراء المماليك من عقود حتى عقود الزواج؛ فهم عبيد اشتراهم السلطان من بيت المال وعلَّمهم وأدبَّهم ثم جعلهم أمراء فهم لا يزالون أرقاء لم يتحرروا بعد. وشاط السلطان غضبًا على الإمام ورفض حكمه في الأمراء، فجمع العز متاعه وركب حماره وصمم على الخروج من البلاد، فالتف حوله العلماء والخلق جميعًا، فسارع السلطان إلى الشيخ بنفسه وقال له أمام جمهرة الناس (لا تفارقنا، عد يا إمام واصنع ما بدا لك)، وجمع السلطان كل الأمراء في القلعة وعُرضوا في مزاد، ونادى الشيخ عليهم، وغالى في ثمنهم فلم يتقدم للشراء سوى السلطان، فدفع ثمنًا أزيد من ماله الخاص لا من بيت المال، واشترى جميع الأمراء وأعتقهم فأصبحوا أحرارًا، وصحح الشيخ عقودهم بما فيها عقود الزواج، ووزع الشيخ ثمن شرائهم على الفقراء وأصحاب الحاجات وخاصة أهل العلم من الطلاب.

• وصار الإمام مقصد الناس وبركتهم لا يتركونه حتى بعد صلاة الجمعة في جامع عمرو بن العاص، ولكن لم يلبث الشيخ أن استقال من منصب قاضي القضاة؛ فلم يعد يطيق أن يقضي القضاء فتنتظر الشرطة إذن رئيس الشرطة والسلطان لتنفيذ الأحكام.

• وتفرغ الشيخ للتدريس في المدرسة الجديدة التي أقامها السلطان للفقه على المذاهب الأربعة، ونهض بتدريس الفقه والتفسير، وألف نحو أربعين كتابًا في الفقه والتفسير وأصول الفقه والتصوف، ولم يتوقف عن نصح السلطان والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مهما كلفه ذلك. وتعرض الإمام لهجوم جماعة من الأشقياء استأجرهم بعض أمراء المماليك للفتك بالإمام في داره، فبادر الإمام المؤيَّد من المولى (عز وجل) باستقبالهم ورحب بهم وأطعمهم ونصحهم فتابوا على يديه وصلَّى بهم الفجر.

• وللشيخ سبحات صوفية عديدة أودعها كتابه (حل الرموز ومفاتيح الكنوز)، وقد عَنى فيها بشرح الغامض من أقوال شيوخ الزهد والتصوف، وكانت له صلات محبة وود بأقطاب الصوفية: الشاذلي وأبي العباس المرسي وإبراهيم الدسوقي والسيد البدوي (رضي الله تعالى عنهم)، وقابل الإمام الشاذلي في المدرسة الكاملية في القاهرة، وكان يحض تلاميذه على الإفادة منهم، وقال لهم: "اسمعوا كلامهم فهو قريب العهد بنبع الحقيقة". وأطلق عليه ابن دقيق (عالم مصر الصوفي المعروف) لقب (سلطان العلماء). كما قال المنذري (مفتي مصر) بعد حضور العز إليها: "كنا نفتى قبل حضور الشيخ عز الدين وأما بعد حضوره فالفقه متعين فيه ولا يفتي أحد وهو بيننا".

• وكان للشيخ دور كبير في تحقيق الانتصار على الصليبين في دمياط بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا الذي تم أسره في المعركة. كما وقف العز (وقد قارب الثمانين من عمره) يدعو للجهاد لمقاومة غزو التتار، وأذعن السلطان قطز لرأي الإمام بعدم فرض ضرائب جديدة على الشعب لتجهيز الجيش وأن يتم بيع ما لدى السلطان والأمراء من نفائس، وذهب للإعداد للمعركة وجاء نصر الله تعالى على التتار في موقعة عين جالوت ولم تقم لهم بعدها قائمة.

• وأصاب الشيخ المرض وغلبه الوهن. وعاش الناس يتناقلون كراماته العديدة في المعارك وغيرها، وهو ينفي أن تكون له كرامات ويستغفر الله تعالى لنفسه وللرواة. ويقول: "ما أنا إلا عبد فقير ذليل لله تعالى".

• ولما أتم الثالثة والثمانين من عمره أصر على الخروج إلى المدرسة الصالحية رغم شدة ضعفه ومرضه، فسندوه حتى وصل إليها، وألقى درسه الأخير بها، ومات في المدرسة وهو يفسر الآية الكريمة "اللهُ نُورُ السَّمَواتِ وَالْأَرْضِ". وحمل السلطان الظاهر بيبرس نعش الإمام ومعه العلماء والأمراء ومن ورائهم حشود المشيعين. واستقر جثمانه الطاهر في ضريحه المعروف تحت سفح المقطم، وأقيمت له في دمشق جنازة ضخمة وصلوا عليه صلاة الغائب.


[poet font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
تَعَالَى اللَّهُ وَاهِبُ كُلِّ فَضْلٍ= لِأَهْلِ الْحَقِّ أَفْذَاذِ الْعِبَادِ
رُسُوخٌ بَاتَ تَمْكِينًا وَعَزْمًا= وَتَصْرِيفًا بِهِ لُطْفُ الْبِلَادِ
لَهُمْ مَا شَاءُوا تَقْدِيرًا وَأَزَلًا= إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالتَّنَادِي
***
إِلَى اللَّهِ الْمَسِيرُ بِكُلِّ شَوْقٍ= تَبَدَّى فِي الْلَّيَالِي وَفِي السُّهَادِ
وَسَكْبٍ لِلْدُّمُوعِ بِغَيْرِ ذَنْبٍ= سِوَى الْتَّقْصِيرِ فِي وَصْلِ الْوِدَادِ
وَصَرْفٍ لِلْقُلُوبِ عَنِ الدَّنَايَا= وَعَنْ مُتَعٍ بِهَا رَأْسُ الْفَسَادِ
وَلِينٍ بِالْكَلَامِ وَحُسْنِ خُلُقٍ= وَإسْدَاءِ الْنَّصَائِحِ فِي رَشَادِ
وَإِيقَاظٍ لِهِمَمٍ قَدْ تَرَاخَتْ= وَإِسْلَامِ الْزِّمَامِ إِلَى الْمَعَادِ
***
تَقِيٌّ ذَاقَ أَلَمًا وَفَقْرًا= وَحِرْمَانًا بَدَا يَوْمَ الْمِيلَادِ
حَفِيظٌ فِي الْمَسَاجِدِ لِلنِّعَالِ= نَحِيفٌ بَارٌّ فِي سُوقِ الْكَسَادِ
يَتُوقُ لِلْمَجَالِسِ فِي انْتِبَاهٍ= وَقَلْبٍ رَاغِبٍ عِلْمًا لِزَادِ
يَدْفَعُهُ الْفُضُولُ وَفَرْطُ شَوْقٍ=إِلَى حِلَقٍ بِهَا نُورُ الْسَّدَادِ
فَيَلْقَى الزَّجْرَ وَالطَّرْدَ جِهَارًا= عَلَى ثَوْبٍ تَمَزَّقَ فِي اعْتِيَادِ
وَعِلْمُ اللَّهِ وَحْيٌ قَدْ تَجَلَّى= وَلَيْسَ الْعِلْمُ يُرْسَلُ لِلْجَمَادِ
بَدَا ابْنُ عَسَاكِرَ لِلْعِزِّ حُلْمًا= وَأَمَلًا فِي الْوُصُولِ إِلَى الْمُرَادِ
كَفَالَتُهُ مِنَ الْمَنَّانِ أَمْرٌ= وَإِشْهَادٌ بِفَرَجٍ فِي الْمِيعَادِ
فَمَا يَلْقَى الْوَصُولَ دَوَامُ فَقْرٍ= بَلِ الْصَّبْرُ عَلَى مُتَعٍ وَزَادِ
***
كِتَابُ اللَّهِ قَدْ أَوْلَاهُ حِفْظًا= وَإِتْقَانًا بِحُبٍّ وَانْقِيَادِ
وَفِقْهُ الْشَّافِعِيّ أَعْلَاهُ قَدْرًا= وَأجْلَسَهُ لِفَتْوَى فِي اجْتِهَادِ
وَنَالَ مِنَ الْعُلُومِ عَظِيمَ حَظٍّ= وَأَضْحَى الْعِلْمُ يَعْلُو كُلَّ نَادِ
إِلَى بَغْدَادَ إِلَى دَارِ الْحَدِيثِ= يُحَصِّلُهُ عَلَى شَيْخٍ عِمَادِ
***
وَمَا رَغِبَ فِي طُعَمٍ وَمَالِ= وَدُنْيَا أَهْلَكَتْ أُمَمًا كَعَادِ
وَلَبِسَ رِدَاءَ الْحَقِّ دَوْمًا= يُنَاضِلُ مُخْلِصًا أَهْلَ الْفَسَادِ
قَضَاءُ الْشَّامِ كَانَ لَهُ مَقَامًا= وَسَادَ الْعَدْلُ فِي شَتَّى الْبِلَادِ
وَمَنَعَ تِجَارَةً تُعْطِي سِلَاحًا= إِلَى جَيْشِ الْفِرِنْجَةِ وَالْأَعَادِي
وَعَاشَ بِمِصْرَ نِبْرَاسًا وَعَلَمًا= أَشَاعَ النُّورَ فِي كُلِّ الْبَوَادِي
وَلَقِيَ الْنَّاسَ فِي حُبٍّ وَعَطْفٍ= وَإِقْرَاءٍ وَنُصْحٍ فِي رَشَادِ
وَأَنْفَذَ فِي الْمَمَالِيك ِالْأُمَرَاءِ بَيْعًا= لِحُكْمٍ بَانَ فِي الْشَّرْعِ الْهَادِي
وَنَالُوا بِالْمَزَادِ الْمَنْصُوبِ عِتْقًا= بِثَمَنٍ دَفَعَهُ مَلِكُ الْبِلَادِ
فَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ وَسَفَهٍ= وَحُكْمٍ سَائِرٍ بِهَوَى الْفُؤَادِ
وَمَا يَحْيَا الْوُجَودُ بِغَيْرِ عِلْمٍ= وَعُلَمَاء رَاقَبُوا رَبَّ الْعِبَادِ
وَصَدَّتْ مِصْرُ عُدْوَانًا وَغَدْرًا= وَوَقَعَ لِوِيسُ فِي قَبْضِ الْبِلَادِ
وَعَلَا الْعِزُّ لِلْتَّتَارِ نِدًّا= يُنَادِي الْخَلْقَ حَيَّ عَلَى الْجِهَادِ
وَيُمْلِي قُطُزَ وَالْأُمَرَاءَ أَمْرًا= بِبَذْلِ الْتَّرَفِ فِي جَلْبِ الْعِتَادِ
فَجَاءَ الْنَّصْرُ رَيْحَانًا وَرَوْحًا= لِقُطْبِ الْغَوْثِ وَلِوَاءِ الْعِمَادِ
وَإِنْقَاذًا لِوَطَنٍ مِنْ عَدُوٍّ= اسْتَبَاحَ السَّفْكَ وَتُرَاثَ الْأَمْجَادِ
***
إِلَى الصُّوفِيَّةِ يَنْتَسِبُ بِشِعْرٍ= يَفِيضُ مَحَبَّةً لِلَّهِ الْجَوَّادِ
وَمِنْهَاجٍ لِلْحَيَاةِ لَهُ خِصَالٌ= مِنَ الْصَّفْوِ الْمُنَقَّى بِالْفُؤَادِ
وَوَصْلٍ ضَمَّ أَقْطَابًا وَنُجُمًا= هُمُ الْأَشْيَاخُ فِي طُرُقِ الرَّشَادِ
***
وَرَحَلَ الْشَّيْخُ وَالْجُدْرَانُ تَبْكِي= بِمَدْرَسَةِ الْمَذَاهِبِ وَالْشَّرْعِ الْمُرَادِ
وَقَالُوا حَمَلَ بِيبَرْسُ نَعْشًا= تَبَاهَى بِهِ أَبَدَ الْآبَادِي
وَعُلَمَاءُ وَطُلَّابٌ وَحَشْدٌ= مِنَ الْمُدُنِ أَهَلَّتْ وَالْبَوَادِي
إِلَى مَثْوَى الْفَقِيهِ بِحُضْنِ جَبَلٍ= تَشَرَّفَ بِالْأَئِمَّةِ فِي الْرُّقَادِ
***
يَا رَبِّ صَلِّ دَائِمًا أَبَدًا= عَلَى الْحِبِّ الْمُشَفَّعِ فِي الْمَعَادِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَعِتَرٍ وَرحِمٍ= مَا شَدَا طَيْرٌ أَوْ تَرَنَّمَ حَادِ

(وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي
جُمادَى الأولى 1422 هـ = أغسطس 2001 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 11, 2010 6:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سيدي العارف بالله تعالى الإمام عبد الله بن أبي جمرة[/marq]
[marq=left]( رضي الله تعالى عنه وأرضاه )‏[/marq]
[priq][align=center]( ومقامه الشريف بسفح المقطم )[/align][/priq]

‏ هو عبد الله بن سعيد بن أبى جمرة الأزدي الأندلسي الذي يمتد نسبه إلى سيدى سعد بن عبادة الأنصاري فهو الخزرجى نسباً، المالكي مذهباً،المحمدي سلوكاً وأخلاقاً.

‏ ولد في بلاد الأندلس ونشأ نشأة دينية ، وتربى على فهم علوم الشريعة والحقيقة،حفظ القرآن وتعلم علومه وتعلم الحديث وعلم السنة.

وكان كثير التنقل بين البلاد حتى استقر بمصر.

قال عنه سيدي بن عطاء الله السكندري أنه رأى سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام " يقول له ما رزق سلطان المشرق والمغرب؟ فقال له يا سيدي يا رسول الله: ومن سلطان المشرق والمغرب ؟ فقال له : عبد الله بن أبى جمرة، ما وقع نظره على أحد إلا وجبر".

وقال عنه الإمام الشعراني في الطبقات: أنه إمام القدوة الرباني وكان ذا تمسك بآثار النبي (صلى الله عليه وسلم) والاستعداد للموت والفرار من الناس وقد ابتلى بالإنكار عليه حين قال (إنه يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم) يقظة ويشافهه "وقيل : قام عليه بعض الناس فانقطع في بيته إلى أن مات.
وقال عنه ابن كثير في كتاب البداية والنهاية : إن الشيخ عبد الله بن جمرة كان قوالاً بالحق آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر.
وقال عنه الشيخ عمر رضا الكحالة إن الشيخ عبد الله بن أبى جمرة كان مؤرخاً ومفسراً للقران ومحدثاً.
‏ كان قدوة للزهد وكان مجاباً للدعوة وله كرامات كثيرة .

له عدة كتب وتصانيف منها :_

بهجة النفوس (شرح مختصر لصحيح البخارى).
المرائي الحسان - تفسير القرآن ــ كتاب في طبقات الحكماء.
شرح بعض الأحاديث ( حديث الإسراء ، حديث الاستخارة ، حديث أشراط الساعة وحديث الإفك ).

