اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm مشاركات: 1435
|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله أجمعين
قال الله الملك الحق المبين ، بسم الله الرحمن الرحيم ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) صدق الله العظيم .
هذه آية من آيات الله .. أحببت أن أطلع على أقوال العلماء فى معناها .. فكتبتها لتعم الفائدة .. ويزداد يقين المسلم فى خضم الأحداث .. أن الملك بحق ليس إلا لله تعالى ... وأن الذى بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون .. هو ربنا ذو الجلال والإكرام .. فهذه نخبة من أقوال السادة المفسرين .. وأهل الله .. فى معنى تلك الآية المباركة
قال ابن عادل الحنبلى فى تفسيره اللباب (4/6) :
فصل في بيان سبب النزول
في سبب النزول وجوهٍ :
أحدها : قال ابن عباس وأنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم ، فقال المنافقون واليهود : هيهاتَ ، هيهاتَ ، من أين لمحمد ملك فارس والروم وهم أعزُّ وأمْنَعُ من ذلك ! ألم يكفِ محمداً مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم؟ فأنزل الله - تعالى - هذه الآية .
وثانيها : روي أنه عليه السلام لما خَطَّ الخندق عام الأحزاب ، وقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً وأخذوا يحفرون ، خرج من وسط الخندق صخرة كالتل العظيم ، لم تعمل فيها المَعَاوِلُ . فوجهوا سَلْمَان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول من سلمان ، فلما ضربها صدعها وبرق منها بَرْقٌ أضاء ما بين لابتَيْها ، كأنه مصباح في جوف ليل مظلم ، فكبر ، وكبر المسلمون ، وقال عليه السلام : « أضاءت لي منها قصور الحيرة كأنها أنياب الكلابِ ، ثم ضرب الثانية فقال أضاءت لي منها قصور صنعاء ، ثم ضرب الثالثة فقال : أخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة على كلها ، فأبشروا » ، فقال المنافقون : ألا تعجبوا من نبيكم ، يَعِدُكم الباطل ، يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم تحفرون الخندق من الخوف لا تستطيعون أن تخرجوا ، فنزلت هذه الآية .
وثالثها : قال الحسنُ : إن الله تعالى أمر نبيه أن يَسأله أن يعطيه ملك فارس والروم ، ويردَّ ذل العرب عليهما ، وأمره بذلك دليل على أنه يستجيب له هذا الدعاءَ ، وهكذا منازل الأنبياء إذا أمِرُوا بدعاء استُجِيب دعاؤهم .
وقيل : نزلت دامغةً لنصارى نجرانَ ، في قولهم : إن عيسى هو الله ، وذلك أن هذه الأوصافَ تبين - لكل صحيح الفطرة - أن عيسى ليس فيه شيءٌ منها .
قال ابن إسحاق : أعلم الله تعالى في هذه الآية بعنادهم وكُفْرهم ، وأن عيسى عليه السلام وإن كان الله تعالى أعطاه آياتٍ تدل على نبوته ، من إحياءِ الموتى وغير ذلك ، فإن الله عز وجل هو المنفردُ بهذه الأشياءِ من قوله { تُؤْتِي الملك مَن تَشَآءُ } إلى قوله { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
يتبع بمشيئة الله
|
|