توفى عام 676 ‏ هــ وقيل 695 ‏ هــ وقيل 699 ‏ هــ ودفن في مقابر المساكين بسفح المقطم أمام مسجد ومقام سيدي العارف بالله ابن عطاء الله السكندري الذي أوصى بأن يدفن بجوار الإمام ابن أبى جمرة تبركاً ومحبة.
‏( المراجع : الإعلام للزركلى ، طبقات الشعرانى ، البداية والنهاية لابن كثير ، كشف الظنون لحاجى خليفة ).

[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
إِلَى رَوْضِ الْكِرَامِ أَشُدُّ رَحْلِي= فَأَنْعَمُ بِالْوِدَادِ وَبِالْوِصَالِ
وَلَسْتُ أُبَالِي مِنْ تَعَبٍ وَنَصَبٍ= لِقَاءُ الْحِبِّ فَوْزٌ بِالنَّوَالِ
وَمَنْ ذَا يُطْفِئُ الْأَشْوَاقَ مِنِّي= سِوَى وَصْلٍ يَدُومُ عَلَى الْتَّوَالِي
شَرَابٌ ذُقْتُهُ صَفْوٌ وَعَذْبٌ= شِفَاءُ الصَّبِّ مِنْ أَلَمِ اعْتِلَالِ
***
أَبُو جَمْرَةٍ قُطْبٌ تَرَقَّى= إِلَى عُلْيَا الْمَدَارِجِ بِاتِّكَالِ
وَزُهْدٍ فِي الْحَيَاةِ بِغَيْرِ عَوْزٍ= وَبِرٍّ بِالْوَرَى رَحْبِ الْمَجَالِ
وَإِخْلَاصٍ وَقَلْبٍ ذِي نَقَاءٍ= وَنُورٍ فِي الْبَيَانِ وَفِي الْخِلَالِ
وَتَزْكِيَةٍ لِنَفْسٍ قَدْ أَحَالَتْ= كَرِيمَ الْحِلْمِ ضَرْبًا لِلْمِثَالِ
***
شَرِيفُ الْنَّسَبِ أَلْحَقَهُ بِسَعْدٍ= فَتَى الْأَنْصَارِ أَمْجَادِ الْرِّجَالِ
بِإِيثَارٍ لَهُمْ بَلَغُوا مَقَامًا= ثَنَاءُ اللَّهِ بُرْهَانُ الْكَمَالِ
هُمُ الْأَبْطَالُ فِي سِلْمٍ وَحَرْبٍ= حُمَاةُ الدِّيْنِ فِي كَرْبِ النِّضَالِ
بِحُبِّ اللَّهِ وَالْمُخْتَارِ أَضْحَوْا= نُجُومَ الْهَدْيِ فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي
وَنَالُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ فَوْزًا= دُعَاءً عَمَّ أَحْفَادَ الْآجَالِ
***
إِلَى أَرْضِ الْكِنَانَةِ حَنَّ قَلْبٌ= يَسُوقُ الْخَلْقَ لِرِيَاضِ الْجِنَانِ
حَدِيثُهُ لَهُ مَدَدٌ وَرَوْحٌ= يُبَيِّنُ الْهَدْيَ سُبُلًا لِلْمَعَالِي
وَيَشْرَحُ مُجَلِّيًا شَرْعًا وَفِقْهًا= وَإِرْشَادًا بِهِ دَفْعُ الْضَّلَالِ
بِفَيْضٍ مِنْ كَرِيمٍ صَارَ عَلَمًا= وَذُخْرًا سَادَ أَفْذَاذَ الْرِّجَالِ
وَسُلْطَانًا بَدَا شَرْقًا وَغَرْبًا= وَأَبْصَرَ بِالتُّقَى نُورَ الْجَلَالِ
عَطَاءٌ صَاحِبُ الْحِكَمِ الْمُعَلَّى= رَأَى الْمُخْتَارَ يُدْلِي بِالْمَقَالِ
أَبِو جَمْرَةٍ الْسُّلْطَانُ حَقًّا= لَهُ مِنَحٌ وَآيَاتُ الْكَمَالِ
جَزَاءُ الْوَاصِلِ الْسَّاعِي إِلَيْهِ= نَوَالُ الْجَبْرِ مِنْ رَبِّ الْجَلَالِ
***
تَصَانِيفٌ لَهَا فِي الشَّرْعِ شَأْوٌ= لِرُوَّادٍ غَدَوْا شَمْسَ الْآمَالِ
شُرُوحٌ مَتْنُهَا مُخْتَصَرُ فِقْهٍ= وَتَفْسِيرٌ وَطَبَقَاتُ حُكَمَاءِ الْرِّجَالِ
وَسَرْدٌ لِلْمَرَائِي أَبَانَ حَقًّا= بِأَنَّ حَيَاتَنَا دَارُ الزَّوَالِ
***
لِقَاءُ اللَّهِ لِلْمَوْعُودِ شَوْقٌ= وَأَمَلٌ بِهِ نَيْلُ الْوِصَالِ
وَرَوْضُ الْعَارِفِينَ دِيَارُ سَكَنٍ= لِطُلَّابِ الْخُلُودِ إِلَى الظِّلَالِ
***
صَلَاتُكَ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا= عَلَى طَهَ الْمُشَفَّعِ ذِي الْمَنَالِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ لِلدِّيِنِ صَرْحٌ= مَا عَلَا قَمَرٌ سَمَا اللَّيَالِي

(وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى = محمد محمد بيومي


[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 12, 2010 7:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْقُطْبُ الرَّبَّانِيُّ الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى[/marq]
[priq][align=center]مَرْزُوقُ الْيَمَانِيُّ الأَحْمَدِيُّ[/align][/priq]
[marq=left]رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَاهُ (602 هـ - 677 هـ)[/marq]

[priq][align=center]( ومقامه الشريف بحي الجمالية )[/align][/priq]

• هو القطب الرباني والعابد الصمداني الشافعي مذهباً، الأحمدي طريقة، الحسيني نسباً، الخليفة الأول لسيدي أحمد البدوي (رضي الله تعالى عنه)، وهو كذلك الجد الأكبر لعائلة (آل شمس الدين) المزارقة الأحمدية.
• ولد باليمن عام 602هــ، وتوفي والداه وهو لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره، وكفلته جدته التي أكرمت مثواه إلى أن كبر وترعرع، ورأى في المنام أن شيخاً عربياً صالحاً تقياً يأمره بالانتقال من اليمن إلى مصر حيث يكون له شأن عظيم بها).
• تزوج من سيدة يمانية من أهل قرابته، ثم رحلا معاً إلى مكة المكرمة ومنها إلى مصر عام 632هــ (إبان الحروب الصليبية في عصر الدولة الأيوبية)، واتخذ مسكناً صغيرًا بالجمالية بجوار مسجد جده مولانا الإمام الحسين (رضي الله تعالى عنه)، واشتغل بالنسج ليكسب من عمل يده.
• في أواخر شهر رمضان عام 634هــ زاره سيدي أحمد البدوي خلال قدومه متجهاً إلى طنطا ونزل في ضيافته، ولما قص سيدي مرزوق عليه الرؤيا التي رآها في اليمن قام البدوي فألبسه الشارة الحمراء وصار هو الخليفة الأول لسيدي أحمد البدوي (رضي الله تعالى عنه). كان سيدي مرزوق يتردد على طنطا لزيارة سيدي البدوي، وأقام لنفسه خلوة صغيرة في طنطا كان ينزل فيها مدة زيارته، وظل يسافر لزيارة ضريحه بعد انتقاله حتى لقي سيدي مرزوق ربه في عام 677هــ، ودفن بزاويته الصغيرة بحي الجمالية.
• وكانت زوجة سيدي مرزوق عاقرًا، ولما زارهما سيدي البدوي بمصر شاء الله تعالى أن يظهر كرامة هذه الزيارة الجليلة فبرأت زوجته من عقرها ووهبها سبحانه وتعالى ولدًا واحدًا هو السيد/ عمر مرزوق (رضي الله تعالى عنه) الجد الثاني الذي تسلسلت منه الأحفاد إلى السادة آل شمس الدين مشايخ الطريقة "المزارقة الأحمدية".
• ومن كرامات سيدي مرزوق (رضي الله تعالى عنه) تلك الحادثة التاريخية التي تروي بأن الجمل الحامل لكسوة الكعبة الشريفة في عهد السلطانة شجرة الدر قد برك أمام المشهد الحسيني وحاول أمير الحج وكذا كافة أمراء الدولة أن يحركوه ولكن دون فائدة، حتى قدم سيدي مرزوق فما أن رآه الجمل حتى هب واقفاً وأخذ الشيخ باللجام وقاده إلى القزم (ميناء السويس)، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الشيخ مرزوق هو قائد جمل المحمل حتى وفاته، وبقي هذا التقليد في ذريته جيلاً بعد جيل حتى بطل موكب المحمل في أوائل الثورة.

[poet font="Simplified Arabic,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/12.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
الْمُؤْمِنُ الْحَقُّ لَا يُبَالِي= فَأَمْتَاعُ الْحَيَاةِ إِلَى زَوَالِ
وَغَايَةُ الْمَأْمُولِ بِلَا جِدَالِ= رِضَا الْمَعْبُودِ ذِي الْجَلَالِ
وَمَا يَرْقَى الْمَعَالِيَ لِلْكَمَالِ= سِوَى أَهْلِ الْمَحَبَّةِ وَالْوِصَالِ
هُمُ الْأَوْتَادُ سَادَاتُ الْرِّجَالِ= أَشَادُوا الْصَّرْحَ فِي هِمَمِ النِّضَالِ
لَهُمْ بُشْرَى وَحُسْنٌ فِي مَآلِ= وَنُورٌ تَبَدَّى فِي خَيْرِ الْفِعَالِ
***
بَدَا مَرْزُوقُ وَلِيًّا بِاكْتِمَالِ= وَبَدْرًا أَضَاءَ ظُلُمَاتِ الْلَّيَالِي
هُوَ الْيَمَنِيُّ الْمُجَلَّلُ بِالْجَمَالِ= بِكَرَمٍ وَشَرَفٍ وَخَيْرِ خِصَالِ
مُنَسَّبٌ لِلْحُسَيْنِ غَايَةِ الْآمَالِ= وَارِثِ الْمُخْتَارِ فِي عِلْمٍ وَحَالِ
***
يَتِيمٌ عَاشَ فِي طَوْعِ امْتِثَالِ= لِجَدَّتِهِ الكَفِيلَةِ فِي صَبْرِ احْتِمَالِ
تُزَكِّيهِ فَيَرْقَى دَرَجَ الْمَعَالِي= بِإِيْمَانٍ وَصِدْقٍ وَحُسْنِ مَقَالِ
إِلَى أَنْ جَاءَ أَمْرٌ بِانْتِقَالِ= بِرُؤْيَا قَدْ رَآهَا عَلَى تَوَالِ
إِلَى مِصْرَ التَّوَجُّهُ بِالْرِّحَالِ= إِلَى الْبَدَوِيِّ الْمُعَلَّى فِي الْمَجَالِ
***
أَقَامَ بِخَلْوَةٍ طُولَ الْلَّيَالِي= مُجَاوِرًا الْحُسَيْنَ مَوْسُوعَ الْمَنَالِ
وَنَسَجَ الْصُّوفَ طَلَبًا لِلْحَلَالِ= عَلَى اللَّهِ الْمَرَازِقُ فِي اتِّكَالِ
وَزَوْجَتُهُ الْوَفَاءُ بِلَا مِثَالِ= تُشَارِكُهُ الْتَّهَجُّدَ طَوْعًا فِي الْلَّيَالِي
مُنَاهَا رِضَا رَبِّ الْجَلَالِ= وَإِحْسَانٌ لِزَوْجٍ مَحْمُودِ الْفِعَالِ
***
وَفِي رَمَضَانَ مَوْسِمِ الابْتِهَالِ= وَمَهْبِطِ الْرَّحَمَاتِ وَأَنْوَارِ الْجَلَالِ
أَقْبَلَ الْبَدَوِيُّ بِأَضْوَاءِ الْهِلَالِ= لِخَلْوَةِ مَرْزُوقِ طَالِبِ الْوِصَالِ
لِتَصْدُقَ رُؤْيَاهُ فِي صِبَا الْأَشْبَالِ= بِمُعاهَدَةِ الْبَدَوِيِّ فِي الْتَّوِّ وَالْحَالِ
***
تَقَلَّدَ لِلْخِلَافَةِ كَأَوَّلِ الْرِّجَالِ= وَعَلَمٍ أَحْمَدِيٍّ شَارَةَ الْأَبْطَالِ
وَنَالَ شَرَفًا أَبَدِيَّ الْمَآلِ= لِأَحْفَادِ مَرْزُوقٍ بِمُرُورِ الْأَجْيَالِ
فَبَرَكَاتُ الْبَدَوِيِّ مِنْ فَيْضِ الْجَلَالِ= تَبَدَّتْ فِي حَيَاةٍ وَفِي انْتِقَالِ
وَكَانَتْ لِمَرْزُوقٍ تَرَقِّيًا لِلْحَالِ= وَتَبْرِئَةً لِزَوْجٍ مِنْ عُقْمٍ عُضَالِ
وَإِنْجَابًا لِعُمَرَ مَوْصُولِ الْحِبَالِ= وَذُرِّيَّةٍ طَهُرَتْ كَصَفْوِ الْزُّلَالِ
مَشِيئَةُ الْمَعْبُودِ إِلْغَاءُ الْمُحَالِ= وَلَا يَشْقَى وَلِيٌّ وَصُولُ الْسُّؤَالِ
***
أَدَامَ مَرْزُوقُ حَبْلَ الْوِصَالِ= لِشَيْخِهِ الْبَدَوِيِّ أَبِي الْأَنْجَالِ
وَخَلْوَتُهُ الْمَقْصِدُ وَمَحَطُّ الْرِّجَالِ= وَالْمَسْجِدُ وَالْضَّرِيحُ رِيَاضُ الْجَلَالِ
أَبْنَاؤُهُ الْنُّجُومُ بِدَوَامِ الْإِقْبَالِ= عَلَى الْأَوْرَادِ فِي حِلٍّ وَفِي تَرْحَالِ
وَلَمْ يَزَلْ دَوْحُهُ سَاحَةَ ابْتِهَالِ= لِتَفْرِيجِ كَرْبٍ وَصَلَاحِ حَالِ
***
وَفِي حُبِّ الْإِلَهِ يَرْخَصُ كُلُّ غَالِ= يَهُونُ الْصَّعْبُ فِي نَيْلِ الْمَنَالِ
أُخُوَّةٌ لِلَّهِ بِلَا أَهْلٍ وَمَالِ= صَفَاءٌ لِلْنُّفُوسِ وَتَزْكِيَةُ الْخِصَالِ
وَغَايَةُ الْطَّرِيقِ تَشْيِيدُ الْرِّجَالِ= بِإِعْلَاءِ الْمَكَارِمِ وَدَوَامِ الْوِصَالِ
***
فَيَا رَبَّاهُ صَلِّ عَلَى نَبْعِ الْجَمَالِ= رَسُولِنَا الْمُرَقَّى سِرَاجِ الْمَجَالِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ عُيُونِ الْكَمَالِ= مَا هَطَلَ غَيْثٌ بِسَفْحِ الْجِبَالِ

(وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى = محمد محمد بيومي
رمضان 1419 هــ = ديسمبر 1998 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 14, 2010 11:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ الْعَجَمِيُّ[/marq]
[marq=left](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)[/marq]

[priq][align=center](مَقَامُهُ الشَّرِيفُ بِطَرِيقِ مِصْرَ حِلْوَان الزِّرَاعِيِّ عِنْدَ دَارِ السَّلامِ)[/align][/priq]


• يوسف بن عبد الله بن عمر العجمي نشأ على قدم التجريد وأخذ الطريق عن النجم محمود الأصفهاني وغيره، وأُمِرَ بالتحول إلى مصر والإقامة بها للتسليك، وهو أول من أحيا طريقة الشيخ الجنيد (رضي الله تعالى عنه) بمصر بعد اندثارها.

• ولما أُمِرَ بالرحيل من العجم إلى مصر قابل الشيخ حسن التستري، وكان مساويًا له في الرتبة، فقال للعجمي: "الطريق إنما لواحد (شيخ واحد) وفقًا لما جرى عليه الظاهر، فإما أن تبرز وأنا خادم لك، أو أبرز أنا وتكون خادمًا لي"، فبرز يوسف العجمي وقام حسن التستري بخدمته، وظهر على يدي العجمي الخوارق والكرامات.

• وقال عنه ابن حجر: "كان أعجوبة زمانه في التسليك، وله أتباع ومريدون كثيرون، ولبَّسَ الخرقة ولقَّنَ الذكر وسلَّكَ، فأجاد، وعمَّ نفعُهُ البلاد والعباد.

• وكان متجردًا من الدنيا، وعرضت عليه إقطاعيات فأباها.

• له كلام نفيس في علم التوحيد، ورسالة في آداب السلوك عظيمة النفع تسمى "ريحان القلوب".

• ومن كلامه:
* النيات راجعة إلى ثلاثة أنواع: لمصلحة الدنيا، أو لمصلحة الآخرة، أو لوجه الله تعالى، والسالك لا يجوز له أن ينوي إلا لوجه الله تعالى.

* المراد من الذكر تحقيق الأنس بالله تعالى والوحشة من غيره.

* ليس من شرط الشيخ الاطلاع على باطن المريد، بل شرط المريد أن يذكر للشيخ كل ما خطر بباله، و إلا كان خائنًا والله لا يحب الخائنين.

• مات (رضي الله عنه) في جمادى الأولى 768هـ، ودفن بزاويته بالقرافة.

[poet font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/8.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أَنْعِمْ بِالْعَجَمِيِّ رَافِعًا لِلِّوَاءِ= عُمْدَةُ التَّسْلِيكِ مَعْقِدُ الرَّجَاءِ
أَحْيَا طَرِيقًا لِلْجُنَيْدِ وَأَعْلَى= مَنْهَجًا فَذًّا بِخَيْرِ عَطَاءِ
***
أُمِرَ بِالرَّحِيلِ فَجَاءَ لِمِصْرَ= مُفْعَمًا بِالْأَمَلِ مُشْرِقًا بِضِيَاءِ
يَدْفَعُهُ حُبٌّ لَهَا وَوَصْلٌ= وَجِوَارُ قُرْبَى لثِقَاتٍ عُلَمَاءِ
***
احْتَجَبَ التُّسْتُرِيُّ وَغَابَ لِيَرْقَى= الْعَجَمِيُّ شَيْخًا مُرْشِدًا فِي إِعْلَاءِ
وَظَلَّ فِي خِدْمَتِهِ لِلَّهِ مُفْتَقِرًا= نَهْجُ الْسَّمَاحَةِ لِأَقْطَابٍ أَوْلِيَاءِ
***
وَتَبَدَّى الظُّهُورُ للِعْجَمِيِّ زُهْد=ٌ وَانْصِرَافٌ عَنْ طُمُوحٍ وَاسْتِعْلَاءِ
يَرْفُضُ عَطَاءَ الْسُّلْطَانِ عِزًّا= وَاكْتِفَاءً بِنَوَالِ مِنَحِ اصْطِفَاءِ
بِالتَّجْرِيدِ عَاشَ دَوْمًا مُزَكَّى= بِرِضَا وَتَفْوِيضٍ وَنُورِ بَهَاءِ
لَهُ رَسَائِلٌ فِي الْآدَابِ تَرْقَى= بِمَعَالٍ وَقِيَمٍ بِجَدِيِدِ إِثْرَاءِ
***
لِلسَّاعِي فِي الْحَيَاةِ نَوَايَا= مَطْلَبُ دُنْيَا مَتَاعُ الْفَنَاءِ
أَوْ مُرَادُ أُخْرَى وَهَجْرُ مَعَاصٍ= وَإِخْلَاصُ عَمَلٍ وَصِدْقُ وَفَاءِ
وَالسَّالِكُ السَّائِرُ فِي اللَّهِ يَبْغِي= وَجْهَهُ تَعَالَى بِشَوْقِ لِقَاءِ
***
وَالذَّاكِرُ مَوْصُولٌ جَلِيسُ الْمَوْلَى= قَاطِعٌ لِعَوَالِمِ غُرْبَةِ الْأَحْيَاءِ
وَالذِّكْرُ تَقَرُّبٌ لِلَّهِ وَوَصْلٌ= وَارْتِقَاءٌ لمَدَارِجِ أَهْلِ الْصَّفَاءِ
فَدَعِ الْنَّوْمَ وَالْمَضَاجِعَ تَهْنَأ=ْ بِنَعِيمِ الْقِيَامِ وَأَمَانِ الْوَلَاءِ
وَالْتَمِسْ نُوَرًا مِنَ اللَّهِ وَهَدْيًا= وَشِفَاءً يَقِيكَ مِنْ بَلْوَاءِ
***
وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا= عَلَى مَنْ جَاءَهُ نُورُ الضِّيَاءِ
وَآَلٍ وَصَحْبٍ لِلْحَقِّ سَنَدًا= وَأَمَلًا فِي نَجَاةٍ وَاحْتِمَاءِ
مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ= وَسَبَّحَ طَيْرٌ فِي جَوِّ السَّمَاءِ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى = محمد محمد بيومي

ذو الحجة 1426 هــ = يـنـايــــــــر 2006 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 17, 2010 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيُّ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)[/marq]

[priq][align=center]( المدفون بقرافة الإمام الشافعي )[/align][/priq]


• شهدت مصر في نهاية القرن الثامن الهجري مولد علم من أعلام الشريعة هو الشيخ أحمد بن علي بن حجر الشافعي العسقلاني الأصل، المصري المولد، القاهري الدار والنشأة.

• ولد على أرجح الأقوال في الثالث والعشرين من شعبان سنة 773 ‏هـ، وكان ابن حجر (كما جاء في مقدمة كتاب الدرر الكامنة للأستاذ/ محمد سيد جاد الحق) مرجع العلماء وحجة الفقهاء ولسان الحكماء، يغترف من بحر علمه وتهفو النفوس إلى مجالس وعظه.

• استقر أجداده في مصر التي انتقلوا إليها من عسقلان بفلسطين في عام 587 ‏هـ في عهد صلاح الدين الأيوبي خوفًا من الغزو الصليبي، واختلطت أسرة ابن حجر مع الأسر المصرية في القاهرة والإسكندرية، وقد وصل الكثير منهم إلى أكبر المراكز الأدبية والمالية، فقد صارت إلى عم أبيه (عثمان بن محمد بن علي العسقلاني) رياسة المذهب الشافعي بالإسكندرية، وكان جده لوالده (قطب الدين محمد) يقوم بتدريس الحديث بمسجد العطارين.

• وكان والد ابن حجر من كبار التجار بمصر، وكانت زوجته الأولى أخت زكي الدين الخروبي رئيس التجار بالديار المصرية، وزوجته الثانية السيدة/ تجار (ابنة السيد/ محمد الزفتاوي الموفور الثراء والجاه)، وأنجبت له طفلين هما (ست الركب) والثاني شيخنا أحمد بن حجر الذي بشره به الشيخ يحيى الصنافيري بعد أن فقد ولده (فضل) من زوجته الأولى.

• ولكن ما لبث أن مات والده وهو ما يزال في الرابعة من عمره، ومن المرجح أيضا أن أمه (تجار) ماتت وابن حجر لا يزال طفلا، وبذلك أصبح ابن حجر يتيما لطيمًا، لم يخفف عنه ألم اليتم غير حنان وعطف أخته (ست الركب) التي قال عنها "كانت أمي بعد أمي".

• وتولى تربيته زكي الدين الخروبي تحقيقًا لوصية والده؛ فأدخله الكتاب في الخامسة من عمره، فأتم حفظ القرآن وهو ابن تسع سنين، فقد حباه الله تعالى حافظة واعية، ويرجع الفضل في تحفيظه القرآن للشيخ شمس الدين بن العلاف الذي صار محتسب مصر عام ‏791هـ.

• وحين خرج الخروبي إلى الحجاز استصحب معه ابن حجر، فلم يكن له من يكفله غيره.

• وقد تهيأت لابن حجر أن يصلي بالناس إمامًا في صلاة التراويح، وذلك جريًا على ما جرى عليه القوم لكل من أتم حفظ القرآن، وكان سنه إذ ذاك اثني عشر عاما.

• بيد أن موت الخروبي عام 686 ‏هـ كان نكبة كبيرة عليه، وكان سنه وقتذاك سبعة عشر عامًا، فتولى الإشراف على دراسته (حسب وصية أبيه) شمس الدين بن القطان الذي درس له الفقه واللغة والحساب.

• وقد عنى ابن حجر عناية خاصة بدراسة الحديث، وانصرف إليه كلية مدة عشر سنوات، حضر خلالها مجالس شيخيه اللذين يدين لهما بالفضل الكبير البلقيني وابن الملقن.

• وقد شغل ابن حجر كثيرًا من وظائف الدولة الهامة في دولة المماليك الجراكسة، مما هيأت له السبل للوقوف على كثير من الأمور السياسية والاجتماعية التي ازدحم بها كتاباه (أنباء الغمر بأبناء العمر) و (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة).

• وتولى ابن حجر التدريس في المدرسة الشيخونية (بحي طولون) سنة 808 ‏هـ، كما درس بالمدرسة المحمودية (أحسن مدارس مصر والشام)، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة جمال الدين الاستادار سنة 811 ‏هـ.

• زادت مؤلفاته على مائة وخمسين مصنفًا على أن أولها وأهمها (فتح الباري في شرح البخاري)، وقد زخرت مؤلفاته بالعديد من ألوان الثقافة العربية من تاريخ إلى فلسفة إلى حكمة إلى أدب، أما مؤلفاته في التراجم فلم يترك أحدًا تحلى بفضل أو اتصف بمكرمة إلا وضعه بين أعلامه.

• وظل يداوم الكتابة والتأليف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة عام 852‏هـ بباب القنطرة (بباب الشعرية)، وصلى عليه العلماء والأمراء وعامة الشعب الذين ساروا في مشهد مهيب حضره السلطان الملك الظاهر جقمق، ودفن بتربة زكي الدين الخروبي (بقرافة الإمام الشافعي).

(المصدر: مساجد مصر وأولياؤها الصالحون -الجزء الرابع- للدكتورة سعاد ماهر محمد).

[poet font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
مِنْ عَسْقَلَانَ سَرَى رَكْبُ الْأَجْدَادِ= لَمَّا دَنَا غَزْوُ الْصَّلِيبِ الْمُعَادِي
وَدَنَّسَ الْغَاصِبُ رَحْبًا وَطُهْرًا= مَهْبِطَ إِسْرَاءِ النَّبِيِّ الْهَادِي
***
إِنْ جَنَّ لَيْلٌ أَعْقَبَهُ فَجْرٌ= يَمْحُو الظَّلَامَ عَنْ سَهْلٍ وَوَادِ
وَاللَّهُ غَالِبٌ فِي كُلِّ أَمْرٍ= وَإِنْ تَمَادَى بَغْيُ الْأَعَادِي
***
مِيلَادُ قُطْبٍ لِلْخَلْقِ فَتْحٌ= هَدْيٌ وَنُورٌ لِلْحَقِّ بَادِ
عَانَى ابْنُ حَجَرٍ فَقْدًا وَيُتْمًا= مِنْ بَعْدِ مَهْدٍ مُشْرِقِ الْمِيلَادِ
يَكْسُوهُ نُورٌ يَشْهَدُهُ قَوْم=ٌ أَحْيَوْا لَيَالِيَ وَصْلِ الْوِدَادِ
وَاسَتْهُ أُخْتٌ مِنْ بَعْدِ أُم=ٍّ قَدْ صَارَ مِنْهَا عَيْنَ الْفُؤَادِ
***
كِتَابُ رَبِّي أَعْلَاهُ قَدْرًا= وَهَدَاهُ دَوْمًا نُورَ الرَّشَادِ
صَلَّى إِمَامًا بِالنَّاسِ حَسْبًا= لَمَّا رَأَوْهُ فَيْضًا لِزَادِ
لَيْسَ الْكَبِيرُ مَنْ كَبِرَ سِنًّا= لَكِنْ مُوَفَّقٌ فِي الْعِلْمِ غَادِ
***
مَا نَسِيَ عَوْنَ الخَرُّوبِيِّ يَوْمًا= وَلَا الْعَلَّافِ الْقَارِئِ الْعِمَادِ
وَبَاتَ يَحْفَظُ لِلْقَطَّانِ وُدًّا= بِهِ اسْتَعَادَ نَيْلَ الْمُرَادِ
***
وَكَذَا الْبَلْقِينِيِّ وَابْنِ الْمُلَقِّنِ= أَهْدَاهُ عِلْمًا فَائِقَ الْإِسْنَادِ
وَصَارَ يَعْلُو بِالْعِلْمِ يَرْقَى= حَتَّى بَنَى صَرْحَ الرُّوَّادِ
***
مَا يُجْدِي عِلْمٌ يَسْمَعُهُ قَوْم=ٌ أَنْصَارُ فِتَنٍ وَهَوَى فَسَادِ
الْعِلْمُ نُورٌ لِلَّهِ يَهْدِي= مَا يُهْدَي عِلْمٌ عَاصٍ وَعَادِ
***
أَعْلَى الْمَنَاصِبِ أَوْلَوْهُ جَبْرًا= وَهُوَ الْشَّغُوفُ بِحُبِّ الْهَادِي
يَرْعَى الضَّعِيفَ بِالْحَقِّ دَوْمًا= مَا غَابَ عَنْهُ فَزَعُ الْمِيعَادِ
***
تَرَكَ ابْنُ حَجَرٍ لِلشَّرْعِ سَرْدًا= وَتُرَاثَ عِلْمٍ عَيْنَ الرَّشَادِ
شَرْحُ الْبُخَارِيِّ فِي الشَّرْعِ أَصْلٌ= يُعْلِي الْمُرِيدَ حَاضِرًا وَبَادِ
كَذَا لَفِيفٌ لِلْكُتُبِ تَحْوِي= أَدَبًا وَحِكَمًا وَتَرَاجِمَ أَمْجَادِ
***
أَحْيَا قُنُوعًا وَأَمَاتَ دُنْيَا= فَنَالَ عُقْبَى أَهْلِ الْوِدَادِ
وَلَقِيَ رَبًّا يَعْفُو وَيَصْفَحُ= بِصَفَاءِ قَلْبٍ وَأَمَلٍ مُرَادِ
***
وَالْجَهْلُ مَوْتٌ مِنْ قَبْلِ مَوْتٍ= فِيهِ التَّسَاوِي بِأَهْلِ الرُّقَادِ
وَالْعِلْمُ يَبْقَى فِي النَّاسِ مَحْيًا= طَوْقَ النَّجَاةِ يَوْمَ التَّنَادِ
***
يَا رَبِّ صَلِّ دَوْمًا وَأَبَدًا= عَلَى الشَّفِيعِ مُهْدِي الْعِبَادِ
وَامْنُنْ بِكَرَمٍ آلًا وَصَحْبًا= مَا شَدَا طَيْرٌ فِي كُلِّ وَادِ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى = محمد محمد بيومي
جمادى الأولى 1423 هــ = يـــولـــيـــــــــــو 2002 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 18, 2010 8:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سُلْطَانُ الْعَاشِقِينَ سَيِّدِي عُمَرُ بْنُ الْفَارِضِ [/marq]
[marq=left](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَاهُ)[/marq]

[priq][align=center](وَمَقَامُهُ الشَّرِيفُ بِسَفْحِ الْمُقَطَّمِ)[/align][/priq]

(أَبُو الْحَفْصِ وَأَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بنِ الْمُرْشِدِ بْنِ عَلِيٍّ، ويُنعَتُ بِشَرَفِ الدِّينِ)

• قدم والده من حماه بالشام، وعمل بمصر فارضًا (يقدر فروض النساء على الرجال)، ثم تولى نيابة الحكم، ثم رفض منصب قاضي القضاة، واعتزل بالأزهر حتى توفي، ويقال أن نسبه ينتهي إلى قبيلة بني سعد.

• ولد عمر بن الفارض عام 576هــ، وكانت بدايته التجرد بوادي المستضعفين بالمقطم، ويعاود والده كل حين ويجالسه في مجالس العلم والحكم، وقد تأثر بالازدهار الذي اتسم به العصر ا‏لأيوبي وتمثل في العلماء والأدباء والفقهاء وعلى رأسهم الإمام عز الدين بن عبد السلام، والمتصوفة ومنهم أبو الحسن الصباغ القوصي، والشيخ عبد ‏الرحيم القنائي.

• و‏التقى ابن الفارض بشيخه محمد البقال، وأمره ‏الشيخ بالتوجه إلى مكة لينال بها ‏الفتوح، وظل بها خمسة عشر عامًا عاد بعدها بإشادة روحية من شيخه ليحضر وفاته وتجهيزه. وسجل ابن ‏الفارض ديوانه في مكة، واعتكف بعد شيخه في ‏الأزهر أربعة أعوام تعلوه سمات المحبة ‏والزهد والتجرد بعيدًا عن الأهواء حتى انتقل عام 632هــ متيمًا في حب الله سبحانه بكيانه وروحه، فهو سلطان العاشقين ومنهاج المحبين.


[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
صَبٌّ مُتَيَّمٌ بِحُبِّ الْمَنَّانِ= أَنَّى بِمِثْلِهِ يُرَى فِي الزَّمَانِ
هَائِمٌ مَحْجُوبٌ عَنْ فِتَنٍ وَزَيْفٍ= عَاكِفٌ وَصُولٌ لِمُكَوِّنِ الْأَكْوَانِ
مَا لَهُ أَنِيسٌ يُجَالِسُهُ وَثِيقٌ= وَلَا صَاحِبُ خِلٍّ بِرَهْط ِالْإِخْوَانِ
***
نَشَأَ ابْنُ الْفَارِضِ لِلْمَعَالِي يَرْقَى= مُعْتَزِلًا بِالْمُقَطَّمِ بِإِحْدَى الْوِدْيَانِ
يَعُودُ أَبَاهُ حُبًّا وَشَوْقًا= يُدَارِسُهُ الشَّرْعَ وَعِلْمَ الْقُرْآنِ
قَابَلَ الْبَقَّالَ فَأَهْدَاهُ صِدْقًا= وَبَشَّرَهُ بِفَيْضٍ وَفَتْحِ الْمَنَّانِ
أَمَلُهُ مَكَّةٌ مَقَامًا وَمَأْوَى= لِنَيْلِ الْمُرَادِ مِنْ رَبِّ الْأَكْوَانِ
***
غَادَرَ مِصْرَ لِخَيْرٍ أَبْقَى= سَائِحًا عَابِدًا مُتَوَهِّجَ الْأَشْجَانِ
مُتَجَرِّدًا نَاسِكًا لِلرَّبِّ يَسْعَى= مُخْتَلِيًا بِالْحَرَمِ فِي الْحِجْرِ وَالْأَرْكَانِ
الشِّعْرُ أَقْرَضَهُ وَالْحِكَمَ أَسْدَى= مِنَ اللَّهِ الْإِلْهَامُ وَرَقِيقُ الْمَعَانِي
***
اسْتَدْعَاهُ الْبَقَّالُ الْمُؤَيَّدُ سَبْقًا= بِنِدَاءٍ اخْتَرَقَ حِجَابَ الْمَكَانِ
بِالْهِمَّةِ سَارَ بِأَنْوَارٍ وَتَقْوَى= لِيَشْهَدَ انْتِقَالَهُ لَرَحْبِ الْجِنَانِ
***
اعْتَكَفَ بِالْأَزْهَرِ خَلْوَةً وَنَجْوَى= يَلْقَاهُ الْعُلَمَاءُ وَخَوَاصُ الْإِخْوَانِ
وَأُسِرَ بِنَهْجِ الْحُبِّ وَمَرْقَى= لِلْسَّالِكِينَ الْخُلَّصِ أَهْلِ الْإِحْسَانِ
عِشْقُ الْمَخْلُوقِ مَيْلٌ وَهَوَى= وَمَحَبَّةُ الْمَعْبُودِ ارْتِقَاءٌ فِي الْأَكْوَانِ
وَتَعَالٍ لِلْرُّوحِ لِحَضْرَةٍ وَمَحْيَا= وَإِخْلَاءٌ لِلْقَلْبِ مِنْ ظَلَامِ الرَّانِ
فَمَا الْمُرَادُ بُلُوغُ خُلْدٍ يُهْدَى= وَاتِّقَاءُ أَهْوَالٍ وَجَحِيمِ الْنِّيرَانِ
وَلَا نَعِيمٌ خَادِعٌ يَزُولُ وَيَفْنَى= حَرْثٌ وَمَالٌ وَضَيَاعُ أَفْنَانِ
إِنَّمَا عُرُوجٌ بِالْقَلْبِ وَمَسْرَى= لِرِحابِ الْقُدْسِ وَسِدْرَةِ الْمَنَّانِ
الْبَصَرُ وَالْبَصِيرَةُ تَشْهَدُ حَقًّا= لِعَالَمِ سِرٍّ وَغَيْبٍ لَا يَبْغِيَانِ
***
مَحَبَّةُ الْجَلِيلِ أَحَقُّ وَأَجْدَى= مِنْ زَيْفِ أَمْجَادٍ فِي طَيِّ نِسْيَانِ
وَمَنْ تَلْحَظْهُ الْعِنَايَةُ يَظَلّ بِمَنْأَى= عَنْ إِنْسٍ يُرْدِيهِ وَنَزْغِ شَيْطَانِ
***
عَلَى فَيْضِ الْمَحَبَّةِ ارْتَحَلَ وَأَوْفَى= لِلْمَحْبُوبِ الرَّحِيلَ مَوْفُورِ الْحَنَانِ
وَكُلٌّ يُشِيرُ لِلْفَارِضِ فَخْرًا= شَهِيدُ الْمُحِبِّينَ عَاشِقُ الْمَنَّانِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى عَاطِرِ الذِّكْرَى= حَبِيبِ الْحَقِّ سِرَاجِ الْأَكْوَانِ
وَآَلٍ وَصَحْبٍ وَأَهْلِ الْتَّقْوَى= مَا غَرَّدَ طَيْرٌ بَدَوْحِ الْبُسْتَانِ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي

ذو الحجة 1416 هــ = مارس 1996 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 22, 2010 10:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى ذُو النُّونِ الْمِصْرِيُّ[/marq]
[marq=left](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ) (157 – 245 هـ)[/marq]

[priq][align=center]( ومقامه الشريف بالقرافة الكبرى )[/align][/priq]


هو ثوبان بن إبراهيم أبوالفيض المعروف بذي النون المصري أحد كبار مشايخ الصوفية.
‏• كان أبوه نوبياً مولى لقرشي من أهل أخميم ، وكان ذو النون أسمر اللون تعلوه حمرة وكان جسمه نحيفاً.
‏• يقول ابن خلكان: كان ذو النون أوحد وقته علماً وورعاً وحالاً وأدباً وهو معدود في جملة من روى الموطأ عن الإمام مالك ، وتحدث ابن يونس في تاريخه عن ذي النون فقال : هو أول من عبر عن علوم المنازلات وأنكر عليه أهل مصر ذلك وقالوا : أحدث علماً لم تتكلم فيه الصحابة وسعوا به إلى الخليفة المتوكل العباسي ورموه عنده بالزندقة ، فلما دخل على الخليفة سر برؤيته وبكلامه وبكى من وعظه ورده مكرماً.

‏ولد ذي النون بأخميم ثم رحل إلى الفسطاط طلباً للعلم فلما تصوف أخذ يهيم على وجهه في القرى ، ويذكر على مبارك ( في الخطط التوفيقية ) أن السبب في تصوفه رؤيته لطائر أعمى في أثناء سيره في الصحراء انشقت له الأرض وخرج منها وعاء به طعام ووعاء به ماء فجعل الطائر يأكل من هذا و يشرب من تلك ، فقال ذي النون: حسبي قد تبت ثم لزم الباب حتى قبل.

‏• وكان كثير البر والإحسان وفى ( تحفة الأحباب ) أنه رأى محمد بن إسماعيل المعروف باسم ( صاحب الدار ) يجلس على باب قصر بناه ، فقال له : أيها المغرور اللاهي عن دار البقاء والسرور وأخذ يدعوه إلى دار الخلود حتى خشع قلبه وباع القصر وتصدق بثمنه على الفقراء طلباً للدار الآخرة.

ومن أقواله :-

"إنما دخل الفساد على الناس من ستة أمور: الأول: ضعف النية لعمل الآخرة ، والثاني : أن أبدانهم صارت رهن شهواتهم ، والثالث : غلبهم طول الأمل مع قرب الأجل ، الرابع : آثروا رضا المخلوق على رضا الخالق ، والخامس : إتباعهم هواهم ونبذهم لسنة نبيهم وراء ظهورهم ، والسادس : جعلوا زلات السلف حجة لهم ودفنوا أكثر مناقبهم".

"سقم الجسد في الأوجاع وسقم القلوب في الذنوب ، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند السقم كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنب ".

" الأنس بالله من صفاء القلب مع الله ".

وسئل عن التوبة فقال : " توبة العوام من الذنوب ، وتوبة الخواص من الغفلة ".

وقال: ثلاثة موجودة وثلاثة مفقودة : العلم موجود والعمل به مفقود ، والعمل موجود والإخلاص فيه مفقود والحب موجود والصدق فيه مفقود ".

" ما أكلت طعام أمريء بخيل ولا منان إلا وجدت ثقله على قلبي أربعين صباحاً ".

وكان غالب حاله الشوق والحب وظهر ذلك في أحواله وأقواله وسلوكه ، وقد تواتر في كتب التراجم والرواة أنه التقى برابعة العدوية ، وعلى العموم لا ينكر أحد ما بين مذهبهما في الحب الإلهي من أوجه الشبه.

وتوفي رحمه الله تعالى بالجيزة ، وذكر السيوطي : " أنه حمل في قارب مخافة أن ينقطع الجسر لكثرة الزحام ، ودفن بالقرافة الكبرى ، وقبره من القبور السبعة التي تزورها الناس يوم السبت قبل طلوع الشمس للدعاء بقضاء الحوائج ". ويضيف الشعراني وابن خلكان على ذلك : " ورأى الناس طيوراً خضراً ترفرف على جنازته حتى وصلت إلى قبره فلما فرغوا من الدفن غابت الطيور ".

( المصدر : كتاب مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر ، طبقات الأولياء لابن الملقن ).

[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أَهْلُ الْمَحَبَّةِ بِالْأَنْوَارِ قَدْ سَارُوا= إِنْ غَابَ قَمَرٌ فَهُمْ لِلْكَوْنِ أَقْمَارُ
عَاشُوا ظِلَالًا يُسْتَظَلُّ بِهِمُ= فِي سَاعَةِ الْكَرْبِ أَلْطَافٌ وَأَنْصَارُ
الصَّفْوُ أَمْنٌ حَلَّ سَاحَتَهُمْ= وَالْنَّاسُ فِي رَانِ الْهَوَى أَكْدَارُ
إِنْ سَادَ شُحٌّ أَوْ عَمَّ ضَيْمٌ= بَاتُوا كِرَامًا حَيْثُمَا سَارُوا
الدَّهْرُ مَاحٍ لِلْخَلَائِقِ وَالْوَرَى= وَهُمُ الْثَّوَابِتُ فِي الْعُلَا أَسْرَارُ
***
الْلَّيْلُ مَوْطِنُهُمْ يُضْنِيهُمُ الْجَوَى= وَالْسَّهَرُ شَرَفٌ لَهُمْ وَشِعَارُ
وَالْسَّبْحُ فِي ضَوْءِ الْنَّهَارِ سَمِيرُهُمْ= كَالْطَّيْرِ تَسْبَحُ وَمَالَهَا مَطَارُ
إِنْ تُقْبِلِ الْدُّنْيَا يَلُوذُوا بِالْفَلَا= مَنْ يَخْشَ فِتَنًا يُنْقِذْهُ الْفِرَارُ
وَمَحَبَّةُ الْمَعْبُودِ غَايَةُ أَمَلِهِم=ْ تَحْيَى الْقُلُوبُ بِهَا وَتُنَارُ
فَضْلُ الْكَرِيمِ لِلْمُحِبِّ تَوَاصُلٌ= عَوْنٌ وَمَدَدٌ وَفَيْضٌ مِدْرَارُ
***
كُلُّ الْمَرَاقِي لِلْعُبَّادِ مَشَارِبٌ= وَالْحُبُّ أَسْمَى وَأَعْلَى مَسَارُ
لَهُ بَقَاءٌ فِي دُنْيَا الْفَنَا= وَلَهُ ضِيَاءٌ فِي الْحَشْرِ وَمَنَارُ
إِنْ يَبْلُغِ الْغَوَّاصُ فِي الْعُمْقِ الْمَدَى= فَمَا لِبَحْرِ الْعَاشِقِينَ قَرَارُ
***
ذُو الْنُّونِ عَلَمٌ لِلْمَحَبَّةِ وَاصِلٌ= بَاحَتْ بِسِرِّ فُؤَادِهِ أَشْعَارُ
صَبٌّ شَغُوفٌ هَائِمٌ وَمُتَيَّمٌ= بِمَحَبَّةٍ سَعِدَتْ بِهَا الْأَعْمَارُ
إِنْ قِيلَ رَابِعَةٌ تَرَامَى صِيتُهَا= فَالْتَّاجُ ذُو الْنُّونِ لِلْمُحِبِّ مَنَارُ
***
أَبْصَرَ فِي وَسَط ِالْمُرُوجِ طَائِرًا= فَاقِدَ الْبَصَرِ يُقْعِدُهُ اضْطِرَارُ
عَيْنُ الْعِنَايَةِ لَاحَظَتْهُ بِلُطْفِهَا= أَوْلَتْهُ كَرَمًا صَاغَتْهُ أَقْدَارُ
لَا الْجُوعُ يُهْلِكُ الْطَّيْرَ فِي الْخَلَا= وَلَا الْعَطَشُ إِنْ جَفَّتِ الْأَمْطَارُ
الْكُلُّ فِي كَنَفِ الْإِلَهِ وَدِيعَةٌ= إِنْ حَزَبَ أَمْرٌ فَرَبُّنَا سَتَّارُ
***
ذُو الْنُّون أَسْلَمَ لِلْمَشِيئَةِ أَمْرَهُ= مِنْ بَعْدِ تَوْبٍ شَادَهُ إِصْرَارُ
فَالتَّوْبُ طُهْرٌ لِلْنُّفُوسِ مِنَ الْعَنَا= وَنَقَاءُ قَلْبٍ مِنْ هَوًى يُثَارُ
وَالذَّنْبُ ذَنْبٌ وَإِنْ خَفَّ وَزْنُهُ= فَمِنَ الصَّغَائِرِ مَا تُشْعِلُهُ الْنَّارُ
***
ذُو الْنُّونِ أَمْسَى زَاهِدًا مُتَجَرِّدًا= لَمَّا رَأَى جُرْمَ الْسَّمَا يَنْهَارُ
وَرَأَى الْمَفَاتِنَ يُزْرِيهَا الْهَوَى= وَالْطَّمَعَ يُرْدِي وَالْخِزْيَ عَارُ
وَالْخَيْرَ يُخْلِفُ فِي الْخَتْمِ سَعَادَةً= فِي كُلِّ يَوْمٍ يُنْمِيهِ ازْدَهَارُ
***
كُلُّ الْقُصُورِ تَهْوِي وَتُهْدَمُ= مَا يَبْقَى وَقْتَ الْنَّفِيرِ عَمَارُ
بَلْ يَبْقَى عَمَلٌ صَالِحٌ ومُوَفَقٌ= يَرْفَعُهُ عَفْوٌ بَدَا وَانْكِسَارُ
***
يَا رَبِّ صَلِّ دَائِمًا أَبَدًا= عَلَى رَسُولٍ زَانَهُ الْفَخَارُ
وَامْدُدْ بِفَيْضٍ عِتَرًا وَرَحِمًا= مَا هَطَلَ غَيْثٌ وَسَعِدَتْ دِيَارُ

(وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كَتَبَهَا الْفَقِيرُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى= مُحَمَّد مُحَمَّد بَيُّومِي

ذُو الْحِجَّةِ 1422 هــ = فبْرَايِر 2002 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 26, 2010 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]العارفة بالله تعالى السيدة / رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهي رضي الله تعالى عنها. [/marq]


• حلقت نجماً في سماء المحبين العارفين وغدت نموذجاً يحتذى ويتابع عن كثب من كل من عرف حقيقة الدنيا فزهد فيها وتركها، وهام في الله تعالى قلبه وخشعت لجلال وجمال الله تعالى نفسه وتاقت للقاء مولاها روحه.

• تنتمي رابعة العدوية إلى بني عدي الذين اشتهر أكثرهم بالورع والتقوى في مدينة البصرة ، ولدت رابعة في عهد الدولة الأموية في أواخر القرن الأول أو أوائل القرن الثاني الهجري من أبوين فقيرين بمدينة البصرة، ويحدثنا ابن الجوزي فيقول : " أتت رابعة إلى الدنيا ولم يكن في بيت أهلها شيء يذكر، وكان لرابعة ثلاث أخوات فسميت رابعة لأنها رابعتهن وكان أبوها عفيفا لا يطلب من الناس شيئاً " ويذكر الأستاذ / فريد الدين العطار في كتابه " تذكرة الأولياء " تكملة لقصة طفولتها فيقول : وبكت أم رابعة لما هم فيه من فقر وعوز ، فأخذت والدها سنة من النوم فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشره بما ستكون عليه رابعة من مكانة وكرامة. وقال له : اذهب غدا إلى أمير البصرة واكتب له ورقة وقل له : إنك تصلى علي مأئة صلاة في كل ليلة وفى ليلة الجمعة أربعمائة ولكن في يوم الجمعة الأخيرة نسيتنى. فأدفع كفارة لذلك أربعمائة دينار ، فلما رأى الأمير الرسالة قال : اعطوا ألفى دينار للدراويش وأربعمائة للشيخ حامل الرسالة".

• فقدت رابعة أبويها وهى لا تزال في سن الطفولة. وانتابها الحزن وكانت تواسيها صديقتها "عبدة" التي كانت كثيرا ما تمسح دموعها وتحتضنها وتسري عنها.

• ويستطرد الأستاذ / طه عبد الباقي في كتابه (شخصيات صوفية) في سرد قصتها إلى أن قال "إن حلما أخذ يراودها في كل غفوة. فكانت ترى فيما يرى النائم أن نوراً ساطعاً مشرقاً يملأ الوجود ثم ينصب على جسدها فيغمره ثم يتسلل إلى قلبها وروحها ، وترى ملائكة يطفن بفراشها ثم يهتف ملك : يا رابعة أما آن لك أن تعودي إلى ربك !! يا رابعة لقد اجتباك ربك. فاقبلي عليه وتفرغي له يغنيك عن الدنيا.

• واستيقظت رابعة يوماً والنور يملأ قلبها وروحها فألقت رداء الدنيا وأقبلت على الآخرة فلمست سر الحياة وتصوفت وأمتلأ قلبها بحب ونور ربها، وهديت إلى صراط العزيز الحميد.
• ولما كانت الولاية رعاية وعناية من المولى عز وجل من البداية للنهاية وكذلك إشراقات المهد من دلائل الولاية. كان من المنطقي البعد عما خاض فيه البعض في معرض الحديث عن فترة شباب رابعة وما اجتنف تلك الفترة من فتن وانعكاس ذلك على حياتها، خاصة وأن الروايات الواردة عن تلك الفترة جاءت متضاربة وغير واضحة، ويكفينا أن نقول: إنها كانت تقوم الليل تناجي ربها قائلة: يا ربي إني غريبة ويتيمة وأسيرة، ولكن غمي الأكبر هو أن أعرف: أراض عني أنت أم غير راض، فتسمع صوتاً يقول لها:" لا تحزني ينظر إليك في يوم الحساب المقربون في السماء ويحسدونك على ما أنت عليه".

• وإنها بدأت صفحة مشرقة من حياتها بمسلك التصوف الراقي، فأقامت لنفسها خلوة و انقطعت فيها للعبادة وذاع صيتها في البصرة واستحقت بحق أن يطلق عليها ( شهيدة الحب الإلهي ).

ومن دعائها "اللهم إني أعوذ بك من كل ما يشغلني عنك ومن كل حائل يحول بيني وبينك"
"اللهم أجعل الجنة لأحبابك والنار لأعدائك. أما أنا فحسبي أنت".

• ولها العديد من الكرامات منها أن لصا دخل عليها ليلاً فلم يجد في البيت شيئاً، فقالت له رابعة : لا تخرج بغير شيء يا مسكين قم فتوضأ من هذا الإبريق وأدخل هذا المخدع فصلى ركعتين ، ففعل ما أمرته فلما قام للصلاة رفعت أكفها للسماء وقالت : سيدي ومولاي هذا عبد قد أتى بابي ولم يجد شيء عندي وقد أوقفته ببابك فلا تحرمه من فضلك وثوابك ، وقام يصلى حتى آخر الليل.

• فلما كان وقت السحر دخلت عليه فوجدته ساجدا، فقالت له كيف أنت؟ فقال بخير والحمد لله ، وقفت بين يدي مولاي بذلي افتقاري فقبل عذري وجبر كسري وغفر ذنبي وبلفني مرادي.

• فرفعت رابعة أكفها إلى السماء وقالت : سيدي ومولاي هذا عبد وقف ببابك ساعة فقبلته وأنا منذ عرفتك بين يديك ، أتراك تقبلني فنوديت في سرها : يا رابعة من أجلك قبلناه وبسببك قربناه.

• قال السخاوي : "مرت رابعة يوماً بشيبان الراعي ، فقالت له : إني أريد الحج ، فأخرج لها من جيبه ذهباً لتنفقه في الحج، فمدت يدها إلى الهواء فأمتلأت ذهباً. وقالت له : أنت تأخذ من الجيب وأنا آخذ من الغيب. فمضى معها على التوكل، وحجت على بعير مات قبل بلوغها منزلها، فسألت الله تعالى فأحياه وركبته حتى وصل إلى باب دارها ثم خر ميتا.

• توفيت على الراجح عام 180هــ أو 185‏ هـ ،ودفنت في خلوتها بالبصرة ، أما عن قبرها في مصر فلعله من أضرحة الرؤيا وهو ظاهر بقرافة الإمام (بالقرب من سيدي عقبة بن عامر ) يزار ويتبرك به، ولها مسجد أقامته وزارة الأوقاف باسمها بمدينة نصر وذلك أحياء لذكراها.

(من كتاب مساجد مصر وأولياؤها الصالحون _الجزء الأول )

[poet font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
هِيَ الْمَفَاتِنُ فِي الْحَيَاةِ تُنْكِبُ= وَالدَّهْرُ إِنْ يَصْفُو فَفِيهِ تَقَلُّبُ
وَالْمَالُ إِضْرَارٌ وَمَفْسَدَةُ الْوَرَى= مَا بَقِيَ كَنْزًا وَجَمْعًا يُحْسَبُ
وَالْوَقْتُ مَضْيَعَةٌ وَفَقْدٌ لِلْفَتَى= إِنْ لَمْ يُجَاهِدْ فِي الْحَيَاةِ وَيَضْرِبُ
***
وَالْخِلُّ مَهْمَا صَحِبْتَهُ وَأَمِنْتَهُ= يَرْمِيكَ فِي شَرَكٍ بِلَيْلٍ يُنْصَبُ
وَكَذَا الْحَقُودُ وَإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ= فَالَحِقْدُ بَاقٍ فِي الْصُّدُورِ مُغَيَّبُ
***
وَالنَّفْسُ إِنْ تَتْرُكْهَا نَهْبًا لِلْهَوَى= تَمْضِ بَزِيْغٍ لِلْمَكَارِمِ يَحْجُبُ
وَالْقَلْبُ يَحْوِي الْخَيْرَ وَالْخُبْثَ مَعًا= إِنْ لَمْ يُصَفَّ يُرَانُ وَيُسْلَبُ
دَارُ الْفَنَاءِ لَا يَرُوقُ نَعِيمُهَا= وَالْمَلَكُ يُحْصِي مَا جَنَيْتَ وَيَكْتُبُ
***
بَاتَتْ تُنَاجِيهِ وَالْقَوْمُ نُوَّمٌ= وَالْقَلْبُ فِي شَوْقِ الْهَوَى يَتَقَلَّبُ
وَالْرُّوحُ تَسْبَحُ فِي الْمَدَارِجِ وَالْعُلَا= نَيْلُ الْمَطَالِبِ بِالْتُّقَى لَا يَصْعُبُ
وَالْوَصْلُ نَهْجُ الْصَّالِحِينَ وَدَأْبُهُمْ= فِي عَالَمِ الْمَلَكُوتِ يَسْمُو الْمُقَرَّبُ
***
أَلْقَتْ إِلَى الْدُّنْيَا وَدَاعًا دَائِمًا= لَمَّا رَأَتْهَا فِي الْحَقِيقَةِ تَذْهَبُ
رَأَتِ الْجِنَانَ آمَالَ الْوَرَى= فِيْهَا الْجَزَاءُ الْمُسْتَزِيدُ الْأَطْيَبُ
وَبِهَا الرِّيَاضُ لِلْعَامِلِينَ بِهِمَّةٍ= لِلَّهِ فِي إِخْلَاصٍ وَخَوْفٍ يَرْهِبُ
***
مَا غَرَّهَا ذَاك َالْنَّعِيمُ وَمَا رَوَى= نَفْسًا تَعَالَتْ لَلْوَدُودِ تَطْلُبُ
نَادَتْ إِلَهِي وَالْكَوْنُ سَاكِنٌ= رَبِّي الْحَبِيبُ الَّذِي يَسْتَوْجِبُ
مِنَ الْعِبَادِ مَحَبَّةً وَمَعَزَّةً= تَعْلُو بِهِمْ فَوْقَ الْنَّعِيمِ وَتُطْرِبُ
***
تِلْكَ الْسَّعَادَةُ لَا تَمَلَّ نَشَدَهَا= مَا بَقِيَ شَوْقٌ وَدَمْعٌ يُسْكَبُ
مَا السُّهْدُ أَثْنَاهَا وَلَا فَرْطُ الْجَوَى= عَن مَنْهَلِ الْحُبِّ الَّذِي لَا يَنْضَبُ
هِيَ العَمِيدَةُ فِي الْغَرَامِ وَفِي التُّقَى= وَالْكُلُّ مِنْ نَبْعِ الْشَّهِيدَةِ يَشْرَبُ
***
يَا رَبِّ نَضِّرْ فِي الْقِيَامَةِ وَجْهَهَا= فَتَرَاك َفِي وَضَحٍ وَنُورٍ يُوهَبُ
وَاغْفِرْ إِلَهِي تَفَضُّلًا وَتَكَرُّمًا= ذَنْبَ الْعُصَاةِ يَا وَدُودًا يُخْطَبُ
مِنْ أَجْلِ خَيْرِ شَافِعٍ وَمُشَفَّعٍ= يَرْجُو الْنَّجَاةَ لِمَنْ أَسَاءُوا وَأَذْنَبُوا
صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ وَالْمَلَكُ وَالْوَرَى= مَا سَطَعَ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ وَكَوْكَبُ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كَتَبَهَا الْفَقِيرُ إِلَى اللهِ تَعَالَى= مُحَمَّد مُحَمَّد بَِيُّومِي
رَبِيع الثَانِي 1423 هــ = يُـونـْــيـُـــــــو 2002 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 27, 2010 3:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى شَيْخُ الْإِسْلَامِ زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيُّ [/marq]
[marq=left](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ) [/marq]
[align=center](926 هـ ‏- 1520م)[/align]

[priq][align=center]( ومقامه الشريف في المدخل المؤدي لمقام الإمام الشافعي داخل المسجد )[/align][/priq]



• هو الشيخ زكريا الأنصاري الخزرجي، جاء إلى القاهرة في عهد السلطان قايتباي والتحق بالأزهر الشريف، وكان شابا في الثامنة عشرة من عمره.

• كان في أول عهده بالأزهر شابا فقيرا لا يسأل من البشر أحدا، يجوع فيخرج بالليل باحثا عن قشر البطيخ فيغسله ويأكله، إلى أن قيض الله تعالى له شخصا كان يشتغل في الطواحين فصار يتفقده، ويشتري له ما يحتاج إليه من الكتب والكسوة والطعام، وظل على ذلك سنين إلى أن كاشفه بمكاشفة من فيض المنان سبحانه وتعالى وقال له: "تعيش حتى يموت جميع أقرانك، وترتفع على كل العلماء، وتصير طلبتك شيوخ الإسلام في حياتك حتى يكف بصرك"، ثم انقطع عنه فلم يره من ذلك الحين.

• واستمر ملازما للأزهر الشريف ولكبار العلماء حتى أصبح أحد أركان الفقه والتصوف، وقال عنه تلميذه الإمام الشعراني: "خدمته عشرين عاما فما رأيته قط في غفلة ولا اشتغال بما لا يعنى ليلا ونهارا، وكان مع كبر سنه يصلي سنن الفرائض تماما ويقول لا أعود نفسي الكسل".

• والتحق فترة غير قصيرة بخانقاة سعيد السعداء، واجتمع بشيوخ المتصوفين فانتفع بعلمهم في الطريق، وانتفعوا بعلمه في الفقه، وظهر أثر الخانقاة واضحًا في بعض مؤلفاته مثل: شرحه على رسالة القشيري في التصوف، وكتابه قواعد الصوفية وحاشيته في تفسير البيضاوي، كما تهيأ له مطالعة الكثير من المراجع، وكان يقوم بالكتابة في معظم الأحيان تلميذه الشعراني وكان يقول: "كنت إذا جلست معه كأني جالست ملوك الأرض الصالحين العارفين، وكان أكبر المفتين بمصر يصير بين يديه كالطفل وكذلك الأمراء والأكابر".

• بدأت بوادر الكشف تظهر عليه بعد تأليفه لكتابه شرح (البهجة) وقد تحدث عن تلك الفترة قائلاً: "كان وقتي رائعا وظاهري بحمد الله محفوظا، وكنت مجاب الدعوة لا أدعو على أحد إلا ويستجاب الدعاء، فأشار علي بعض الأولياء بالتستر بالفقه، فلم أكد أتظاهر بشيء من أحوال القوم إلى وقتي هذا".

• ومن دعواته المستجابة أنه حين كان معتكفا مرة في العشر الأخير من رمضان فوق سطح الجامع الأزهر جاءه رجل من الشام كف بصره وطلب منه أن يدعو الله سبحانه أن يرد عليه بصره، فدعا واستجيب دعاؤه ورد الله تعالى على الرجل بصره.

• وتولى بعد إلحاح عظيم من السلطان وظيفة قاضي القضاة، ولكنه أحس في نفسه أنه تأخر عن مقام الرجال (المتصوفة)، فشكا إلى أهل الله تعالى، فقيل له إن تشعر وتحس بذلك فإنما هو تقديم (إن شاء الله تعالى) فإن العبد إذا رأى نفسه متقدما فهو متأخر وإن رأى نفسه متأخرًا فهو في تقدم.

• وكان للسلطان قايتباي اعتقاد في ولاية الشيخ، وكان يَقْبَلُ منه لاذعَ النقد، حتى إذا خرج الشيخ من صلاة الجمعة يتلقاه السلطان ويقبل يديه، بل كان يقول للسلطان واعظا: "أيها الملك تنبه لنفسك فقد كنت معدما فصرت موجودا وكنت رقيقا فصرت حرا وكنت مأمورا فصرت أميرا وكنت ‏ أميرا فصرت ملكا فلما صرت ملكا تجبرت ونسيت مبدأك ومنتهاك".

• وقد رأى الإمام الشعراني في منامه الشيخ زكريا يجلس عن يسار الإمام الشافعي في مركب فقال له الشيخ زكريا: "إن صح منامك فأنا أدفن بالقرب من الإمام الشافعي". هذا وقد صدقت الرؤيا؛ فبعد أن أعد له أصدقاؤه وتلاميذه قبرًا بقرافة باب النصر، جاء الأمر بأن يحمل للأمير ليصلي عليه في سبيل المؤمنين بميدان القلعة، ثم جاء الأمر بدفنه بالقرافة عند الشيخ نجم الدين الخيوشاني تجاه وجه الإمام الشافعي، وكان ذلك في عام 926 هـ.

[poet font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/16.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
تَهْوَى النُّفُوسُ الْمَتَاعَ وَتَطْلُبُ= وَتَرَى الْحَيَاةَ نَعِيمًا يُرْغَبُ
وَالْكَدَرُ فِيهَا دَائِمٌ وَمُقَدَّرُ= وَنِهَايَةُ الْمَفْتُونِ زَيْغٌ يُنْكِبُ
الْعُمُرُ يَمْضِي كَنَارٍ تُخْمَدُ= وَالْمَوْتُ كَأْسٌ لَيْسَ مِنْهُ مَهْرَبُ
***
ذَاكَ وَلِيٌّ عَارِفٌ وَمُحَبَّبُ= عَفٌّ قَنُوعٌ زَاهِدٌ وَمُطَيَّبُ
لَمْ يُلْهِهِ الْفَقْرُ عَنْ بَذْلِ الْوَفَا= فَهُوَ الْمُعَانُ وَالشَّرِيفُ الْمُنَسَّبُ
***
لِلْأَزْهَرِ الْمَوْعُودِ أَسْرَعَ مُقْبِلًا= مَا كَانَ مَسْعًى لِلْوَلِيِّ يُخَيَّبُ
مِنْ خِيرَةِ الْفُقَهَاءِ نَالَ وَاسْتَقَى= فَيْضَ الْمَعَارِفِ الَّذِي لَا يَنْضَبُ
أَوْلَوْهُ عِلْمًا ثُمَّ حُبًّا غَامِرًا= لَمَّا رَأَوْهُ لِلنَّجَابَةِ يُنْسَبُ
حَتَّى غَدَا قُطْبًا وَعَلَمًا لِلْعَطَا= وَبَهَاءَ نُورٍ لِلْوَرَى لَا يَغْرُبُ
***
وَلَازَمَ الْخَانْقَاه دَهْرًا عَاكِفًا= يَرْنُو إِلَى عَذْبِ النَّوَالِ وَيَشْرَبُ
قَدْ أَسْعَدَ الْعُلَمَاءَ قُرْبُ جِوَارِهِ= لِبَصِيرَةٍ فِي الْهَدْيِ أَنَّى تُحْجَبُ
وَازْدَانَ صَرْحُ السَّالِكِينَ تَأَلُّقًا= لَمَّا اعْتَلاهُ بِهِمَّةٍ يَتَقَرَّبُ
***
وَإِمَامُنَا الشَّعْرَانِيُّ أَفْصَحَ دَامِعًا= عَنْ خَيْرِ أُسْتَاذٍ يُحَبُّ وَيُصْحَبُ
رَافَقَهُ فِي الخَانْقَاةِ وَالدَّرْسِ وَاسْتَقَى= مَشَارِبَ عِلْمٍ وَآدَابٍ تُهَذِّبُ
أَكَابِرُ الْمُفْتِينَ لَهُ أَسْلَمُوا= زِمَامَ الْإِفْتَاءِ فِي الشَّرْقِ وَنَصَّبُوا
***
كَرَامَةُ تَقْوَاهُ دُعَاءُ اسْتِجَابَةٍ= وَإِخْلَاصُ قَلْبٍ خَاشِعٍ يَتَهَيَّبُ
وَتَرْدِيدُ ذِكْرٍ بِلِسَانٍ شَاكِرٍ= عَلَى أَنْعُمٍ حَصْرُهَا لَا يُحْسَبُ
وَمَقَالَةُ حَقٍّ لِلْحَقِّ تُبْتَغَى= لَا خَيْرَ فِي زَيْفٍ لِدُنْيَا يُقَرِّب
وَحَلَالُ رِزْقٍ وَطِيبُ مَطْعَمٍ= وَدَرْءُ شُبُهَاتٍ لِلْتُّقَاةِ تَحْجُبُ
فَمَا يَمْلِكُ الْمَلْهُوفُ تَعْجِيلَ رِزْقِهِ= وَلَيْسَ الرِّزْقُ بَالحِيَلِ يُجْلَبُ
سُرَاةُ الْأَمْجَادِ أَضَاعَتْهَا الْوَرَى= وَغَابَ الْتُّقَاةُ وَوَلَّتْ مَنَاقِبُ
***
وَظَلَّ الْأَنْصَارِيُّ نَابِغَ عَصْرِهِ= بِإِجْمَاعٍ وَآيَاتٍ وَخِلَعٍ تُرَغِّبُ
وَتَحْقِيقُ رُؤْيَاهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ= بِقُرْبِ الشَّافِعِيِّ وَجِوَارٍ يُحْسَبُ
***
فَيَا رَبِّ صَلِّ عَلَى فَيْضِ الْهُدَى= وَآلٍ وَصَحْبٍ وَرَحِمٍ تُنْسَبُ
مَا غَرَّدَ طَيْرٌ بِالدَّوْحِ وَالرُّبَا= وَفَاحَ عِطْرٌ فِي النَّسِيمِ مُطَيَّبُ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي

جمادى الأولى 1422 هــ=يــولــــيـــــــــــو 2001 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 29, 2010 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[align=center]الْسَّادَةُ الْوَفَائِيَّةُ[/align]

[align=center]( سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى مُحَمَّدُ وَفَا[/align]
[align=center]وَسَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى عَلِيُّ وَفَا )[/align]

[marq=right](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا) بِسَفْحِ الْمُقَطَّمِ[/marq]


• يعد الشيخ محمد النجم جد الأسرة الوفائية، مغربي الأصل ولد بمدينة صفاقص بتونس ثم نزح إلى الإسكندرية في شبابه، وكان من أصحاب الأحوال الباهرة والكرامات الظاهرة، اجتمع بالقطب سيدي إبراهيم الدسوقي (رضي الله عنه) وأخذ كل منهما عن صاحبه، ورزق بابنه سيدي محمد الأوسط وكان مشهورا بالولاية عرف بعلمه وفضله وتوفي شاباً بعد أن أنجب ولده محمد وفا ودفن بزاويته النجمية المدفون بها والده بالإسكندرية.

• ولد محمد وفا بالإسكندرية عام 702 هـ، ‏ونشأ على الورع والتقوى ومحبة العلم والعلماء، وسلك طريق الأستاذ أبى الحسن الشاذلي وذلك على يد الإمام داود بن ماخلا.

• ويقول الشعراني: "إن للشيخ محمد وفا مؤلفات كثيرة ألفها في صباه فضلاً عما ألفه في كهولته، وله منظومات بها رموز مطلسمة إلى وقتنا هذا" (أي عصر الإمام الشعراني).

• أما عن السبب الذي من أجله عرف باسم وفا فإنه حين توقف نهر النيل ولم يزد إلى أوان الوفا، جاء سيدي محمد إلى النيل وقال: اطلع بإذن الله تعالى، فطلع في ذلك اليوم سبعة عشر ذراعًا وأوفى فسموه وفا.

• وأما عن نعت أولاده وأحفاده بالسادات، فيقول على مبارك: "إن لهم فضلاً تليداً وعزا قديماً وجديراً فنسبهم الشريف ينتهي إلى الأدارسة الأشراف سكان المغرب الأقصى أولاد مولانا الحسن السبط ابن الإمام علي (رضي الله تعالى عنهم)، وأن أكبرهم شهرة وجلالاً وأحوالاً سيدي محمد وفا الذي أخبر ولده سيدي علي أنه هو خاتم الأولياء وصاحب الرتبة العلية.

• ومن كراماته أنه لما دنت وفاته خلع منطقته (شارة مشايخ الصوفية) على (الأبزاري) صاحب الموشحات، وقال له: "هي وديعة عندك حتى تخلعها على ولدي (علي)"، فحلت على (الأبزاري) عظيم البركة فألف أعظم الموشحات وأظرفها إلى أن كبر سيدي علي وفا فخلع عليه منطقة والده، ولكن الأبزارى أصبح لا يعرف أن يؤلف موشحاً واحداً بعد ذلك.

• وتوجه محمد وفا إلى أخميم فتزوج بها وأنشأ زاوية كبيرة ووفدت عليه الناس أفواجا، ثم سار إلى مصر وأقام بالروضة عاكفاً على العبادة مشتغلاً بذكر الله، وذاع صيته في الآفاق، وتوفي عام 765 هـ، ودفن بالقرافة أسفل المقطم بين ضريح الشيخ أبى السعود بن أبى العشائر والشيخ تاج الدين بن عطاء السكندري، وذلك بإشارة منه إذ قال قبل وفاته: "ادفنوني بن سعد وعطا".

• وأخلف ولديه السادة/ علي وفا وشهاب الدين أحمد وفا. ولما بلغ علي وفا أشده، جلس مكان أبيه في زاويته ولبس شارته، فشاع ذكره في البلد وكثر أتباعه ومريدوه.

• وقد ولد الشيخ علي بن محمد وفا بالقاهرة عام 759هــ، وقال عنه الشعراني: أنه كان في غاية الظرف والجمال لم ير في مصر أجمل منه وجها ولا ثياباً، وله نظم شائع وموشحات رقيقة فيها أسرار أهل الطريق، وكان كثير الإقامة بمنزله بالروضة، وله أحزاب وأوراد وتوجيهات وديوان شعر، وكان كثير التحجب هو وأخوه شهاب الدين أحمد لا يخرجان إلا عند عمل الميعاد أي الاجتماع بالمريدين.

• وتوفي الشيخ علي وفا (عام 807هــ أو عام 801هــ)، وله من الذكور أبو العباس أحمد وأبو الطيب وأبو الطاهر وأبو القاسم، وقد كانت جنازته تضم خلقاً كثيراً لم تر القاهرة مثلها، فقد كانت جماعته وأصحابه يمشون أمام الجنازة يذكرون الله بطريقة تهز المشاعر وتلين القلوب، ودفن بجوار والده بساحة المسجد الوفائي بسفح المقطم.


[poet font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بَرَزَ النَّجْمُ فِي سَمَا الْأَقْطَابِ= بِالْمَغْرِبِ الْأَقْصَى وَقُدْسِ الرِّحَابِ
لِلْإسْكَنْدَرِيَّةِ قَدِمَ بِتَسْلِيمِ انْقِيَادِ= فِي الصِّبَا النَّضِرِ وَعُمْرِ الشَّبَابِ
وَلَقِيَهُ الدُّسُوقِيُّ غَوْثُ الْعِمَادِ= إِثْرَ فَيْضٍ وَمَدَدٍ وَمَرَاقِي انْجِذَابِ
***
ابْنُهُ الْأَوْسَطُ عَلَمُ الْأَوْتَادِ= عَارِفٌ وَلِيٌّ لَائِذٌ بِالْبَابِ
أَنْجَبَ مُحَمَّدًا قِمَّةَ السَّدَادِ= بِالْوَفَا مَعْرُوفٌ وَنُبُوغِ الصَّوَابِ
عَلَى نَهْجِ الشَّاذِلِيِّ مَسْلَكُ الْأَمْجَادِ= بِصُحْبَةِ ابْنِ مَاخْلَا قَائِدِ الْرِّكَابِ
فَغَدَا الْمَوْهُوبَ مَوْفُورَ الزَّاد=ِ بِشِعْرٍ وَسِرٍّ وَسَبْقِ أَتْرَابِ
***
فِي أخْمِيمَ زَاوِيَةٌ لَهُ تُنَادِي= عَلَى الْعِبَادِ هَلُمُّوا فِي اصْطِحَابِ
وَدَارُهُ بِالرَّوْضَةِ مَلَاذُ الْقُصَّادِ= تَغْدُو الْجُمُوعُ نَحْوَهَا فِي إِيَابِ
***
تَوَقَّفَ النِّيلُ عَنْ فَيْضٍ وَزَادِ= وَوَفَا بِدَعْوَةِ الْغَوْثِ الْمُجَابِ
فَهُوَ الْوَصُولُ بِأَشْرَفِ أَحْفَاد=ٍ لِلْحَسَنِ السِّبْطِ الْمُطَهَّرِ الْجَنَابِ
وَالْمُخْبِرُ عَلِيًّا ابْنَهُ فِي وِدَادِ= أَنَّهُ خَاتَمُ الْأَوْلِيَاءِ وَسِرَاجُ الْأَقْطَابِ
***
أَوْدَعَ الْأَبْزَارِيَّ مَنْطِقَتَهُ لِمِيعَادِ= فَأَفَاضَ شِعْرًا وَحِكَمًا فِي انْسِيَابِ
وَخَلَعَهَا لِعَلِيٍّ فِي بُلُوغِ رَشَادِ= وَصِيَّةُ الشَّيْخِ بِالْأَمْرِ الْمُجَابِ
***
وَمَقَامُهُ مَشْهُودٌ بِأَنْوَارِ اسْتِزَادِ= وَبَرَكَاتٍ وَخِلَعٍ مِنْ رَبِّ الْأَرْبَابِ
مَا بَيْنَ سَعْدٍ وَعَطَا مَثْوَى الْرُّقَادِ= قَالَهَا فِي دُمُوعٍ تَهْطِلُ بِانْسِكَابِ
***
وَعَلِيٌّ خَيْرُ خَلَفٍ لِرِيَادٍ وَقِيَادِ= اسْتَقَى الْفَيْضَ مِنْهُ وَرَحِيقَ الْشَّرَابِ
عَاشَ لِلَّهِ دَوَامًا فِي جِهَادِ= بَاسِمَ الْثَّغْرِ مُنِيرَ الْرِّحَابِ
لَهُ أَحْزَابٌ وَفُيُوضُ أَوْرَادِ= وَنَصِيحُ رُشْدٍ وَاخْتِلَاءُ احْتِجَابِ
كَمْ لَيَالٍ طَالَتْ بِعُيُونٍ سُهَادِ= فِي صُحْبَةِ الْوَلِيِّ أَخِيهِ الْشِّهَابِ
ذِكْرٌ وَمَدِيحٌ فِي الْرَّحِيلِ وَإِنْشَادٌ= وَرِضَاءٌ عَلَا مَشَاعِرَ انْتِحَابِ
***
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى نُورِ الْفُؤَادِ= رَسُولِنَا الْمُؤَيَِّدِ بِآيِ الْكِتَابِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ عُيُونِ الرَّشَادِ= مَا سَبَّحَ مَلَكٌ وَرَعْدٌ بِالْسَّحَابِ

(وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي
صفر 1421 هــ = مايو 2001 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 06, 2010 5:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْقُطْبُ الرَّبَّانِيُّ[/marq]
[marq=left]أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ التِّجَانِيُّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)[/marq]


* الشيخ الأكبر سيدي أبو العباس أحمد التجاني رضي الله تعالى عنه وأرضاه ( الملقب بالمكتوم ) صاحب الطريقة التجانية وإمام العارفين وأكابر الأولياء المقربين ، وقد قال عنه خليفته سيدي علي حرازم بن العربي المغربي الفاسي في كتابه " جواهر المعاني " : هو رضي الله عنه من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين جمع بين شرف النسب والدين ، وشرف العلم والعمل ، والأحوال الربانية الشريفة والمقامات السنية ، والعلم اللدني ، والخوارق العظام والكرامات الجسام ، فهو القطب الجامع والغوث النافع ، والوارث الرحماني ،والإمام الرباني.

* وقد انتشرت طريقته رضي الله عنه في بلاد المغرب والسودان وسائر أفريقيا انتشاراً عظيماً لم تبلغه طريقة أخرى في تلك الجهات ، وحصل بها النفع العام والإرشاد التام ، أسلم على يديه وأخذ العهد التيجاني أكثر من ثمانية مليون أفريقي الذين يتجاوزون الآن مائتي مليون ، فهو رضي الله تعالى عنه فاتح القارة الإفريقية في الدعوة إلى الإسلام وإلى التصوف ، ومقامه بفاس مزار يقصده أهل الوداد والمريدون من شتى الأقطار.

* وله ترجمة أخرى في كتاب " الرماح " المطبوعة على هامشه لسيدي عمر الفوتي خليفة خليفته رضي الله عنهم أجمعين ونعنا ببركاتهم آمين.


[poet font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بَدَا التِّجَانِيُّ فِي عَالَمِ الشُّهُودِ= قُطْبًا وَغَوْثًا وَنُورًا فِي الْوُجُودِ
زَاهِدٌ عَنْ تَرَفٍ وَزَيْفِ مَتَاعٍ= مَوْهُوبٌ بِعَطَاءٍ مِنْ رَبٍّ وَدُودِ
رَائِدٌ لِلْحَقِيقَةِ وَالشَّرْعِ فَضْلًا= قَائِمٌ بِاللَّيْلِ خَاشِعٌ فِي سُجُودِ
***
سَعْيُهُ فِي الْبِلَادِ مَبْرُوكٌ مُزَكَّى= تَصْمِيمُ وَعَزْمٌ لِلْأَمَلِ الْمَنْشُودِ
يَجْتَازُ الْفَيَافِيَ فِي سَحَرٍ وَهَجْرٍ= يُوَاصِلُ جِهَادًا لِلَّهِ الْمَعْبُودِ
لَا نَصَبَ يَثْنِيهِ عَنْ نُصْحٍ وَرُشْدٍ= وَتَبْلِيغٍ لِدِينٍ بِالْحَقِّ مَرْشُودِ
حَدِيثُهُ الْمُرَقَّى كَمْ أَحْيَا قُلُوبًا= غَوَتْ فِي ضَلَالٍ وَكُفْرٍ كَئُودِ
وَدَانَتِ السَّوْدَاءُ أَقْطَارًا وَشُعُبًا= لِدِينِ اللَّهِ وَالْأَمْنِ الْمَفْقُودِ
وَوَلَّى الشِّرْكُ مَدْحُورًا مُنَحَّى= فَمَا يَبْقَى ظَلَامٌ فِي نُورِ الْخُلُودِ
وَبَاتَ الْقَوْمُ فِي أَمْنٍ وَسِلْم=ٍ وَصَلَوَاتٍ تَعَالَتْ وَأَذْكَارِ الْعُهُودِ
***
وَبَقِيَ التِّجَانِيُّ طَبِيبَ نَفْسٍ= وَمَاحِيَ الشِّرْكِ مِنْ قَلْبٍ جَحُودِ
وَلُقِّبَ بِالْعَبَّاسِ وَالْمَكْتُومِ وَصْفٌ= وَنَهْجٌ لَمْ يَزَلْ دَائِمَ الصُّعُودِ
***
وَفَيْضُ الْمَنَّانِ غَيْثٌ وَنَصْرٌ= وَوَصْلٌ مَوْصُولٌ بِغَيْرِ حُدُودِ
وَكَرَامَاتٌ تُشِعُّ فِي الْخَلْقِ نُورًا= وَهَدْيًا بَالِغًا أَهْلَ الصُّدُودِ
وَأَوْرَادٌ وَذِكْرٌ لِلْوَرَى مَفَازٌ= وَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ
وَنَيْلٌ فِي الْحَشْرِ فَوْزٌ وَسَبْقٌ= كَرِيمُ الْفَضْلِ لِلْغَوْثِ الْمَسْعُودِ
وَبُرْهَانُ صِدْقٍ يُبَيِّنُ مَقَامًا= لِدَاعٍ لِلْحَقِّ مُخْبِتِ السُّجُودِ
نَاشِرٍ بِالْخَلْقِ مَوَاجِدَ حُبٍّ= لِرَبِّ الْكَوْنِ وَرَسُولِ الْوُجُودِ
مُنْكِرٍ لِلذَّاتِ تَفَانِيًا وَنَهْجًا= عَابِرٍ بِالتَّسْلِيمِ عَقَبَاتٍ كَئُودِ
بِهِ عَلَا الطَّرِيقُ جَمْعًا وَصَرْحًا= تَبَارِيكٌ تَحِلُّ بِمُرُورِ الْعُقُودِ
وَمَا يَنْفَعُ الْمُقْبِلَ أَبَدًا بَذْلٌ= بِلَا حُبٍّ وَلَا شَيْخٍ مَرْشُودِ
بِصِدْقِ الْحُبِّ السَّالِكُ يَرْقَى= وَيَبْلُغُ بِالشَّيْخِ مَرْضَاةَ الْوَدُودِ
***
صَلِّ رَبَّنَا عَلَى نُورٍ وَهَدْيٍ= وَآلٍ وَصَحْبٍ عُيُونِ الْجُودِ
مَا سَطَعَ نَجْمٌ وَجَنَّ لَيْلٌ= وَسَعِدَ عَبْدٌ بِقُرْبِ السُّجُودِ


(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)


كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي

صفر 1418 هـ = يوليو 1997 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 08, 2010 8:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سيدى عقبة بن عامر الجهني ( رضي الله تعالى عنه وأرضاه ) . [/marq]

[marq=left]( ومقامه الشريف بحي الإمام الشافعي رضي الله عنه )[/marq]


‏ * هو الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني، وهو الإمام والسند الهمام الذي بايع النبي ( صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ) حين قدم المدينة المنورة ولازمه بعد ذلك وكان من أصحاب الصفة ومن خدام النبي ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وصاحب بغلته يقودها بحضرته الشريفة في الأسفار، وصدر من النبي ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) في بعض الغزوات أن نزل عن بغلته وأمر عقبة بالركوب.

‏ * وكان في عهد سيدنا أبى بكر الصديق ( رضي الله تعالى عنه ) من الرجال الموثوق بهم عنده وممن ناصروه في حرب الردة.

‏ * وقد شهد فتوح مصر والشام وكان هو الرسول البريد إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله تعالى عنه ) في فتح دمشق ووصل المدينة المنورة في سبعة أيام ورجع منها في يومين ونصف ببركة دعائه عند قبر النبي ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) وتشفعه به في تقريب طريقه.

‏ * وكان فقيها عالما بالفرائض والفقه فصيح اللسان شاعرا وكاتبا، وهو آخر من جمع القرآن الكريم.

‏* شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص ( رضي الله تعالى عنه ) وكان له دور في تحرير عدد من القرى المنتشرة في منطقة الفسطاط ( الحالية ).

‏ * وقد تولى عقبة ( رضي الله تعالى عنه ) ولاية مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وخصص له معاوية أرضاً لإقامة المنازل والمساكن وهى المسماة حالياً بميت عقبة نسبة إليه، ولما أراد معاوية تولية مسلمة بن مخلد على مصر أمر عقبة بغزو رودس فلما تولى مسافرا استولى مسلمة على سرير إمرته، ولما علم عقبة بذلك قال : " ما أنصفنا معاوية عزلنا وغربنا ".

* أقام عقبة بمصر لما وجد فيها من محبة وود المصريين له واعتقادهم فيه، فقد جمعوا عنه نحو مائة حديث ذكرها ابن الحكم.

‏ * وتوفي في اليوم الذي توفيت فيه السيدة / عائشة ( رضي الله تعالى عنها ) في الثامن من شعبان عام 58 ‏ هــ، ودفن بالقرافة الكبرى المجاورة حالياً لمسجد الإمام الليث بن سعد، ويقال أن تلك البقعة مدفون بها عمرو بن العاص وأبى بصرة الغفاري الصحابي ( رضي الله تعالى عنهما).

‏ * وفى عهد صلاح الدين الأيوبي أقيم على قبره قبة كبيرة تولاها الملوك من بعده بالتجديد، ولا يزال مقامه الشريف مزاراً ومقصداً لأهل المحبة والتبرك.


[poet font="Simplified Arabic,5,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/11.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
بُورِكْتِ يَا مِصْرُ بِالْفَتْحِ الْمَنْشُودِ= وَمَقْدَمِ الْإِسْلَامِ وَالْعِزِّ الْمَمْدُودِ
وَحُلُولِ أَصْحَابٍ لِلنَّبِيِّ الْمَحْبُوبِ= طَهَ الْأَمِينِ ذِي الْقَلْبِ الْوَدُودِ
***
وَذَاكَ عُقْبَةُ الرَّاشِدُ الْمَرْشُودُ= يَعْرِفُهُ كُلُّ تَقِيٍّ فِي عَالَمِ الشُّهُودِ
بَايَعَ النَّبِيَّ فِي الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ= وَسَطَ تَرْحِيبٍ بِالْمَدِينَةِ مَشْهُودِ
وَاسْتَقَامَ أَمِينًا بِصَوْنِ الْعُهُودِ= مَرْضِيًّا لِلْإِلَهِ الْوَاحِدِ الْمَعْبُودِ
لَازَمَ أَهْلَ الصُّفَّةِ فِي زُهْدٍ مَرْغُوبِ= وَقُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ الْمَقْصُودِ
وَلَازَمَ الرَّسُولَ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ= يَقُودُ نَاقَتَهُ فِي أَسْفَارٍ وَعُهُودِ
***
قَرَّبَهُ الصِّدِّيقُ بِوِدَادٍ وَرُحُوبِ= فَكَانَ سَنَدَهُ فِي رَدْعِ الصُّدُودِ
وَحَمَّلَهُ الْفَارُوقُ رَسَائِلَ لِلْحُشُودِ= فِي دِمَشْقَ لِلْأَبْطَالِ الْأَمْجَادِ الْفُهُودِ
قَطَعَ الْفَيَافِيَ كَبَرْقِ الرُّعُودِ= بِإِعْجَازٍ أَدْهَشَ آفَاقَ الْوُجُودِ
بَرَكَةُ الرَّسُولِ لَاحِقَةٌ بِالْمَحْبُوبِ= كَرَمٌ وَفَضْلٌ بِغَيْرِ حُدُودِ
وَكَانَ لَهُ تَحْرِيرُ الْقُرَى وَالدُّرُوبِ= فِي فَتْحِ مِصْرَ وَالنَّصْرِ الْمَنْشُودِ
حَطَّمَ لِلْأَعَادِي عَقَبَةَ الْكَئُودِ= وَأَنْقَذَ الْبِلَادَ مِنْ ظُلُمَاتِ الْحَقُودِ
تَأَلَّقَ نَجْمُهُ عَالِيًا فِي صُعُودِ= وَوَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ بِمِصْرِنَا الْمَسْعُودِ
أَدَّى الْأَمَانَةَ بِحِفْظِ الْعُهُودِ= وَرَاعَى الْإِلَهَ فِي حَزْمِ الْمَرْشُودِ
لَكِنَّ الْوِلَايَةَ هُمُومٌ فِي كُرُوبِ= يَأْبَاهَا كُلُّ تَقِيٍّ دَائِمِ السُّجُودِ
دَعَا الْإِلَهَ بِقَلْبٍ مَرْهُوبِ= سَائِلًا التَّخْفِيفَ مِنْ هَمٍّ كَئُودِ
عَزَلَهُ مُعَاوِيَةُ فِي غَفْلَةٍ وَصُدُود=ِ فَحَمَدَ الْإِلَهَ لِإِعْفَاءٍ مَقْصُودِ
وَدَامَ لِأَهْلِ مِصْرَ الْحِبُّ الْمَحْبُوبُ= وَالْفَقِيهُ الْعَابِدُ وَالْعَالِمُ الْمَرْشُودُ
رَوَى أَحَادِيثَ عَنْ سَمَاعٍ وَشُهُود=ِ هِيَ النِّبْرَاسُ فِي فِقْهِ الْمَعْبُودِ
وَلَاقَى رَبَّهُ شَاكِرًا فِي سُجُودِ= يَرْجُوهُ الْفِرْدَوْسَ بِصُحْبَةِ الْمَحْمُودِ
وَلَمْ يَزَلْ رَوْضُهُ بُسْتَانَ الْوُرُودِ= يَقْصِدُهُ الْأَحْبَابُ لِقَبُولٍ مَنْشُودِ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُهْدِي الْوُجُودِ= رَسُولِنَا الْمُرَقَّى لِلْمَقَامِ الْمَحْمُودِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ وَأَهْلِ السُّجُودِ= مَا سَبَّحَ طَيْرٌ بِحَمْدِ الْمَعْبُودِ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى = محمد محمد بيومي

جمادى الآخر 1417 هــ =أكــتــوبـــــــــر 1996 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 12, 2010 6:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
[align=center]بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" الآية[/align]

[priq][align=center]( نفحة حسينية )[/align][/priq]

[marq=right]سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى مُحَمَّدُ أَحْمَدُ الطَّيِّبُ الْحَسَّانِيُّ[/marq]

[marq=left](رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ) (1905 – 1988م)[/marq]


• هو سيدي العارف بالله تعالى محمد أحمد الطيب الحساني رضي الله تعالى عنه.

• ولد في عام 1905 في قرية القرنة القريبة من الضفة الغربية لنهر النيل والتابعة لمركز الأقصر محافظة قنا في بيت صالح لأب وأم مشهود لهما بكل صفات الكمال والجلال والجمال.

• والده سيدي العارف بالله تعالى الشيخ أحمد الطيب محمود الحساني الذي ينتهي نسبه إلى سيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وكانت نشأة والده على حفظ القرآن ومبادئ العلوم الشرعية على يد فقهاء بلدة المراشدة، ثم في الأزهر الشريف على كبار العلماء وعلى رأسهم الشيخ الأمام أبو بكر الحداد الذي أخذ على يديه عهد الطريقة الخلوتية إلى أن أذن له بتلقين الأوراد للمريدين. وذاع أمره في مسقط رأسا المراشدة وفى القرنة وفى البعيرات القريبة من بلدته، وظهرت له الكرامات العديدة، وإن كان قد فقد نور البصر فقد حاز أنوار البصيرة والمكاشفة.

• ووالدته السيدة الشريفة فاطمة بنت سيدي العارف بالله تعالى أحمد بن حندقها الحساني الذي يلتقي مع والده في النسب فهما من نسل سيدنا الحسن بن على (رضي الله تعالى عنهما)، وللشيخ حندقها العديد من الكرامات، وله كثير من المريدين الذين تولى تربيتهم. وكان انتقاله إلى جوار ربه الكريم (سبحانه وتعالى) في عام 1901م وقد تجاوز الثمانين من عمره، وله مقام مشهور في كوم البعيرات.

• وكانت بداية سيدنا محمد الطيب حفظ القرآن على يد الشيخ محمد على خليل العبادي المريسي (المريس قرية تابعة لأرمنت)، كما أخذ عن والده علوم الشريعة والحقيقة والفقه على مذهب سيدنا الإمام مالك (رضي الله تعالى عنه)، ثم تدارس العلم مع الشيخ علي القاضي بالبعيرات، ثم نال من الأزهر الشريف بحر العلوم و‏شتى المعارف الشرعية؛ فدرس تفسير القرآن وعلومه والحديث الشريف وفقه الإمام مالك والسيرة والتاريخ الإسلامي وعلوم اللغة.

• لما أنس الشيخ الوالد من ابنه الإقبال على المولى (عز وجل) والإعراض القلبي عن الدنيا والجمع بن الشريعة والحقيقة، عهد إليه بأمر الطريق الخلوتي وكتب له بذلك كتابًا وأشهد عليه شهودًا عدولا.

• صفات الشيخ ومنهجه:

• كان منهجه الجمع بين الذكر والعلم فما أن ينتهي من مجلس الذكر حتى يشرع في إرشاد وتبصر وتعليم المريدين.

• ‏الالتزام بالكتاب والسنة؛ فالذكر قاصر على أسماء الله تعالى بالقرآن بقواعد اللغة والتأدب في الحركة، فيبدأ المجلس بالقرآن ويختم به، وفى خلاله الثناء على الله تعالى والصلاة على الحبيب (صلى الله عليه وسلم)، وهو بذلك متابع لشيخ مشايخ الأزهر الشريف وبحر الشريعة والحقيقة الإمام الأكبر سيدي العارف بالله تعالى الشيخ أحمد الدردير (رضي الله عنه وأرضاه).

• عاش بارًا بوالديه؛ فكان دائم الذكر لهما بالحمد والثناء والمناقب والمآثر.

• كان محمدي الأخلاق والصفات والسجايا والخلال في كل أمور الدنيا والدين.

• تحلى بالجود والسخاء الذي كان دأب والده لكافة الزوار في الساحة والمردين.

• الحكمة والسماحة والحلم في معالجة الأمور، وفي توجيه المريدين كانت من أجل خصاله.

• ‏الصلح والإصلاح بين الناس لإحقاق العدالة مع تحقق الصفاء بين المتنازعين وإشاعة الأمن والحب مما حقن دماء وحصَّن أرواحا وأمَّن أموالا وألَّف بين الأخوان.

• الورع والتقوى بتوخي الحلال والبعد عن الشبهات؛ فلم يأكل طوال حياته مما يهدى إلى ساحته من الأحباب والمريدين.

• محاربة البدع والأهواء وإنكار الذات في كافة أعماله.

• له العديد من الكرامات التي ذكرها أهل الإيمان والثقة واليقين والتي يصعب تعدادها وحصرها.

• ‏ انتقل (رحمه الله تعالى) إلى ساحة مولاه فجر يوم الأحد5 ‏ا من جمادى الأولى 409 ‏اهـ الموافق 25/12/1988 م بالقاهرة. وقد حضر تشح الجنازة في بلدة القرنة أكثر من مائة ألف محب ومريد من جميع بلدان القطر من الإسكندرية إلى أسوان. وقد نعاه العلماء والعارفون والمريدون والمحبون.

• أولاد الشيخ:
‏رُزقَ بسِتٍّ من الإناث، وثلاثة من الذكور هم: الشيخ محمد محمد أحمد الطيب (خليفة الشيخ بالمبايعة)، الشيخ أحمد محمد أحمد الطيب، الشيخ محمد الطيب محمد أحمد الطيب. والإناث حسب ترتيب الميلاد: (سكينة - نفيسة - سميحة - خديجة - زينب - أم كلثوم).
رضي الله تعالى عنهم أجمعين ونفعنا ببركاتهم


[poet font="Simplified Arabic,5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/12.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
دُمُوعُ الْقَلْبِ عَلَى الْأَحْبَابِ تُسْكَبُ= وَقَطْرُ الْعَيْنِ إِنْ تَكْتُمْهُ يَغْلِبُ
وَكَيْفَ يَرُوقُ عَيْشٌ وَمَهْنَأٌ= وَجَمْعُ الْأَحْبَابِ عَنَّا مُغَيَّبُ؟!
فَذَاكَ الْحُبُّ مَشْرَبُ نَهْجِنَا= وَمَقْصَدُ إِسْعَادٍ يُرَادُ وَيُرْغَبُ
يُعَايِنُهُ الْقَلْبُ شَوْقًا فِي جَوَى= وَوَجْدًا فِي الْحَشَا لَا يَذْهَبُ
***
بَدَا الطَيِِّبُ فِي عَالَمِ التُّقَى= نَقِيٌّ وَفِيٌّ وَلِيٌّ مُحَبَّبُ
مِنَ الْأَطْهَارِ وَالْأَخْيَارِ مَعْدِنُ أَصْلِه=ِ إِلَى أَسْعَدِ الْخَلْقِ الْمُشَفَّعِ يُنْسَبُ
أَبُوهُ وَلِيٌّ قَدْ ذَاعَ صِيتُهُ= بِأَخْلَاقٍ وَشِيَمٍ لِلْمَعَالِي تُطْلَبُ
خَلِيفَةُ الْحَدَّادِ قُطْبِ زَمَانِهِ= بِإِذْنٍ وَتَلْقِينٍ لِلطَّرِيقِ يُنْدَبُ
إِمَامٌ خَلْوَتِيٌّ عَلَى الشَّرْعِ نَهْجُهُ= بِقُرْآنٍ وَسُنَنٍ لِلْإِلَهِ تُقَرِّبُ
وَأُمُّهُ عَلْيَاءٌ فِي الْبِرِّ وَالتُّقَى= رَبِيبَةُ حَنْدَقَهَا الْحَسَنِيِّ الْمُطَيَّبُ
***
بِدَايَتُهُ الْقُرْآنُ حِفْظًا وَمَسْلَكًا= يُدَارِسُهُ الْعَبَّادِيُّ الشَّيْخُ الْمُوهَبُ
كَذَا شَرْعُ الْإِلَهِ تَفَقُّهًا وَتَحَقُّقًا= مِنَ الْأَبِ مَوْصُولِ الْمَعَارِفِ يَشْرَبُ
وَفَيْضُ الْمَعَارِفِ وَوَاسِعُ الْعَطَا= مِنَ الْأَزْهَرِ الْبَحْرِ الَّذِي لَا يَنْضَبُ
كَمَالٌ فِي الْعِلْمِ أَضْحَى وَفِي التُّقَى= تُجَمِّلُهُ الْأَنْوَارُ وَتُعْلِيهِ الْمَنَاقِبُ
***
لِوَاءُ الطَّرِيقِ وَاتَاهُ حَمْلُهُ= بِإِشْهَادٍ وَتَوْثِيقٍ وَعَهْدٍ يُكْتَبُ
وَدُنْيَاهُ بَاعَ بِأُخْرَاهُ سَالِكًا= سَبِيِلَ الصَّالِحِينَ فِي عَزْمٍ يُحْسَبُ
دَوَامُ الذِّكْرِ وَالْعِلْمِ عِنْدَهُ= مُرَادُ الْمُرِيدِ وَمَسْعَى يُرْغَبُ
أَقَامَ الْحَلَقَاتِ وَالْمَلَأُ حَوْلَهُ= يُحَاضِرُهُمْ بِإِرْشَادٍ وَنُصْحٍ يُطْلَبُ
***
خِصَالُهُ الْجُودُ وَالْبَذْلُ وَالْعَطَا= وَإِطْعَامٌ وَسُقْيَا لِلْأَنَامِ تُحَبِّبُ
وَإِصْلَاحٌ وَعَدْلٌ يَبْعَثُ الصَّفَا= فَلَا يَبْقَى مَظْلُومٌ بَعْدُ وَغَالِبُ
وَحَالَفَ الزُّهْدَ بِوَاسِعِ الْمَدَى= وَوَرَعًا بِهِ الشُّبُهَاتُ بَاتَتْ تُجَنَّبُ
مُعَادَاةُ إِضْلَالٍ وَبِدَعٍ وَهَوَى= جِهَادٌ بَدَاهُ أَزَالَ تَسَيُّبُ
***
لَهُ كَرَامَاتٌ وَخِلَعٌ فِي الْوَرَى= أَبَانَتْ لِلْخَلَائِقِ أَنَّهُ مُوهَبُ
تَعَلَّقَ كُلُّ مُرِيدٍ بِهِ وَارْتَوَى= مِنَ الْمَنْهَلِ الْعَذْبِ الَّذِي لَا يَنْضَبُ
وَلَمْ يَزَلْ رَوْضُهُ الْمَقْصُودُ يُرَى= مَلَاذَ السَّائِرِينَ لِلَّهِ وَمَهْرَبُ
***
فَيَا رَبَّاه صَلِّ عَلَى رَمْزِ الْعُلَا= وَقَمَرٍ أَضَاءَ بِنُورِهِ كَوْكَبُ
وَآلٍ وَصَحْبٍ عُيُونِ الْقُرَى= حُمَاةُ الْإِسْلَامِ الْغُرُّ النَّجَائِبُ
مَا هَبَّتِ الْأَنْسَامُ بِالْعِطْرِ وَالنَّدَى= وَسَالَ مَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ أَعْذَبُ

(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)

كتبها الفقير إلى الله تعالى= محمد محمد بيومي

شـوال 1421 هــ = يـنـايــــر 2001 م

[/poet]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9 ... 21  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط