موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 14, 15, 16, 17, 18, 19, 20, 21  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 05, 2012 3:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى السَّيِّدُ مُحَمَّدُ عَلِيّ السُّنُوسِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



هو محمد بن علي السنوسي بن العربي، يعرف بالسنوسي الكبير (1787 - 1859) مؤسس السنوسية و الأسرة المالكة الليبية، أصله جزائري من بلدة مستغانم.

• نسبه

محمد بن علي بن السيد السنوسي بن العربي الأطرش ابن محمد بن عبد القادر بن أحمد شهيده بن محمد شائب الذراع بن يوسف أبو ذهيبة ابن عبد الله بن خطّاب بن علي أبو العسل بن يحي بن راشد بن أحمد المُرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن يوسف بن زيّان بن زين العابدين بن يوسف بن الحسن بن إدريس بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن د عبد الله بن حمزة بن سعيد بن يعقوب بن داوود بن حمزة بن علي بن عمران بن إدريس الأزهر (الأصغر) أمير المسلمين وباني مدينة فاس بن الإمام إدريس الأكبر أول ملوك السادة الأدارسة بالمغرب بن عبد الله الكامل بن الحسن المُثنّى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‎.

• تسميته

كلمة اسنوس مشتقة من اسم جبل أسنوس الذي يبعد عن بلدة تلمسان بالجزائر بمسافة يوم تقريباً وكان يسكن بهذا الجبل فخذ من قبيلة بربرية يُقال لها (كوميه) وأطلق على هذا الفخذ الساكن بالجبل اسم بني أسنوس.

• ولادته ونشأته

ولد يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1202 ه الموافق 21 ديسمبر 1787م. كانت ولادته بضاحية وادى مينا بمنداس الواقعة على ضفة وادي شِلْف بمنطقة الواسطة التابعة لبلدة مستغانم في مقاطعة وهران الجزائرية. تُوفي والده وعمره سنتان وأعقبته والدته بقليل وتركاه صغيراً فتولت كفالته عمته فاطمة الزهراء بنت السنوسي بن العربي بوصية من والده أخيها علي. وكانت تتصدر للإفادة والتدريس والإرشاد كما كان يقصدها طلاب العلم من بلدان بعيدة للأخذ عنها والاستفادة منها.

• أولاده

1.محمد المهدي السنوسي والد الملك محمد إدريس السنوسي.

2.محمد الشريف السنوسي والد السيد أحمد الشريف السنوسي.

• طلبه للعلم ورحلاته

بدأ طلب العلم على يد علماء مستغانم ثم رحل إلى فاس سنة 1828 والتحق بجامع القرويين وحصل على المشيخة الكبرى وعين مدرسا بالجامع الكبير بمدينة فاس ودرس فيها الطرائق القادرية والناصرية والحبيبية والشاذلية والجازولية ولكن دعوته إلى جمع المسلمين أقلقت حكومة السلطان فرحل أواخر عام 1829 إلى عين ماضي حيث درس بها الطريقة التيجانية ثم قصد أغوات في جنوب الجزائر. بعد احتلال فرنسا للجزائر قرر السفر شرقا ليطلع على أحوال العالم الإسلامي ويحج بيت الله فزار قابس وطرابلس وبنغازي ثم بلغ مصرعام 1239 ه الموافق 1824 فلم يجد فيها الأمل الذي كان يتمنى وذلك لحكم محمد علي باشا القائم على ضرب شيوخ الأزهر بعضهم ببعض وسلبهم المنزلة الرفيعة التي كانت تتيح لهم بزعامة عمر مكرم أن يصرفوا شؤون البلد بما تقتضيه شريعة الله في قوة وحزم فلم يمكث بها كثيرا فغادر إلى مكة المكرمة حيث التقى بالشيخ أحمد بن إدريس الفاسي الذي كان رئيسا للخضيرية فاجتمع به ولازم دروسه حتى ارتحل معه ألى اليمن بسبب ما لقيه من عنف رجال الحكومة ومعارضة علماء الحجاز قسار معه وأقام باليمن حتى توفي ابن إدريس سنة 1835 فعاد ثانية إلى مكة.

• مبادئ السنوسية "خطة الإصلاح"

1. ليست هناك حدود تقسم العالم الإسلامي، فالحركة الإصلاحية يلزم أن تكون شاملة لكل أقطاره أو أكثرها بدقة.

2. الحركات الإصلاحية يلزم أن تكون سياسية وفكرية في نفس الوقت، أما إصلاح جانب دون الآخر فذلك نقص في الحركة، فالإسلام دين ودولة، عبادة وعمل.

3. العالم الإسلامي يواجه حركة التبشير المسيحية، ولذلك يلزم أن تعنى الحركة الإصلاحية بنشر الإسلام وبخاصة بين اللادينيين قبل أن تسبقه المسيحية في هذا الميدان.

4. العودة إلى يسر الدين الإسلامي، والاعتماد على الكتاب والسنة، والانتفاع بالمذاهب المختلفة، فيما يناسب المسلمين وييسر حياتهم، وقد اتبع السنوسي وأتباعه المذهب المالكي بشكل أساسي، كما اهتموا بمعالجة الجهل بالتعاليم الإسلامية، وتصحيح بعض الممارسات الخاطئة للإسلام.

5. والخمول والاستجداء الذي كان طابع أغلب الطرق الصوفية ليس من الإسلام في شيء.

• وسيلة السنوسي

هي إنشاء الزوايا، والزاوية مركز دينى وثقافى واجتماعى وعسكري، فكان يرسل أحد أتباعه إلى جهة ما، أو يطلب سكان الجهة منه أن يرسل لهم أحد أتباعه لنفس الغرض، ويتم إنشاء الزاوية في الجهة، وتنشأ الزوايا في مكان حصين، على جبل أو نحوه لتكون أشبه بالقلعة إذا احتاج الأمر للدفاع عنها، ويختار مكانها في مفارق الطرق حتى تكون على صلة بالزوايا الأخرى، ولتكون معها شبكة ضخمة، ويقوم على الزاوية (مقدم) هو شيخها والقائم عليها، وهو يتولى أمور القبيلة أو الناحية، وله وكيل يتولى (الدخل والخرج)، وينظر في زراعة الأراضى، وجميع الشئون الاقتصادية.

ولكل زاوية شيخ يقيم الصلاة، ويعلم الأولاد، ويباشر عقود النكاح، والصلاة على الجنائز، وتشجع السنوسية الإخوان على الزراعة والتجارة، وتدعو إلى إتقان الرماية. وهناك جماعة صغيرة يسمون (الخواص) وهم الذين بلغوا درجة عالية في العلم والمعرفة، وهم أشبه بمجلس يشرف على إدارة الزوايا كلها، وكان مركز دعوته في الجبل الأخضر وأقام فيها زاوية في مدينة البيضاء وسميت باسمه جامعة محمد بن علي السنوسي الإسلامية في البيضاء، ثم انتقلت إلى واحة الجغبوب وانتشرت الزوايا في نواحى برقة وطرابلس.

توفي السنوسي الكبير عام (1859م) في الجغبوب، وخلفه ابنه السيد المهدى.

• المراجع

مـُخْـتَـصَر (الفَوَائِدُ الجَلِيّةُ في تَاريخ العَائلة السَنُوسِيَّة) القسم الأول لمؤلفها وجامعها عبد المالك بن عبد القادر بن علي 1386 هـ - 1966م.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ


شَرِيفُ النَّسَبِ فَوْزٌ بِالْأَمَانِي

وَعِزٌّ يُبَاعِدُ عَنْ هَوَانِ


وَتَطْهِيرٌ لِقَلْبٍ مِنْ ظُنُونٍ

وَأَوْهَامٍ وَظُلُمَاتٍ وَرَانِ


وَتَحْصِينٌ لِنَفْسٍ مِنْ فُتُونٍ

تَعَالَى فِي الزَّمَانِ وَفِي الْمَكَانِ


***


يَتِيمٌ عَلَا بِاللهِ قَدْرًا

تَرَاءَى لِلْأَنَامِ فِي كُلِّ آنِ


وَسِيقَ إِلَيْهِ أَعْلَامٌ وَخِيَرٌ

هُمُ الْإِرْشَادُ لَهُ فِي احْتِضَانِ


وَأُشْرِبَ مِنْ مَنَابِعِ فَيْضِ عِلْمٍ

وَهَدْيٍ شَاعَ فِي إِنْسٍ وَجَانِ


وَكَمْ سَعِدَ فِي الدُّنْيَا يَتِيمٌ

سَقَاهُ اللهُ مِنْ وُدِّ الْحَنَانِ


***


يَطُوفُ بِبِلَادِ الشَّرْقِ طَلَبًا

لِمَعْرِفَةٍ بِهَا سَبْقُ الرِّهَانِ


وَإِدْرَاكٍ لِأَحْوَالٍ وَعِلَلٍ

تَضُرُّ الْمُسْلِمِينَ بِلَا تَوَانِ


***


إِلَى مَكَةَ يَطُوفُ بِهَا وَيَسْعَى

وَيَلْقَى الْفَاسِي فِي شَغَفِ الْمُعَانِي


يُلَازِمُهُ إِلَى الْيَمَنِ حُبًّا

وَشَوْقًا فِي وِصَالٍ وَامْتِنَانِ


***


بِوَهْبِ اللهِ رُزِقَ نُجُبًا

تَخَطَّى نَجْمُهُمْ أُفْقَ الزَّمَانِ


وَسَارُوا فِي الْوُجُودِ ضِيَاءَ حَقٍّ

وَحَازُوا الْمُلْكَ فِي قَدَرٍ وَشَانِ


***


إِلَى خُطَطِ الْإِصْلَاحِ يَدْعُو

وَيُخْلِصُ فِي جِهَادٍ فِي تَفَانِ


وَيَسْعَى بِأَمَلِ تَحْقِيقِ شَمْلٍ

وَإِعْلَاءِ يُسْرٍ لِشَرْعِ الْأَمَانِ


وَيَبْرَأُ مِنْ تَصَوُّفٍ فِي خُمُولٍ

يُقِيمُ الْعَبْدَ فِي وَهَنِ اسْتِكَانِ


***


زَوَايَاهُ أَبَانَتْ نُورَ هَدْيٍ

تَجَلَّى فِي الْمَدَائِنِ وَالْبُلْدَانِ


وَبَعَثَتْ بِهَا رُوحًا وَعَزْمًا

وَخُلُقًا يَرُدُّ هَوَى الْعِصْيَانِ


***


نَعِيمُ اللهِ لِلْمَحْبُوبِ وَعْدٌ

بِخُلْدٍ فِي الرِّيَاضِ وَفِي الْجِنَانِ


وَلَيْسَ الْحُبُّ تَعْبِيرًا وَقَوْلًا

وَلَكِنْ مَشَاعِرَ صِدْقٍ لِقَلْبٍ وَلْهَانِ


وَدَوَامَ ذِكْرٍ وَإِخْلَاصَ عَمَلٍ

وَإِحْيَاءَ لَيْلٍ بِدَمْعِ أَشْجَانِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى هَادٍ وَمُهْدٍ فِي الزَّمَانِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا نُجُمًا

تُضِيءُ طَرِيقَ قَاصٍ وَدَانِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ عَلَى الْأَغْصَانِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
جمادى الأولى 1433 هـ
مارس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 06, 2012 9:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْحَافِظُ أَحْمَدُ بْنُ الصِّدِّيقِ الْغمَارِيّ الْحَسَنِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• نسبه

شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن التجُكاني المنصوري، الإدريسي الحسني.
ينتهي نسبه إلى إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

ونسبه من جهة أمه ينتهي أيضا إلى إدريس الأكبر، فهي السيدة الزهراء حفيدة الإمام العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة الإدريسي الحسني.
نسب كأن عليه من شمس الضحا نورًا وفي فلق الصباح عمودا

• ولادته ونشأته

ولد يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان سنة 1320 هـ (1901 م) بقبيلة بني سعيد، في بيت عمته، حيث كان والده في زيارتها. وبعد شهرين من ولادته عاد به والده إلى طنجة.
وعندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده الكُتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد تلميذه ((العربي بن أحمد بودرة))، ثم حفظ جملة من المتون العلمية المتداولة في المغرب آنذاك، فحفظ ((المقدمة الآجرومية)) و((الألفية بشرح ابن عقيل)) في النحو، و((المرشد المعين للضروري من علوم الدين)) لابن عاشر، و((مختصر خليل)) في الفقه المالكي، و((أم البراهين)) للسنوسي، و((جوهرة التوحيد))للقاني في التوحيد، و((البيقونية)) في المصطلح، و((بلوغ المرام من أدلة الأحكام)) للحافظ ابن حجر.

ثم اشتغل بدرس تلك المتون، فحضر دروس شيخه العربي بودرة في النحو والصرف والتوحيد والفقه، ودروس والده محمد بن الصديق في الجامع الكبير بطنجة في النحو والفقه والحديث وغيرها، وكان والده كثيرا ما يحدثه بقصص وتراجم العلماء يشحذ بذلك همته.

ولما بلغ من العمر تسع سنوات اصطحبه معه والده لأداء فريضة الحج، وبعد عودته استكمل حفظ القرآن الكريم.
ومنذ بلغ الخامسة عشر من العمر حبب الله إليه علم الحديث، فأقبل على قراءة كتبه، وكتب التخريج والرجال.

• طلبه العلم ورحلاته العلمية

تلقى أحمد بن الصديق مبادئ العلوم في بلده على يد والده وتلامذته، ثم توجه إلى مصر للدراسة بالأزهر الشريف سنة 1339هـ، وذلك بأمر من والده الذي عين لَه كيفية التلقي وما ينبغي أن يقدمه من العلوم، ووصف له العلماء الذين ينبغي الأخذ عنهم وحضور دروسهم.
وبعد سنتين عاد إلى المغرب لحضور جنازة والدته.

ثم رجع إلى القاهرة ،واعتكف في بيته يدرس كتب الحديث، حتى إنه بقي سنتين لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة، ولا ينام حتى يصلي الضحى، اغتناما للوقت، وسهرا في المطالعة والحفظ.
وفي سنة 1344هـ قدم والده القاهرة لحضور مؤتمر الخلافة، فسافر برفقته لدمشق قصد زيارة محمد بن جعفر الكتاني المقيم إذ ذاك بها، ثم رجع ووالده إلى المغرب، حيث قام برحلة موسعة قصد فيها لقاء علماء المغرب.

وبقي بالمغرب حوالي أربع سنوات، أقبل فيها على الاشتغال بالحديث حفظا ومطالعة وتصنيفا وتدريسا.
وفي سنة 1349 هـ عاد إلى مصر بصحبة أخويه: عبد الله ومحمد الزمزمي ليدرسا بالأزهر، وفي هذه الفترة كتب العديد من مصنفاته في علم الحديث، وتردد عليه علماء الأزهر للاستفادة من علومه، وطلب منه جماعة – رغم صغر سنه – أن يقرأ معهم ((فتح الباري)) سردا، ويشرح لهم مقدمة ابن الصلاح.

وجلس للإملاء في المسجد الحسيني ومسجد الكيخيا إلى أن اضطر للرجوع إلى المغرب بسبب وفاة والده سنة 1354هـ، فاستلم الزاوية وقام بالخلافة عن والده، واعتنى بتدريس كتب السنة المطهرة، وأملى مجالس حديثية بالجامع الكبير بطنجة، فكان يملي أكثر من خمسين حديثا في المرة الواحدة بأسانيدها من حفظه بلا تلعثم، حتى إذا فرغ منها رجع للأول، فتكلم على سنده وغريبه وفقهه، ثم الثاني وهكذا.

واشتغل في هذه الفترة للتأليف، وأخذ يعلن عن أفكاره الداعية إلى تقديم العمل بالحديث، ونبذ التقليد والتمذهب.
وذكر عن نفسه أنه خطط لثلاث ثورات ضد الاستعمار الإسباني، انتهت الثالثة منها بالسجن مدة ثلاث سنوات ونصف، مع غرامة فادحة.

وبعد خروجه من المعتقل أحاطت به فتن الاستعمار، ومحاولة إيذائه من الاستعمار تارة، ومن الحزبيين والمقلدين تارة أخرى، فاضطر إلى ترك المغرب سنة 1377هـ إلى القاهرة حيث استقر بها، وخلال هذه الفترة دخل الحجاز حاجا ومعتمرا مرتين، وزار دمشق وحلب والسودان.

وفي أخريات حياته أصابته وأخاه عبد الله محنة كبيرة، إذ احتدت الأزمة بين الإخوان المسلمين والحكومة المصرية، فاتهم أخوه عبد الله بالعمالة لدولة أجنبية، وحكم عليه بالسجن أحد عشر عاما، فمرض الشيخ أحمد مرضا شديدا، وذلك بمرض القلب، ألزمه الفراش، ويقي على ذلك ثمانية أشهر إلى توفته المنية متأثرا بذلك يومه الأحد أول جمادى الآخرة سنة 1380هـ رحمه الله تعالى.

وقد كان –كما يصفه تلاميذه ومحبوه– جميل الصورة، بهي الطلعة، بشوش الوجه، سخي اليد، كريم النفس، مرضي الخلق، يتواضعا مع الضعفاء والمساكين، ويساعدهم بماله وجاهه، زاهدا في الدنيا وعرضها، مع أنه صاحب ثروة عريضة بحكم رياسته للزاوية الصديقية الشاذلية.

وكان يكره التشبه بالكفار في اللباس والهيئة والشكل، ولا يرى النظر في الجرائد، ويكره الوظائف الحكومية.

• شيوخه

تتلمذ الغماري على شيوخ كثيرين من أبرزهم:

- والده محمد بن الصديق بن أحمد الغماري الإدريسي الحسني.
- محمد إمام بن إبراهيم السقا الشافعي: فقيه شافعي، درَّس بالأزهر، توفي سنة 1354هـ.
- محمد بن سالم الشرقاوي الشهير بالنجدي: شيخ الشافعية ومفتيهم بمصر، توفي سنة 1350هـ.
- محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي الصعيدي :مفتي الديار المصرية ومفخرتها، توفي سنة 1354هـ.
- محمد بن إبراهيم السمالوطي القاهري المالكي: أحد كبار علماء الأزهر المالكيين، توفي سنة 1353 هـ.
- أحمد بن نصر العدوي: شيخ المالكية بمصر.
- عمر بن حمدان المحرسي التونسي المالكي: شيخ شيوخ الإسناد بالحجاز، توفي سنة 1368هـ.

وله مشايخ في سماع الحديث والإجازة:

- السيد المحدث محمد بن جعفر الكتاني، المتوفى سنة 1345هـ.
- المحدث محمد بن إدريس القادري، شارح ((سنن الترمذي))، المتوفى سنة 1350هـ.
- أحمد بن الخياط الزكاري، المتوفى سنة 1343هـ.
- أحمد رافع الطهطاوي الحنفي، المتوفى سنة 1355هـ.
- بدر الدين البيباني، المتوفى سنة 1354هـ.
- وصاحب التصانيف العديدة الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري، المتوفى سنة 1345هـ.

• تلامذته

فقد ترك العديد منهم، أشهرهم إخوته: عبد الله ومحمد الزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز والحسن وإبراهيم.
وعبد الله بن عبد القادر التليدي الإدريسي الحسني.
ومحمد المنتصر الكتاني الحسني، محدث فقيه مؤرخ.
والشيخ عبد الفتاح أبو غدة الحنفي، المحدث الفقيه الأصولي.
وغيرهم.

• مذهبه وعقيدته ومشربه

تفقه أولا على المذهب السائد في بلده وهو المذهب المالكي، ولكنه لما دخل مصر تركه، وانتسب شافعيا. ثم تركه وادعى الاجتهاد.
وقال: ومذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق والعمل بالدليل.
وأما عقيدته فقد كان ينسبها إلى السلف الصالح ومحققي الصوفية.
وكان ينبذ تأويل الصفات، ويرى التفويض مع التنزيه، ويحكم على ما عداه بأنه بدعة وضلالة، وفي هذا يقول (جؤنة العطار 2/52):

ما هكذا التوحيد في إيماننا

كـلا ولا التأويل ديـن المسلم


آمنت بالله العظيم كما أتى

وتركت تأويل الصفات لمن عمى


ونبذت للجهمي بدعة رأيه

علنا وما باليـت لـوم اللـوم


وتركت للتيمي خبث مقاله

وأخذت بالدليـل الحنيف القيم



وأما في السلوك: فقد كان صوفي المنزع، شاذلي المشرب، خلف أباه على الطريقة الصديقية، يحب الصوفية الصادقين منهم ويعتقدهم، ويدافع عنهم بلسانه وقلمه، فم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في اعتقاده، بما وهبهم الله من أذواق ومعارف وأسرار، ولهذا كان شديد الوطأة على من يخالف نحلتهم، أو يطعن في منهجهم.

• مكانته العلمية

يعد أحمد بن الصديق الغماري من المحدثين الذين برزوا في القرون المتأخرة.

وقد شهد بنبوغه وتفوقه في علم الحديث شيوخه الذين احتاجوا إليه في حياتهم، كالشيخ بخيت، واللبان، والخضر حسين، وعبد المعطي السقا، والمسند الطهطاوي، وعمر حمدان، ويوسف الدجوي، وغيرهم.

هذه الترجمة مأخوذة من كتاب ((الحافظ أحمد بن الصديق ومنهجه في النقد الحديثي من خلال كتابه الهداية في تخريج أحاديث البداية)).

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



تَبَدَّى بِالْوَرَى دُرَّةُ الزَّمَانِ

وَقُطْبٌ أَضَاءَ سَمَا الْبُلْدَانِ


وَلِيٌّ تَقِيٌّ عَارِفٌ مُزَكَّى

شَرِيفُ النَّسَبِ عَالِي الشَّانِ


بَعِيدٌ عَنْ أَهْوَاءٍ وَفِتَنٍ

تَعَالَتْ بِزَيْغٍ مِنَ الشَّيْطَانِ


***


جَمِيلُ الْمُحَيَّا بَاسِمُ الثَّغْرِ

عَفِيفُ النَّفْسِ رَقِيقُ الْوِجْدَانِ


كَرِيمُ الْخُلُقِ جَمِيلُ الصَّفْحِ

صَدُوقُ الْقَوْلِ عَفُّ اللِّسَانِ


***


سَلِيمُ الْقَلْبِ كَثِيرُ الْوُدِّ

دَائِمُ النُّصْحِ بِلُطْفِ إِحْسَانِ


مَبْسُوطُ الْيَدِ مُؤْثِرُ الْبَذْلِ

كَافِلُ الْيُتْمِ وَأَهْلِ حِرْمَانِ


خَفِيٌّ وَرِعٌ سَمْحٌ سَهْلٌ

مَهِيبٌ يُرَى لِإِنْسٍ وَجَانِ


***


تَسَرْبَلَ بِالزُّهْدِ وَالْإِخْلَاصِ طَوْعًا

وَعَاشَ وَصُولًا بِقَلْبٍ وَلْهَانِ


سُقْيَاهُ مَشَارِبُ أَهْلِ عِلْمٍ

وَفَيْضٍ يَجُودُ فِي كُلِّ آنِ


***


يَرْعَاهُ عُلَمَاءُ فِقْهٍ وَشَرْعٍ

وَهَدْيٍ وَرُشْدٍ وَنُورٍ بَانِ


نَسَائِمُ عِطْرٍ تَرُوحُ وَتَغْدُو

بِبُسْتَانِ وَرْدٍ وَدَوْحِ مَغَانِ


وَوَهْبٌ يُنَالُ بِإِكْرَامِ رَبٍّ

وَكَسْبٌ وَجَهْدٌ بِغَيْرِ تَوَانِ


***


عَلَا فِي الْحَدِيثِ مَتْنًا وَسَنَدًا

تَخَطَّى حُفَّاظًا عَلَوْا بِالزَّمَانِ


لَهُ يَدِينُ فَقِيهٌ عَلَمٌ

وَيَسْعَى قَصِيٌّ إِلَيْهِ وَدَانِ


***


وَمَا يَسْلَمُ ذُو تُقَى أَبَدًا وَوَرَعٍ

مِنَ السُّفَهَاءِ جَوْرًا وَالسُّلْطَانِ


وَمَا ضَاعَ أَجْرُ مَظْلُومٍ بِقَهْرٍ

وَسِجْنٍ وَسَلْبٍ لِعَيْشِ أَمَانِ


***


وَكَيْفَ تَخُورُ قُوَاهُ وَتَضْعَفُ

لِمَرَضٍ يَلْقَاهُ بِصَبْرِ إِيمَانِ


لِأَهْلِ اللهِ رَوْحٌ وَعَزْمٌ

وَإِصْرَارٌ يَسْرِي بِكُلِّ كيَانِ


تَتُوقُ النَّفْسُ لِعَفْوٍ وَفَضْلٍ

وَوَصْلٍ يَدُومُ بِشَوْقِ وِجْدَانِ


جِنَانُ الْخُلْدِ مُرَادٌ لِعَبْدٍ

تَفَانَى بِسَعْيٍ وَتَرْكِ الْأَمَانِي


***


صَلَاتُكَ رَبِّي دَوَامًا وَأَبَدًا

عَلَى الْمَبْعُوثِ لِإِنْسٍ وَجَانِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ سَحَائِبَ مَطَرٍ

تُشِيعُ الْخَيْرَ رَغَدًا بِالْوِدْيَانِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ عَلَى الْأَغْصَانِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
جمادى الأولى 1433 هـ
أبريل عام 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 07, 2012 5:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى مُحْيِي الدِّينِ النَّوَوِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)




من كتاب "حتَّى لا تضيع الهويةُ الصوفيةُ بين الإخوان المسلمين والشيعة وبني أميَّة الجُدُد" لمؤلفه السيد الشريف الدكتور/ محمود السيد صبيح (حفظه الله):

• شيخ الإسلام محيي الدين النووي الفقيه الحافظ الزاهد أحد الأعلام، أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (631 - 677هـ) صاحب كتاب الأربعين النووية، ورياض الصالحين، وشرح مسلم، وشرح المهذب، وغيرها.

• قال القاضي عز الدين بن الصائغ: "لو أدرك القشيري النووي وشيخه كمال الدين إسحاق لما قدم عليهما في ذكره لمشايخها - يعني الرسالة - أحدًا، لما جمع فيهما من العلم والعمل، والزهد والورع، والنطق بالحكمة".

• قال الإمام اليافعي شيخ الحافظ العراقي: "ومن المشهور أنه كان يقتدي ببعض المشائخ من الصوفية، وهو الشيخ الشهير العارف بالله الخبير الولي الكبير ياسين المزين، ويتأدب معه، ويجالسه ويقبل إشارته. وأخبرني بعض العلماء الشاميين أنه أشار عليه قبل موته بقليل يرد ما عنده من الكتب المستعارة، وزيارة أهله في بلده، ففعل ذلك، ثم توفي عندهم في الرابع والعشرين من رجب سنة ست وسبعين وستمائة، وفي لحيته شعرات بيض.

• قلت -أي اليافعي-: واعتقاد هذا السيد الكبير المتضلع من علوم المشائخ الصوفية، وصحبتهم ومحبتهم على العموم، من أقوى الحجج الظاهرة على المنكرين عليهم من الخصوم، ومن كل طاعن فيهم محروم، وقد صرح في كتابه الأذكار المشتمل على الفضائل الجمة بكون الصوفية من صفوة هذه الأمة. انتهى.

• قلت -أي السيد الدكتور محمود صبيح-: وله كتاب بستان العارفين يشهد بتعظيمه لأهل التصوف، وهو من القائلين بالتوسل بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والكلام معه عند زيارته في المدينة المنورة، ويقول ببقاء الخضر وينسب ذلك إلى جمهور العلماء، وله كلام كثير في التصوف. (انظر ترجمته في طبقات الشافعية الكبرى (8 / 214 - 217)، طبقات الشافعية (1 / 98 - 99)، ومرآة الجنان (2 / 211)، والشيخ ياسين المزين هو السيد ياسين بن يوسف الزركشي أحد كبار المتصوفة، وتوسلاته موجودة في عدة كتب منها كتابه "المجموع" وغيره).

• قال الإمام النووي (رحمه الله): "أصول طريق التصوف خمسة: تقوى الله في السر والعلانية، اتباع السنة في الأقوال والأفعال، الإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، الرضا عن الله تعالى في القليل والكثير، الرجوع إلى الله في السراء والضراء. (انظر كتاب مقاصد الإمام النووي، والتوحيد والعبادات، وأصول التصوف ص 20).

ومن ترجمته (رحمه الله) في كتابه الأذكار:

• مولده ونشأته:

ولد الإمام النووي (رحمه الله تعالى) في نوى، وهي قرية من قرى حوران في سورية، تبعد عن دمشق 83 كم جنوبًا، في المحرم سنة 631هـ من أبوين صالحين، ونشأ في أسرة مسلمة زاكية، وكأن الله (عز وجل) أعده لأمور عظام وهيأه لخدمة هذا الإسلام، فكان (رحمه الله) تظهر عليه معالم الذكاء والجدية في الأمور بعيدًا عن اللهو والعبث وإضاعة الزمان بما لا طائل من ورائه.

• طلبه العلم وجده فيه:

قال الإمام النووي (رحمه الله): "لما كان عمري تسع عشرة سنة، قدم بي والدي في سنة تسع وأربعين إلى دمشق، فسكنت المدرسة الرواحية، وبقيت نحو سنتين لا أضع جنبي بالأرض، وأتقوَّت بجراية المدرسة (أي ما يوزع على الطلبة من الخبز)، وحفظت "التنبيه" وهو أحد الكتب المتداولة في الفقه الشافعي، ألفه أبو القاسم الشيرازي، في نحو أربعة أشهر ونصف، ثم حفظت ربع العبادات من "المهذب"، وهو أيضًا للشيرازي، في باقي السنة".

قال الذهبي: "ذكر شيخنا أبو الحسن ابن العطار أن الشيخ محيي الدين ذكر له أنه كان يقرأ في كل يوم اثني عشر درسًا على مشايخه شرحًا وتصحيحًا: درسين في "الوسيط" (كتاب فقه للإمام الغزالي)، ودرسًا في "المهذب"، ودرسًا في "الجمع بين الصحيحين"، ودرسًا في "صحيح مسلم"، ودرسًا في "اللمع" لابن جني، ودرسًا في "إصلاح المنطق" لابن السكيت، ودرسًا في "التصريف"، ودرسًا في أصول الفقه، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين.

قال: "وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مُشكل، وتوضيح عبارة، وضبط لغة، وبارك الله تعالى في وقتي".

ثم قال (رحمه الله): "وخطر لي أن أشتغل في الطب، واشتريت كتاب "القانون" لابن سينا، فأظلم قلبي، وبقيت أيامًا لا أقدر على الاشتغال، فأفقت على نفسي، وبعت "القانون" فاستنار قلبي.
وفي سنة 665هـ تولى الشيخ (رحمه الله) مشيخة دار الحديث والتدريس فيها حتى توفاه الله تعالى.

• شيوخه:

نذكر منهم:

1. أبو إبراهيم، إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي المقدسي، فكان معظم انتفاعه في الفقه عليه ت 605هـ.
2. أبو محمد عبد الرحمن بن نوح بن محمد المقدسي مفتي دمشق في وقته ت 654هـ.
3. أبو حفص، عمر بن أسعد بن أبي غالب الرَّبعي الإربلي، معيد البادرائية.
4. أبو الحسن سلَّار بن الحسن الإربلي ثم الحلبي المتقدم في مذهب الشافعي ت 670هـ.
5. أبو البقاء خالد بن يوسف بن سعد النابلسي الحافظ المتقن ت 663هـ.
6. أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نِعْمة المقدسي مسند الوقت ت 668هـ.
7. القاضي أبو الفتح عمر بن بُندار بن علي بن محمد التفليسي، وقد أخذ عنه علم الأصول وانتفع به.
واستفاد من غير هؤلاء العلماء في بقية ضروب العلم وفنونه.

• تلامذته:

1. القاضي صدر الدين: سليمان بن هلال الجعفري خطيب داريا.
2. أبو العباس: أحمد بن فرح الإشبيلي، كان له مع الشيخ ميعاد يوم الثلاثاء والسبت، يشرح في أحدهما "صحيح البخاري" وفي الآخر "صحيح مسلم".
3. البدر: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة.
4. علاء الدين: أبو الحسن، علي بن إبراهيم بن داود الدمشقي، المعروف بابن العطار، الذي كان لشدة ملازمته للشيخ وتحققه به يقال له: مختصر النووي.
• من نتاجه العلمي:

لقد كتب الإمام النووي وصنف كتبًا كثيرة في علوم شتى بلغت نحو الخمسين، منها المطبوع، ومنها الذي لا يزال مخطوطًا، نذكر من أبرزها:

1. الأذكار.
2. الأربعين النووية.
3. إرشاد طلاب الحقائق في علوم الحديث.
4. الإرشاد إلى بيان أسماء المبهمات من رجال الحديث.
5. الإيضاح في المناسك.
6. بستان العارفين.
7. التبيان في آداب حملة القرآن.
8. الترخيص بالقيام لذوي الفضل والمزية من أهل الإسلام.
9. تصحيح التنبيه.
10. التقريب والتيسير في مصطلح الحديث.
11. تهذيب الأسماء واللغات.
12. دقائق المنهاج.
13. روضة الطالبين في فروع الفقه.
14. رياض الصالحين.
15. شرح صحيح البخاري، وسماه "التخليص" ووصل به إلى كتاب العلم.
16. شرح المهذب "المجموع"، لم يتمه.
17. المقاصد في العقيدة والفقه، رسالة.
18. منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه.
19. المنهاج في ضرح صحيح مسلم بن الحجاج.
وهذه الكتب مطبوعة والحمد لله ومتداولة ومعروفة لدى طلاب العلم يقرؤونها وينتفعون بها، وهناك ما لا يزال في طي الخفاء من كتبه، نرجو أن يظهر ليتم النفع به والإفادة منه.

• من أقوال العلماء فيه وثنائهم عليه:

أجمع العلماء على حب الإمام النووي، وثنائهم عليه، وكثرت فيه أقوالهم ومدائحهم. وإليك بعضًا منها:

1) قال الحافظ ابن حجر: "لا أعلم نظيره في قبول مقالة عند سائر أرباب الطوائف".
2) وقال تلميذه ابن العطار: "شيخي وقدوتي، أوحد دهره، وفريد عصره".
3) وقال الذهبي: "النووي الإمام الحافظ الأوحد القدوة، شيخ الإسلام عَلَم الأولياء.
4) وقال الشيخ قطب اليونيني: كان أوحد زمانه في العلم والورع.
5) وقال التاج السبكي: أستاذ المتأخرين، وحجة الله على اللاحقين، والداعي إلى سبيل السالفين.
6) وقال الحافظ ابن كثير: شيخ المذهب، وكبير الفقهاء في زمانه.

• عبادته:

كان الإمام النووي (رحمه الله) ذا دأب على العبادة، ملازمًا لها، وكان له أذكار وأوراد يعكف عليها في أوقاتها ولا يتركها، فاستنار لذلك قلبه، وأشرقت طوايا نفسه، وكانت له نزعة صوفية يأخذ بها في تربية نفسه وترقيتها، وكان شيخه من الصوفية الشيخ المراكشي، وكان النووي يحبه ويزوره ويستشيره في أموره، ويرجو بركته.

وكان النووي (رحمه الله) يرى أن دائرة التعبد أوسع من أن تكون محصورة في أداء الشعائر: من صلاة وصيام وذكر وقراءة قرآن، بل كان يرى أن كل عمل مشروع يقرب إلى الله تعالى هو عبادة، ومن أجلّ العبادات طلب العلم وتعليمه والعمل به.

• زهده في الدنيا:

الإمام النووي كان زاهدًا حقيقة شكلًا ومضمونًا، لا يتظاهر بالزهد في الدنيا ليأكل أموال الناس بالباطل، ولا يعرض عنها وقلبه معلق بها كما هو شعار كثيرين من المتزهدين، بل كان زهده فيها وإعراضه عنها صادقًا من كل قلبه وجوارحه. يتجلى هذا في مطعمه ومشربه وملبسه.

فقد كان (رحمه الله) قليل الطعام، يأكل أكلة واحدة بعد العشاء، ويشرب في السحر، ويقتصر على ما كان يرسله إليه أبواه من حوران من الخبز الذي كان يخبز له، وينشفه فيبقى عنده جمعة أو عشرة أيام، يبلله ويأكل منه، وربما أكل مع الخبز التين والدبس، وكان يخشى أن يكثر الطعام فيغلبه النوم فيضيع وقته.

وأما لباسه فكان كما قال الذهبي: مثل آحاد الفقهاء من الحوارنة لا يؤبه به، وهو ثوب خام، وشيء كالجبة الضيقة.

ولم يتزوج الإمام النووي، ولم ينظر إلى امرأة، واكتفى الإمام أن يحصر نفسه وسط أسوار من الكتب، وخلوات للذكر والعبادة، ولا نرغب أن نطيل في هذا الموضوع فخصائص الإمام فيه أكثر من أن تحصر.

• ورعه:

كان الإمام النووي (رحمه الله) من أشد ورعًا، وأحرصهم في البحث عن مواقع الحلال في ملبسه ولقمة عيشه، فقد لا يأكل من فواكه دمشق، ولما سئل عن سبب ذلك قال: "إنها كثيرة الأوقاف والأملاك لمن تحت الحجر شرعًا، ولا يجوز التصرف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة، والمعاملة فيها على وجه المساقاة، وفيها اختلاف بين العلماء، ومن جوزها قال: بشرط المصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي".

واختار النزول في المدرسة الرواحية على غيرها من المدارس، لأنها كانت من بناء بعض التجار.

وكان لدار الحديث راتب كبير، فما أخذ منه فلسًا، بل كان يجمعها عند ناظر المدرسة، وكلما صار له حق سنة، اشترى به ملكًا وأوقفه على دار الحديث، أو اشترى كتبًا فوقفها على خزانة المدرسة، ولم يأخذ من غيرها شيئًا، وكان لا يقبل من أحد هدية ولا عطية، إلا إذا كانت به حاجة إلى شيء، وجاءه ممن تحقق دينه.

وكان لا يقبل إلا من والديه وأقاربه، فكانت أمه ترسل إليه القميص ونحوه ليلبسه، وكان أبوه يرسل إليه ما يأكل، وكان ينام في غرفته التي سكن فيها يوم نزل دمشق في المدرسة الرواحية، ولم يكن يبتغي وراء ذلك شيئًا، وأخباره (رحمه الله) في هذا كثيرة.

• مناصحته الحكام:

لقد كان الشيخ (رحمه الله تعالى) أمارًا بالمعروف، نهَّاءً عن المنكر، صداعًا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، وقد عرف الناس فيه ذلك فكانوا يهرعون إليه في الملمات، ويقصدونه لرفع الظلم عنهم، وكان (رضي الله عنه) لا يبخل على الناس في استخدام ما لديه من الجرأة في الحق لإنصاف المظلوم، ورفع الضيم عن المهضوم، وحسبنا دليلًا على ذلك موقفه من الملك الظاهر بيبرس لما أمر بالحوطة على بساتين دمشق، لما ورد الملك الظاهر بيبرس دمشق من مصر بعد قتال التتار وإجلائهم عن البلاد، زعم له وكيل بيت المال أن كثيرًا من بساتين الشام من أملاك الدولة، فأمر الملك بالحوطة عليها أي بحجزها، وتكليف واضعي اليد على شيء منها إثبات ملكيته، وإبراز وثائقه، فلجأ الناس إلى الإمام في دار الحديث، فكتب (رحمه الله) إلى الملك كتابًا جاء فيه: "وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على أملاكهم أنواع من الضرر، لا يمكن التعبير عنها، وطلب منهم إثبات ما لا يلزمهم، فهذه الحوطة لا تحل عند أحد من علماء المسلمين، بل من في يده شيء فهو ملكه، لا يحل الاعتراض عليه، ولا يكلف إثباته"، فغضب السلطان من هذه الجرأة عليه، فأمر بقطع رواتبه وعزله من نواصبه، فقالوا له: إنه ليس للشيخ راتب، وليس له منصب، ولما رأى الشيخ أن الكتاب لم يفد، مشى بنفسه إليه، وقابله، وكلمه كلامًا شديدًا، وأراد السلطان أن يبطش به، فصرف الله قلبه عن ذلك، وحمى الشيخ منه، وأبطل السلطان أمر الحوطة، وخلص الله الناس من شرها.

• وفاته (رحمه الله):

وفي سنة 676هـ، رجع الإمام النووي إلى نوى، بعد أن رد الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء وودعهم، وبعد أن زار والده، زار بيت المقدس والخليل، وعاد إلى نوى، فمرض بها، وتوفي في 24 رجب، سنة 676هـ. ولما بلغ نعيه إلى دمشق ارتجت هي وما حولها بالبكاء، وتأسف عليه المسلمون أسفًا شديدًا، وتوجه قاضي القضاة عز الدين محمد بن الصائغ وجماعة من أصحابه إلى نوى للصلاة عليه في قبره، ورثاه جماعة.

وهكذا انطوت صفحة من صفحات علم من أعلام المسلمين بعد جهاد في طلب العلم والحق، ترك للمسلمين كنوزًا من العلوم والمعارف لا زال العالم الإسلامي يغترف من معينها، وينهل من سلسبيلها، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته آمين.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



أَمَتُّ الطَّمَعَ حِرْصًا فِي ازْدِيَادِ

وَأَسْكَنْتُ الرِّضَا طَوْعًا فُؤَادِي


وُهِبْتُ حِلْمًا عَلَا وَرُشْدًا

وَهَدْيًا غَدَا ضِيَاءً بَادِ


***


تَرَكْتُ رِفَاقَ اللَّعِبِ لِأَمْضِي

بِعَقْلٍ وَفِكْرٍ وَنَهْجِ سَدَادِ


وَأَمَلٍ وَسَعْيٍ وَإِتْمَامِ حِفْظٍ

لِآيِ الْقُرْآنِ بِتَرْتِيلِ مُرَادِ


***


جَعَلْتُ الدُّنْيَا وَرَائِي وَسِرْتُ

أَنْشُدُ رِضَا رَبٍّ يُنَادِي


وَلَمْ أَرَ فِيهَا مَتَاعًا وَحَظًّا

سِوَى تَحْصِيلٍ عِلْمٍ وَارْتِيَادِ


وَصُحْبَةِ عُلَمَاءَ أَفْذَاذٍ وَهِمَمٍ

بَنَوْا لِلشَّرْعِ صَرْحًا فِي عِمَادِ


وَنَفْسِي أَخْلَيْتُ مِنْ سُوءٍ وَظَنِّ

وَحَسَدٍ وَكُرْهٍ وَحِقْدٍ مُعَادِ


وَبَاتَ الزُّهْدُ وِقَائِي لِأَنْجُو

مِنَ الْإِضْلَالِ زَيْغًا وَالْفَسَادِ


***


وَلَيْسَ الْحُزْنُ عَلَى مَالٍ وَجَاهٍ

وَحَظٍّ قَدْ تَوَلَّى فِي افْتِقَادِ


وَلَكِنْ فِي ضَيَاعِ الْعُمْرِ هَدَرًا

وَطَلَبًا لِلْمَتَاعِ وَالازْدِيَادِ


***


وَبِالْمَعْرُوفِ أَمْرِي وَلِلنَّكْرَاءِ نَهْيِي

وَنُصْحِي بَالِغٌ آتٍ وَغَادِ


وَلَا أَرْضَى مِنَ الْخَلْقِ عَطَاءً

وَقَدْ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ اعْتِمَادِي


***


شَهِدْتُ النَّوْمَ بِالتَّحَقُّقِ غَفْلًا

وَقَطْعًا لِلْوِصَالِ وَلِلْوِدَادِ


وَإِهْمَالًا لِذِكْرِ اللهِ لَيْلًا

وَسَهَرٍ فِي قُنُوتٍ وَسُهَادِ


***


سَكَبْتُ الدَّمْعَ مِدْرَارًا وَنَدَمًا

عَلَى مَا فَرَّطْتُ نَسْيًا فِي اعْتِيَادِ


وَأَسْلَمْتُ نَفْسِي لِخُمُولٍ وَغفْلٍ

وَبُعْدٍ عَنْ تَذَكُّرٍ فِي اعْتِدَادِ


وَجَدْتُ الْحَقَّ غُفْرَانًا وَعَفْوًا

وَلُطْفًا فِي النَّوَائِبِ وَالشِّدَادِ


يُرَحِّبُ بِمُسِيءٍ جَاءَ يَسْعَى

لِبَابِ التَّوْبِ مِنْ بَعْدِ افْتِقَادِ


***


شَرِبْتُ مِنْ مَعِينِ الشَّرْعِ فِقْهًا

وَصِرْتُ فِي الْحَدِيثِ لِوَا الْعِمَادِ


بِأَشْيَاخٍ لَهُمْ قَدَمُ سَبْقٍ

وَوَهْبٌ خَصَّهُمْ بِعَظِيمِ زَادِ


وَأَبْنَاءٍ لَهُمْ شَوْقٌ وَوَجْدٌ

وَشَغَفٌ لِلْمَعَارِفِ فِي اجْتِهَادِ


***


مَشَارِبُ طُهْرٍ تَعَالَتْ وَصَفْوٍ

تُقِيمُ الْمَرْءَ مِنْ وَهْنِ الرُّقَادِ


وَمَا الْفَوْزُ فِي عَقْلٍ وَفِكْرٍ

وَلَكِنْ فِي السَّلَامَةِ فِي الْفُؤَادِ


وَمَا يَعْلُو عَلَى الْحُبِّ نَيْلٌ

وَنَهْجٌ بِهِ حَظو الْمِيعَادِ


***


تَرُومُ الرُّوحُ لِلْمَحْبُوبِ شَوْقًا

وَيَحْلُو الْوَصْلُ وَدَوَامُ الْوِدَادِ


وَيَبْقَى مُجَافِ الْقُرْبِ يَشْقَى

وَيَسْعَدُ مُخْلِصٌ فِي الْحُبِّ شَادِ


***


تَصَانِيفُ كَضَوْءِ الشَّمْسِ تُبْدِي

جَمَالَ الْكَوْنِ فِي سَهْلٍ وَوَادِ


لَهَا نَفْعٌ وَبَرَكَاتٌ تَعُمُّ

عَلَى الْعُبَّادِ نُورًا فِي رَشَادِ


***


صَلَاةُ اللهِ وَالتَّسْلِيمُ دَوْمًا

عَلَى الْمَبْعُوثِ لِلْخَلْقِ هَادِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ صَارُوا حَقًّا

نُجُومَ الشَّرْعِ لِمُقِيمٍ وَغَادِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَسَبَّحَ طَيْرٌ عَلَى الْأَعْوَادِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
صفر 1433 هـ
يناير 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 10, 2012 9:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى عَزَّازُ أَبُو ذَقْن (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
القائم ضريحه بالعزازي - فاقوس - شرقية



• هو السيد عزاز بن السيد محمد البطائحي دفين جبل المنطار بغزة (فلسطين)، وجده السيد عزاز الأكبر الكائن ضريحه ببلاد حلب (بالشام)، وينتهي نسبه الشريف إلى مولانا الإمام الحسين سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

• ولما شب عن الطوق رحل ووالده إلى سيدي أحمد الرفاعي (رضي الله تعالى عنه) بأم عبيدة عاصمة بلاد البطائح آنذاك بالعراق، فأخذ عليه علوم الطريق، وتلقى عليه وعلى معاصريه علوم الشريعة، ولزم الزهد، وخرق الله تعالى له العادات حتى ظهرت له الكرامات.

• وصار مقدمًا لدى أستاذه سيدي أحمد الرفاعي (رضي الله تعالى عنه) حتى بلغ مقامًا عليًا رفيعًا في طريق الله تعالى حتى قال عنه سيدي الرفاعي: "إن عزازًا بين عينيه شمس لو طلعت لعم ضوءها أرجاء الدنيا، ولو علمتم فضل عزاز لقبلتم ما تحت قدمه الشريفة".

• توفي في 12 ربيع الأول عام 580 هـ.

• المرجع كتاب خير الزاد للدكتور سعيد أبو الإسعاد.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



تَرَاءَتْ بِالْوُجُودِ شَمْسُ الضِّيَاءِ

تَلَاهَا النُّورُ مِنْ بَدْرِ السَّمَاءِ


عَمِيٌّ مَنْ رَأَى الْفَجْرَ ظَلَامًا

وَذَاقَ الْعَذْبَ مُرًّا فِي افْتِرَاءِ


***


وَكَيْفَ يَرُومُ لِضَعِيفٍ وَسَقِمٍ

بُلُوغَ الْعُلَا مَقَامًا بِارْتِقَاءِ


بِوَجْدِ الْقَلْبِ يُدْرِكُ كُلَّ حُبٍّ

جَمَالَ الْكَوْنِ أَبَدًا فِي جَلَاءِ


وَيَسْعَدُ فِي الدُّجَى بِظُهُورِ نُجُمٍ

تُنِيرُ السُّبُلَ لَيْلًا لِاهْتِدَاءِ


***


وَمَنْ يَبْنِ لِنَهْجِ الْحُبِّ صَرْحًا

يَبِتِ الدَّهْرَ أَمْنًا فِي رَخَاءِ


خَفَافِيشُ الظَّلَامِ تُرَى بِقَفْرٍ

بَعِيدًا عَنْ عُيُونٍ فِي خَفَاءِ


وَيَبْقَى رِجَالُ اللهِ شَرَفٌ

تَعَالَى فِي الْمَحَامِدِ فِي سَنَاءِ


***


عَلَى صَدْرِ الْوَلِيِّ وِشَاحُ مَجْدٍ

تَجَلَّى فِي الْمَحَافِلِ فِي بَهَاءِ


بِشَرْعِ اللهِ وَالْفِقْهِ يَنْهَلُ

مِنَ الْوِرْدِ الْمُنَقَّى فِي صَفَاءِ


***


إِلَى الْقُطْبِ الرِّفَاعِي الْغَوْثِ يَرْحَلُ

وَيُقْبِلُ فِي خُشُوعٍ وَفِي وَفَاءِ


يُقِيمُ الزُّهْدَ أَخْلَاقًا وَنَهْجًا

وَيَسْمُو بِالتَّوَكُّلِ فِي احْتِمَاءِ


وَيَلْقَاهُ الْإِمَامُ بِكُلِّ حُبٍّ

وَتَوْجِيهٍ بِهِ نَيْلُ اصْطِفَاءِ


***


كَرَامَاتٌ مِنَ اللهِ أَهَلَّتْ

هُلُولَ الْقَمَرِ فِي كَبدِ السَّمَاءِ


وَآيَاتٌ لَهَا خُلَعٌ تَجَلَّتْ

عَلَى الْمَوْعُودِ أَزَلًا فِي ابْتِدَاءِ


غِرَاسُ الصِّدْقِ وَالْإِخْلَاصِ يُثْمِرُ

قُطُوفَ الْخَيْرِ أَبَدًا فِي نَمَاءِ


***


يَقُولُ الْغَوْثُ فِي عَيْنَيْهِ شَمْسٌ

تَعُمُّ عَلَى الْأَمَاكِنِ بِالضِّيَاءِ


وَمَنْ يُدْرِكْ مَكَانَتَهُ يُقَبِّلُ

نِعَالَ الْقَدَمِ لِوَلِيِّ ارْتِقَاءِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى مَنْ بِهِ نَيْلُ الرَّجَاءِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا دَوْمًا

مَصَابِيحَ الشَّرِيعَةِ وَاهْتِدَاءِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَسَبَّحَ طَيْرٌ لِرَبِّ السَّمَاءِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
جمادى الثانية 1433 هـ
أبريل 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 11, 2012 5:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

الطريقة السمانية

سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ السَّمانُ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)




• ينتمي إلى أسرة الخليفة سيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه)، وكان ميلاده بالمدينة المنورة، وبها تعلم على كبار العلماء وكان منذ صغره متفوقًا على الأقران، وسلك إلى الله تعالى الطريق الخلوتي والنقشبندي والقادري والعادلي وغيره، ومن أبرز شيوخه سيدي الشيخ مصطفى البكري (رضي الله تعالى عنه) الذي اختاره خليفة له.

• وعمر السمان زاوية والده المسماة بـ (دار أبي بكر الصديق) بالأوراد والأذكار والإرشاد والتسليك، كما اتخذها مركزًا لنشر الطريق في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

• وأخلف في الطريق من أبنائه وأحفاده ثمانية آخرهم الشيخ الدكتور طارق بن الشيخ هاشم (المتوفى عام 1413هـ).

سيدي الشيخ أحمد الطيب بن البشير (رضي الله تعالى عنه)



• على أن أشهر من نشر الطريقة السمانية هو الشيخ أحمد الطيب البشير بن مالك بن محمد سرور الذي ينتسب إلى سيدنا العباس بن عبد المطلب (رضي الله تعالى عنه) كما أن له نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء (رضي الله تعالى عنها).

• ولد عام 1155هـ، وتوفي عام 1239هـ، وقبره معروف في منطقة أم مرحى على مسافة 40 كيلومتر شمال أم درمان بالسودان.

• ولأثره في الطريقة عرفت بعده باسم: الطريقة السمانية الطيبية.

• ومن أبرز خلفاء الطريق حفيده الشيخ قريب الله بن أبي صالح الذي كان لها دور بارز في تجديد الطريق حتى إنها عرفت بعده باسم: الطريقة السمانية الطيبية القريبية.

• واستمرت خلافة الطريق تنتقل من أبنائه إلى أحفاده والذي آخرهم الشيخ محمد حسن الفاتح قريب الله، الذي تولى الخلافة في حياة والده الشيخ حسن الفاتح قريب الله عام 1425هـ، وشارك في مؤتمر القيادات الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية الذي تم عقده بعدة ولايات.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



كفَى العَاملُونَ رِضَا الوهَّابِ

وَأُنْسٌ يفوقُ أجرَ الثَّوابِ


بَصائِرُهمْ تَرَى بالكونِ عَجبًا

يَغِيبُ عن خَلائِقَ في احْتِجابِ


وسُقياهُمْ مِنَ الوِردِ صَفْوًا

وَيَبْقَى الكَدَرُ لِشَقِيٍّ مُعَابِ


***


دموعُ القلبِ وَالعينِ تَقْطُر

وَتَخشعُ في سكونٍ وانْسكابِ


وَتمضِي النفوسُ في الكونِ تَسْبَحُ

وَتشتاقُ لِعَوْدٍ في ذِهابِ


كَأَنَّهمُ الأطيارُ في الأكوانِ ترتعُ

إذا ما الليلُ جَنَّ في الرِّحابِ


***


أشاعُوا الحُبَّ في الأشهادِ نهجًا

يسوقُ الخيرَ ومُرادَ الصّوابِ


كفاهُمْ أن يَنالَ العبدُ قُربًا

تعالَى عن تَوهُّمٍ أو سَرَابِ


ومِعراجًا تتوقُ إليهِ نفسٌ

تَوَدُّ لو تَرَى فتحًا لِبَابِ


***


زمانُ الفِتَنِ والإضْلالِ أَفْسَدَ

وصارَ الحقُّ في حُكْمِ الْغِيَابِ


فسَارِعْ لِرَبِّ العَرشِ هَربًا

وكنْ في حياتِكَ في اغْتِرَابِ


وَدَعْ متَعًا وأصحابًا لِتَلْحَقَ

بِرَكْبِ العابدينَ أُولِي الألبَابِ


واعْلَمْ بأنَّ الدُّنيا حَقًّا

زوالٌ في فنَاءٍ وفي خرَابِ


***


وصَلِّ ربَّنَا دومًا وأبدًا

علَى هَادٍ ومُعْتِق لِلرِّقَابِ


وَآلٍ وصحبٍ عاشُوا نجمًا

تُضِيءُ النُّورَ في شَتَّى الرِّحابِ


ما رحلَ ليلٌ وانشقَّ فجرٌ

وهطلَ غيثٌ بدُعاءٍ مُجابِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
جمادى الآخر 1433 هـ
أبريل 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 13, 2012 6:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلِ الْبُخَارِيُّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• هو الإمام صاحب صحيح البخاري الذي يعد أصح كتب الحديث والذي أجمع عليه كافة أهل العلم منذ القرن الهجري إلى الآن.

• وكان هذا الصحيح نتاجَ صدقِ وتقوى وورع الإمام وخشيته من الله تعالى، ومحبته الصادقة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونتاج إخلاصه وتفانيه وسعيه الدائب في أسفار لبلدان إلى رواة الحديث، وعلمه الزاخر ونبوغه ورجحان عقله الذي أسفر عن وضع شروط وضوابط لصحة الحديث.

• وهو كما قال عنه الإمام الشعراني (رضي الله تعالى عنه) من العلماء العاملين تستنزل الرحمة عند ذكره. وكان كصائم الدهر؛ فقد انتهى أكله كل يوم إلى تمرة أو لوزة ورعًا وحياء من الله في تردده إلى الخلاء.

• ولد (رضي الله تعالى عنه) ببخارى سنة 194هـ، وتوفي ليلة عيد الفطر عام 256هـ، ودفن في (بخرتنك) قرية على بعد فرسخين من سمرقند.

• وكان (رضي الله تعالى عنه) يقول: "المادح والذام من الناس عندي سواء". وكان يقول: "أرجو أن ألقى الله تعالى ولا يطالبني أني اغتبت أحدًا". وقالوا إنه ما اشترى شيئًا ولا باعه، وكان ورعًا زاهدًا، وكان ينام في الظلام، وربما قام في الليل نحو العشرين مرة يقدح الزناد ويسرج ويكتب أحاديث، ثم يضع رأسه، وكان يصلي كل ليلة آخر الليل ثلاثة عشرة ركعة يوتر بواحدة منها، وكان يصلي بأصحابه في ليال رمضان كل ليلة بثلث القرآن، ويختم كل ثلاث، ويقول: عند كل ختم دعوة مجابة، وما وضع حديثًا في الصحيح إلا وصلى عقبه ركعتين شكرًا لله عز وجل، وكان (رضي الله تعالى عنه) يأكل من مال أبيه لكونه حلالًا خالصًا، وكان أبوه يقول: "ما أعلم من مالي درهمًا حرامًا أو فيه شبهة"، ومناقبه كثيرة ومشهورة.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



رَفِيعُ الْقَدْرِ عَالٍ فِي الْمَكَانِ

تَبَدَّى فِي الْوُجُودِ وَفِي الزَّمَانِ


عَطَاءٌ وَاصْطِفَاءٌ فِي نُبُوغٍ

وَتَوْفِيقٌ مَا لَهُ فِي النَّيْلِ ثَانِ


وَإِخْبَاتٌ فِي خُضُوعٍ وَانْكِسَارٍ

وَإِخْلَاصٌ بِهِ سَبْقُ الرِّهَانِ


وَتَسْلِيمٌ لِقَلْبٍ فِي امْتِثَالٍ

وَصِدْقٌ فِي جِهَادٍ فِي تَفَانِ


***


فُتُوحُ الْعَارِفِينَ لَهُ مَنَارٌ

لِفَهْمٍ فِي الدَّقَائِقِ وَالْمَعَانِي


كَأَنَّهُ فِي مُحِيطِ الْكَوْنِ يَسْرِي

بِنُورٍ شَاعَ بِالْأُفْقِ الْمُزَانِ


يُقِيمُ لِجَمْعِ الْخَلْقِ هَدْيًا

سَبِيلًا بَانَ لِقَصِيٍّ وَدَانِ


كَفَافُ الْعَيْشِ يَرْضَاهُ زُهْدًا

بِدُنْيَا ذِي مَتَاعٍ وَافْتِتَانِ


***


مُنِيرُ الْقَلْبِ يُبْصِرُ كُلَّ حَقٍّ

تَوَارَى عَنْ حُجُبٍ لِرَانِ


وَيَهْنَأُ فَائِزًا بِكُلِّ أُنْسٍ

مِنَ اللهِ فِي آتٍ وَآنِ


***


وِصَالٌ بِاللَّيَالِي يُدِيمُ قُرْبًا

وَحُبًّا فَاضَ أَشْوَاقَ الْمُعَانِي


دُمُوعُ الْعَيْنِ تُغْنِي عَنْ كَلَامٍ

وَرَهَب مِنْ غَفْلِ نِسْيَانِ


وَذَاكَ الْخَوْفُ وَالْإِخْبَاتُ مَسْرَى

وَمَرْقَى فِي الْمَدَارِجِ وَالْإِحْسَانِ


***


صَحِيحًا جَمَعَ لِحَدِيثٍ وَخَبَرٍ

وَأَمْضَى السَّعْيَ لِأَقْطَارِ بُلْدَانِ


يُجَافِي الْجَسَدَ عَنْ نَوْمٍ وَرَقدٍ

يُطِيلُ الْبَحْثَ لِسَنَدٍ مُسْتَبَانِ


وَيَكْتُبُ مَا يَرَاهُ صَحِيحَ مَتْنٍ

بَعِيدًا عَنْ هَوَى نِفْسٍ مُدَانِ


***


حَيَاةٌ فِي تَجَرُّدٍ وَاخْتِلَاءِ

هِيَ الْإِنْقَاذُ مِنْ سُوءِ الْهَوَانِ


وَمَا يُغْنِي مَتَاعُ الدُّنْيَا أَبَدًا

عَنِ الْوَصْلِ فِي لَيَالٍ حِسَانِ


***


جَزَاهُ اللهُ عَنْ شَرْعٍ وَفِقْهٍ

وَأَسْكَنَهُ فَرَادِيسَ الْجِنَانِ


وَأَرْضَاهُ بِقُرْبٍ مِنْ نَبِيٍّ

سَقَاهُ اللهُ مِنْ نَبْعِ الْحَنَانِ


***


وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى الْمَبْعُوثِ لِأَنَامٍ وَجَانِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ بَاتُوا حَقًّا

نُجُومَ الْهُدَى مَنْجَاةَ الْأَمَانِ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ فَجْرٌ

وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِدَوْحِ الْمَغَانِي


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
جمادى الثانية 1433 هـ
مايو 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 14, 2012 5:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الشَّيْخُ يُوسُفُ الْحريثِيّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• كان رضي الله تعالى عنه على قدم عظيم في اتباع السنة وقيام الليل وتلاوة القرآن الكريم، وكان يميل إلى إخفاء العبادات قدر جهده، وقد أخبر الإمام الشعراني (رضي الله عنه) أنه لما تزوج أم أبي العباس ظل يختم عندها القرآن كل ليلة دون أن تشعر هي بذلك، وقال في الليلة التي توفي فيها للإمام الشعراني: "قد خرجت من الدنيا وما عرفت أن أتوضأ"، فقال الشعراني: كيف ذلك؟ قال: "قد سألت عدة من العلماء والحفاظ عن كيفية تخليل اللحية في الوضوء، فما عرف أحد منهم كيف كان صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته في الوضوء".

• وكان (رضي الله عنه) يقول أنا أحب في مصر ثلاثة: عبد الرحمن الأجهوري المالكي، ويوسف البشلاوي، وعبد الوهاب الشعراني.

• مات (رضي الله عنه) سنة 924هـ، ودفن بجامع البشير الواقع في منطقة بركة الرملي خلف مسجد سيدي الدشطوشي (رضي الله عنه) بحي باب الشعرية.

المصدر: الطبقات الكبرى للشعراني.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



وَصُولٌ تَخَفَّى بِجُنْحِ اللَّيالِي

يُوَالِي الذِّكٍرَ لِرَبِّ الْجَلَالِ


وَيَسْكُبُ دَمْعًا تَرَاءَى لِخَلْقٍ

شعاعًا ونورًا يُضيءُ الْمجَالِ


ويتلُو بسَحَرٍ لِوِرْدٍ وَآيٍ

يرُومُ بقلبٍ بُلُوغَ المَنَالِ


وَلا خيرَ يُرادُ لنَوْمٍ ورَقدٍ

لِصَبٍّ يَتِيهُ بعشقِ الْجمَالِ


***


مُجافٍ لِدُنيا خِداعٍ وَنصبٍ

وَسُوءٍ لِعَيْشٍ وَسَكَنٍ وَحَالِ


يُزَكِّي لِنفسٍ بِطُهرٍ وَصَفوٍ

وَزُهدٍ وَوَرَعٍ لها في امتثالِ


***


يُتابعُ كونًا فسيحًا وخَلْقًا

غريبًا تبدَّى بسفرِ ارْتحالِ


ويُعْلِي مكانَ حديثٍ وفِقهٍ

ويرفضُ جدلًا من الجُهّالِ


ويُسعِدُهُ فتًى تقيٌّ وَوَرِعٌ

يُرَاعِي الإلَهَ فِي كلِّ الْفِعَالِ


وَيرحمُ ضعيفًا مريضًا وَزَمْنَى

وَثَكْلَى توارتْ بفَقْدِ الرِّجَالِ


ويسمُو بعفْوٍ وكَرَمٍ وحُبٍّ

وخُلُقٍ يَفِيضُ بخيرِ خِصَالِ


***


جَوادٌ يَهيمُ بإطعامِ قَوْمٍ

وَبَذْلٍ وجهْدٍ وإنفاقِ مَالِ


جميلُ المُحَيَّا عفيفُ اللِّسَانِ

مِثَالٌ تَبدَّى بحُسْنِ المَآلِ


بنَهْجٍ قويمٍ وشرعٍ وأدَبٍ

تعالى بأُفُقٍ كنَجْمِ الْمَعَالِي


***


صلاتُكَ رَبِّي دوامًا وَأَبدًا

على الْمَبْعُوثِ بنُورِ الْجَلَالِ


وآلٍ وصحبٍ مصابيحِ هَدْي

أَضاءَتْ سَبِيلَ رُشْدِ الْمَآلِ


ما رحلَ ليلٌ وأقبلَ فجرٌ

وهطلَ غيثٌ بسفحِ الْجِبَالِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 14, 2012 9:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى عَبْدُ الْوَهَّابِ الشَّعْرَانِيّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
القائم ضريحه بمسجده بميدان باب الشعرية بالقاهرة



نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



عَلَا نجمًا تبدَّى في السَّماءِ

وقطبًا زانهُ نورُ البَهَاءِ


يتيمٌ كَفَلَهُ ربٌّ وَحِبٌّ

بوَهْبٍ منهُ يمضِي في ارْتقاءِ


أماراتُ النَّجابَةِ تعلُو وجهًا

إلى المعبودِ يخشعُ في رجَاءِ


***


صغيرًا تلا القرآنَ حفظًا

وسارعَ للعلومِ ولِارْتِوَاءِ


مُتُونَ الفِقْهِ والنَّحوِ يَحفظُ

يُلاقِي الهَدْيَ فِي رُشْدِ اصْطِفَاءِ


مشايخُ عَصْرِهِ شَهِدُوا وَأَثْنَوْا

على سَبْقٍ وَافَاهُ فِي ابْتِدَاءِ


***


طريقُ القومِ والأقْطَابِ يَسْلَكُ

يُنَاجِي الرَّبَّ في سَحَرِ الصَّفَاءِ


ويُعْلِي الذِّكْرَ منهاجًا وشرعًا

ووصْلًا بهِ نَيْلُ الشِّفَاءِ


***


دوامُ الذِّكْرِ تِرْيَاقٌ وَمَجْلَى

لِقلبٍ شابَهُ رانُ ابْتِلاءِ


وإكثارُ الصَّلَاةِ على الْمُفَدَّى

نجَاةُ النَّفسِ مِنْ زَيْغٍ وَدَاءِ


والاسْتِغْفَارُ مِنَ الْعَبْدِ طُهْرٌ

مِنَ الْأَرْجَاسِ في دُنيا الْفَنَاءِ


***


عَلَاهُ الزُّهْدُ طعامًا وثوبًا

وعيشًا في انطِوَاءٍ واخْتِلَاءِ


يبيعُ الدُّنيا إرْضَاءً لرَبٍّ

كفَاهُ في الشَّدائِدِ والرَّخَاءِ


وأسْدَاهُ مِنَ الْهَدْيِ سكَنًا

سَرَى بِالقلبِ تسليمَ الرِّضَاءِ


***


إلى الخَوَّاصِ المَوْصُولِ يَسْعَى

لِمَرْقَى فِي المَدَارِجِ في اعْتِلَاءِ


يُطِيعُ أَمْرَهُ قدرًا وَأَدَبًا

وَسُقيا مِن مشَارِبَ فِي نَقَاءِ


***


رجالُ اللهِ بالأرجاءِ مَجْدٌ

تعالى في وُضوحٍ وفي جلاءِ


وإسعادٌ بهِ رحلُوا وحَلُّوا

على الأقطارِ في وقتِ الْبَلَاءِ


فطُوبَى لِمَنْ أضحى وأمسى

يُدِيمُ الْوُدَّ طمَعًا في ارتقَاءِ


***


تَصانيفُ أبانَتْ فضلَ وَهْبٍ

وَفَيْضٍ من مَعِينٍ في ثرَاءِ


وَأضْحَتْ لِلْمُريدِ ضياءَ حَقٍّ

وَهَدْيٍ للطَّريقِ بِلا عنَاءِ


***


وصَلِّ ربَّنا دومًا وأبدًا

على المُختارِ مبعُوثِ السَّماءِ


وآلٍ وصحبِ خيرِ أنجم

ترَاءَتْ لِلْحَيَارَى في الْمَسَاءِ


مَا رحَلَ ليلٌ وانشقَّ فجرٌ

وهطلَ غيثٌ على الْجَرْدَاءِ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رجب 1433 هـ
مايو 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 15, 2012 4:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى عَبْدُ الرَّؤُوفِ الْمِنَاوِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• اسمه ونسبه:

عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين بن يحيى بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن مخلوف بن عبد السلام الحدادي ثم المناوي القاهري الشافعي.

• مولده:

ولد الإمام المناوي سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة 952هـ.

• زهده وحسن خلقه:

كان إمامًا فاضلًا زاهدًا عابدًا قانتًا لله خاشعًا له، كثير النفع، وكان متقربًا بحسن العمل، مثابرًا على التسبيح والأذكار، صابرًا صادقًا، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام.

• شيوخه وعلمه:

جمع المناوي من العلوم والمعارف على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ما لم يجتمع في أحد ممن عاثره، وحفظ القرآن قبل بلوغه، ثم حفظ البهجة وغيرها من متون الشافعية، وألفية ابن مالك، وألفية سيرة العراقي، وألفية الحديث له أيضًا، وعرض ذلك على مشايخ عصره في حياة والده، ثم أقبل على الاشتغال، فقرأ على والده علوم العربية، وتفقه بالشمس الرملي، وأخذ التفسير والحديث والأدب عن النور علي بن غانم المقدسي، وحضر دروس الأستاذ محمد البكري في التفسير والتصوف، وأخذ الحديث عن النجم الغيطي، والشيخ قاسم، والشيخ حمدان الفقيه، والشيخ الطبلاوي، لكن كان أكثر اختصاصه بالشمس الرملي، وبه برع، وأخذ التصوف عن جمع، ثم أخذ طريق الخلوتية عن الشيخ محمد المناخلي أخي عبد الله وأخلاه مرارًا، ثم عن الشيخ محرم الرومي، حين قدم مصر بقصد الحج، وطريق البيرامية عن الشيخ حسن الرومي المنتشوي، وطريق الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي، وطريق النقشبندية عن السيد الحسيب النسيب مسعود الطاشكندي، وغيرهم من مشايخ عصره.

• المناصب التي تقلدها الإمام المناوي:

تقلد النيابة الشافعية ببعض المجالس، فسلك فيها الطريقة الحميدة، وكان لا يتناول منها شيئًا، ثم رفع نفسه عنها، ثم ولي تدريس المدرسة الصالحية، فحسده أهل عصره، وكانوا لا يعرفون مزية علمه لانزوائه عنهم، وكان العلماء الأجلاء يبادرون إلى الحضور لمجلسه والأخذ عنه لفضله ولغزير علمه.

• تلاميذه:

أخذ عنه العلم خلق كثير أبرزهم ولده زين العابد العالم الورع، ومنهم الشيخ البابلي، والسيد إبراهيم الطاشكندي، والشيخ علي الأجهوري، والولي المعتقد أحمد الكلبي، وولده الشيخ محمد، وغيرهم.

• مصنفاته:

مؤلفات العلامة المناوي كثيرة ومتعددة، فقد كتب في شتى علوم العربية، من حديث وفقه ولغة وأدب وعلوم قرآن، وغير ذلك من العلوم، فله:

1. تفسيره على سورة الفاتحة وبعض سورة البقرة، وشرح على العقائد للسعد التفتازاني سماه غاية الأماني، لم يكمل، وشرح على نظم العقائد لابن أبي شريف، وشرح على الفن الأول من كتاب النقاية للجلال السيوطي، وكتاب سماه أعلام الأعلام بأصول فني المنطق والكلام، وشرح على متن النخبة كبير سماه نتيجة الفكر وآخر صغير، وشرح على شرح النخبة سماه اليواقيت والدرر، وشرح على الجامع الصغير، ثم اختصره في أقل من ثلث حجمه وسماه التيسير، وشرح قطعة من زوائد الجامع الصغير وسماه مفتاح السعادة بشرح الزيادة.

2. وكتاب في الأحاديث القصار، جمع فيه عشرة آلاف حديث في عشر كراريس، كل كراسة ألف حديث، كل حديث في نصف سطر يقرا طردا وعكسا، سماه كنز الحقائق في حديث خير الخلائق، وشرح على نبذة شيخ الإسلام البكري في فضل ليلة النصف من شعبان، كتاب في الأوقاف، سماه تيسير الوقوف على غوامض أحكام الوقوف، وهو كتاب لم يسبق له مثله.

3. وشرح زبد ابن أرسلان التي نظم فيها أربعة علوم أصول الدين وأصول الفقه والفقه والتصوف، وسماه فتح الرؤوف الصمد بشرح صفوة الزبد، وشرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا، سماه إحسان التقرير بشرح التحرير، ثم شرح نظمه للعمريطي بالتماس بعض الولياء، وسماه فتح الرؤوف الخبير بشرح كتاب التيسير، شرح على مختصر المزني، لم يكمل، واختصر العباب، وسماه جمع الجوامع، ولم يكمل، وكتاب في الألغاز والحيل، سماه بلوغ الأمل معرفة الألغاز والحيل، وكتاب في الفرائض، وشرح على الشمعة المضية في علم العربية للسيوطي، سماه المحاضر الوضية في الشمعة المضية.

4. وكتاب جمع فيه عشرة علوم: أصول الدين، وأصول الفقه، والفرائض، والنحو، والتشريح، والطب، والهيئة، وأحكام النجوم، والتصوف، وكتاب في فضل العلم وأهله، وكتاب في أسماء البلدان، وكتاب في التعاريف سماه التوقيف على مهمات التعاريف، وكتاب في أسماء الحيوان، سماه الإحسان ببيان أحكام الحيوان، وكتاب في الأشجار سماه غاية الإرشاد إلى معرفة أحكام الحيوان والنبات والجماد، وكتاب في التفصيل بين الملك والإنسان.

5. وكتاب الأنبياء سماه فردوس الجنان في مناقب الأنبياء المذكورين في القرآن، وكتاب الطبقات الكبرى سماه الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية، وكتاب الصفوة بمناقب بيت آل النبوة، وأفرد السيدة فاطمة بترجمة والإمام الشافعي بترجمة.

6. وكتاب في الطب سماه بغية المحتاج إلى معرفة أصول الطب والعلاج، وكتاب سماه الدر المنضود في ذم البخل ومدح الجود، وكتاب في تاريخ الخلفاء، وعماد البلاغة في الأمثال، وكتاب في التشريح والروح وما به صلاح إنسان وفساده، وإحكام الأساس اختصر به أساس البلاغة ورتَّبه كالقاموس. وله مؤلفات عديدة يصعب حصرها.

• وفاته:

وتوفي صبيحة يوم الخميس الثالث والعشرين من صفر سنة إحدى وثلاثين وألف، وصلي عليه بجامع الأزهر يوم الجمعة، ودفن بجانب زاويته التي أنشأها بخط المقسم المبارك فيما بين زاويتي سيدي الشيخ أحمد الزاهد.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



رِسَالَةُ الْمَنَاوِي فِي دَفْعِ الْمَهَاوِي



يَا لَيْتَ عِلْمِي فِي الْمَرَاشِدِ يَنْفَعُ

وَأَرَاهُ فِي حَشْرِ الْقِيَامَةِ يَنْفَعُ


أَسْلَمْتُ نَفْسِي لِلْمُهَيْمِنِ طَائِعًا

وَصَرَفْتُ هَمِّي عَنْ مَتَاعٍ يُجْمَعُ


وَجَعَلْتُ دُنْيَايَ كَحَبَّاتِ الْحَصَى

إِنْ تُلْقِهَا أَنَّى تَعُودُ وَتَرْجِعُ


***


الْقَلْبَ أَوْلَيْتُ صَفَاءً وَنَقَا

وَسَلَامَةً بِهَا يَسْتَقِيمُ وَيَخْشَعُ


وَالْعَيْنُ صَارَتْ فِي حَيَاءٍ وَتُقَى

بِلَيَالِ سَحَرٍ وَسُهْدٍ تَدْمَعُ


وَجَوَارِحِي لَزِمَتْ خُضُوعًا لِلرُّقى

لِعَظِيمِ رَبٍّ ذِي جَلَالٍ تَرْكَعُ


هُوَ الْمُوَفِّقُ لِلْعِبَادِ وَلِلْوَرَى

الْفَضْلَ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَمْنَعُ


***


فَطِنٌ يَفِرُّ لِلْإِلَهِ جَاهِدًا

لِلْخَيْرِ يَدْعُو وَلِلْمُرُوءَةِ يَصْنَعُ


وَيُدِيمُ ذِكْرًا وَوَصْلًا فِي خَلَا

يَدْعُو بِقَلْبٍ يَسْتَجِيرُ وَيَهْجَعُ


يُعْلِي قُنُوتًا وَخُشُوعًا وَرِضَا

لِمَزِيدِ عَطْفٍ مِنْ كَرِيمٍ يَطْمَعُ


مَا سَامَهُ ظُلْمٌ أَذَاهُ وَعَنَا

إِلَّا وَبَاتَ سَاجِدًا يَتَضَرَّعُ


***


يَسْعَى لِعِلْمٍ يَسْتَظِلُّ بِظِلِّهِ

وَالْعِلْمُ صِدْقٌ يُجِلُّ وَيَرْفَعُ


وَالشَّيْخُ نُورٌ يُشِيعُ فِي الْمَلَا

وَيُقِيمُ هَدْيًا لِلْمُرِيدِ فَيَصْدَعُ


كَالْبَدْرِ مِنْ بَعْدِ شَمْسٍ وَضُحَى

يَعْلُو بِأُفْقٍ فِي السَّمَاءِ وَيَسْطَعُ


وَالْفِقْهُ وَالْقُرْآنُ خَيْرُ مَفَازَةٍ

وَشِفَاءُ سُقْمٍ لِلْعَلِيلِ يَنْجَعُ


***


مَا ضَاعَ عَبْدٌ بَعْدَ طُولِ صَلَاحِهِ

إِلَّا بِطَمَعٍ قَدْ بَدَاهُ تَطَلُّعُ


وَمَحَبَّةٍ لِنَعِيمٍ بَاتَ زَوَالُهُ

بِفَنَاءِ دُنْيَا لِلْمَهَاوِي تَدْفَعُ


لِمَوَاطِنِ السُّوءِ يُسْرِعُ مَنْ عَمِي

أَرْضُ النَّدَامَةِ لِلْمُضَلَّلِ مَرْتَعُ


لِمَزِيدِ فِتَنٍ تَتُوقُ نَفْسُهُ

مِنْ شَرِّ كَأْسٍ فِي الْخَفَا يَتَجَرَّعُ


***


وَالسَّفَهُ يُمْلِي لِلسَّفِيهِ صَنِيعَهُ

وَالنَّاسُ غَفْلَى فِي الْمَسَاوِئِ تَقْبَعُ


وَالْمَرْءُ مَهْمَا طَالَ بَقَاؤُهُ

لَا بُدَّ فِي قَفْرٍ وَقَبْرٍ يُودَعُ


وَالنَّفْسُ إِنْ تَصْحُو بِرُؤْيَا مَصِيرِهَا

بِقَلِيلِ نَذْرٍ بِالْمَعَايِشِ تَقْنَعُ


وَتُدِيمُ بِالْحَمْدِ وَالشُّكْرِ الْوَفَا

إِنَّ التُّقَاةَ لِعَفْوِ رَبٍّ تَهْرَعُ


***


يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى نُورٍ هَدَى

خَيْرٌ تَبَدَّى لِلْأَنَامِ جَامِعُ


وَالْآلِ وَالصَّحْبِ أَجْنَادِ الْفِدَا

لِكُلِّ غَزْوٍ وَهَوْلٍ تَدْفَعُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ ضُحَى

وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِالْغِنَاءِ يُولَعُ


***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الأول 1433 هـ
يناير 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 30, 2012 8:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى الْإِمَامُ أَبُو حَامِدِ الْغَزَالِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



• هو الإمام حجة الإسلام وسراج الدين وبحر العلوم، ولد بطوس 450هـ وكان ابتداء طلبه للطريق بعد ما حصل له ببغداد القبول التام والجاه عند الخاص والعام، أقبل على التجرد وساح في البلاد حتى رآه بعضهم في البرية وعليه مرقعة وبيده ركوة وعكاز، بعد أن كان يرى في مجلسه ثلاثمائة مدرس ومائة من أمراء بغداد، لقد ترك الدنيا وراء ظهره وأقبل على قدم الفقر والتجريد بعد الحج والتقديس، ذهب للشام فأقام بمنارة الجامع الأموي نحو عشر سنين، فلما عُرف أمره فارقها، وجاهد نفسه جهاد الأبرار حتى صار قطبًا وبركة في الوجود، ثم عاد إلى بغداد وتكلم على لسان أهل الحقيقة وقلبه معلق بما فتح عليه من الطريقة، ثم دخل إلى طوس واتخذ بجانب داره مدرسة للفقهاء وخانقاة للصوفية، ووزع أوقاته على تلاوة القرآن ومجالسة أرباب القلوب وإدامة الصيام والقيام، حتى كان في جمادى الآخر عام 505هـ توضأ وصلى وقال: علي بالكفن، فأخذه وقبله ووضعه على عينيه، وقال: سمعًا وطاعة للدخول على الملك، ثم مد رجليه واستقبل القبلة، وانتقل إلى رضوان الله تعالى طيب الثناء عالي المنزلة، لا يكرهه إلا حاسد أو زنديق، ولا يسومه بسوء إلا من كان في قلبه ريب أو حاد عن سواء الطريق.

• وكان شديد الذكاء، عجيب الفطنة، مفرط الإدراك، قوي الحافظة، غواصًا على المعاني الدقيقة.

• وشهد له العارف المرسي (رضي الله عنه) بالصديقية العظمى، قال العارف الشاذلي (رضي الله عنه): رأيت المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في المنام يباهي عيسى وموسى عليهما السلام بالغزالي (رضي الله عنه)، وقال: هل في أمتكما مثله؟ قالا: لا.

• ومن أعظم ما ترك وأخلف (رضي الله عنه) كتاب إحياء علوم الدين الذي جمع فأوفى من علوم الشرع والدين، قال العارف ابن عربي (رضي الله عنه) عن نفسه أنه كان يقرئ كتاب الإحياء في المسجد الحرام تجاه الكعبة الشريفة.

• ومن كلامه: أشرف أنواع العلم العلم بالله تعالى وصفاته وأفعاله، وفيه كمال الإنسان، وفي كماله سعادته وصلاحه بجوار حضرة الجلال والكمال.

• وقال: جلاء القلب وإبصاره يحصل بالذكر، والذكر باب الكشف، والكشف باب الفوز الأكبر.

• وقال: من لم يكن له نصيب من علم الباطن أخاف عليه من سوء الخاتمة.

• وقال: الغرور سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع.

• وقال : من ظن أنه ينجو بتقوى أبيه كمن ظن أنه يشبع بأكل أبيه ويروى بشربه.

• وله دعاء عجيب الشأن جربه أهل العرفان عند حلول الفاقة، وقد ذكره في الإحياء وهو: "اللهم يا علي يا حميد، يا مبدئ يا معيد، يا رحيم يا ودود، أغنني بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك"، وقال: من ذكره بعد صلاة الجمعة وداوم عليه أغناه الله عن خلقه ورزقه من حيث لا يحتسب.

• المصدر: الكواكب الدرية، المجلد الأول، للشيخ الإمام عبد الرؤوف المناوي رضي الله تعالى عنه.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



كَأَنِّي بِبُسْتَانِ دَوْحِ الْمَغَانِي

أَهِيمُ فِي الرُّبَى وَفِي الْأَفْنَانِ


أُشَاهِدُ جَمَالَ ظِلَالٍ وَسَكَنٍ

وَأَنْسَامٍ تَهُبُّ عَلَى الأغصانِ


وَأَسْمَعُ لَحْنًا تعالى لِطَيْرٍ

وأَنْعَمُ بصَفْوٍ لقلبٍ يُعَانِي


***


وَأُبْهِجُ نَفْسًا طَوَتْهَا هُمُومٌ

وَأَحْزَنَها ضِيقٌ سَرَى في الكيَانِ


وأُنْعِشُ فِكرًا توارَى وعقلًا

وَأُحْيي مَوَاجِدَ أَشْوَاقِ وِجْدَانِي


***


زهورٌ تفوحُ بطِيبٍ وَعِطْرٍ

وَقمَرٌ يُضِيءُ بنورٍ حَانِي


وليلٌ يَمُرُّ بسُهْدٍ وَسَهَرٍ

وذِكْرَى تَحِنُّ لها أشْجَانِي


***


عَلِيُّ الْقَدْرِ رَفِيعُ الْمَكَانِ

أنَارَ طريقًا لقاصٍ وَدَانِ


هَدَى مَنْ لَهُ حِسٌّ وَنَبْضٌ

إلى خيرٍ بِهِ يَسْمُو وشانِ


وَأَبْرَأَ نفسًا ضَلَّتْ وَهَانَتْ

شِفَاءً بِهِ دَفْعُ افْتِتَانِ


طَهَّرَ قلبًا يُعاودُهُ زَيْغٌ

ورانٌ وكَدَرٌ في كُلِّ آنِ


***


فقيهٌ يُبِينُ علومًا وشرعًا

ويَصْرِفُ أَذَى جَهْلِ الرِّعَانِ


بِحُسْنِ الْقَصْدِ لِلْمَعْبُودِ يَرْجُو

قُبُولًا يُوَافِي رَجْحَ الْميزانِ


وَيحظَى بسِرٍّ وفَتْحٍ وَفَيْضٍ

وَشُرْبٍ مِنْ سُقا عَيْنِ الحَنَانِ


وِصَالٌ وقُرْبٌ للمعبودِ يَحْلُو

ويَلْقَى المُجَافِي مَرَارَ الْهَوَانِ


تَصَانِيفُ لها التَّاريخُ يَرْوِي

مَفَاخِر مَجْدٍ عَلَتْ بِالزَّمَانِ


***


وَإِحياءُ الدِّينِ تَبَوّأَ نُزُلًا

مَا لَهُ أبدًا في النُّزُلِ ثانِ


حَكَى الرُّوادُ عَنْهُ ومَدَحُوا

كنوزَ عِلْمٍ بوهبِ الْمَنَّانِ


***


تزولُ الدُّنيا والأفلاكُ تَمْضِي

وتَبْقَى الرُّوحُ في خُلْدِ الأَمَانِ


ومَا للهِ يَسْمُو ويعلُو

ويَفْنَى متاعُ رَغِيبٍ مُهَانِ


***


صَلَاتُكَ رَبِّي دَوْمًا وَأَبَدًا

عَلَى المبعوثِ لِأَنَامٍ وَجَانِ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا نجمًا

تراءتْ بليلٍ بأُفُقٍ مُزَانِ


ما رحلَ ليلٌ وأقبلَ فجرٌ

وغرَّدَ طيرٌ على الأغصانِ


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
شعبان 1433 هـ
يوليو 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 01, 2012 3:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى إِبْرَاهِيمُ التَّازِي (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)



هو إبراهيم بن محمد بن علي التازي أبو إسحاق؛ كما يكنى بأبي سالم، لكنه أكثر شهرة بالكنية الأولى (أبو إسحاق). ويرجع أصل إبراهيم التازي إلى قبيلة بني لَنْت البربرية التي كانت تستوطن منطقة تازا. وبسبب ولادته ونشأته بهذه المنطقة، شهر بالتازي. وإذا كانت المصادر لا تتحدث عن تاريخ ولادة إبراهيم التازي، فإنه من المرجّح أن يكون ذلك قد تمّ في مطلع القرن التاسع الهجري.

ويبدو أن إبراهيم التازي كان يتمتع بثقافة واسعة في العلوم الدينية، وهذا ما يتبين من الوصف الآتي:
كان سيدي إبراهيم ـ رحمه الله ـ من أولياء الله الزاهدين وعباده الناصحين المخلصين، إماماً في علوم القرآن، ومقدماً في علم اللسان، حافظاً للحديث، بصيراً بالفقه وأصوله، من أهل المعرفة التامة بأصول الدين، إماماً من أئمة المسلمين.

وإن جزءاً من هذه الثقافة الواسعة كوّنها إبراهيم التازي بوطنه تازا. فبالإضافة إلى قراءة القرآن على الشيخ أبي زكرياء يحيى الوازعي واطلاعه على دقائق المذهب المالكي من خلال حفظه لـ"مختصر خليل"، فإن إقراءه لكتب الحديث، ولا سيما البخاري، أيام مجاورته للحرم الشريف، واتفاق مشيخة الحرم على تقديمه لصلاة التراويح في رمضان لحسن قراءته دليل آخر على أن إبراهيم التازي كان على درجة لا بأس بها من الثقافة، وهذا ما جعل صاحب "الضوء اللامع" يصفه بالرجل العالم الصالح.

ولكن هذه الثقافة ازدادت ثراء عقب انتقاله إلى المشرق. وهذا ما يظهر من خلال الشيوخ الذين تتلمذ عليهم، وأنواع العلوم التي تلقّاها، ومختلف الإجازات التي حصل عليها. على أن أكبر الشيوخ والكتب التي قرأها، سواء بمكة والمدينة أو تونس وتلمسان:

ـ تقي الدين أبو الطيب محمد بن أحمد بن علي الحسيني الفاسي الأصل، المكي الدار: قرأ عليه الكثير من كتب الحديث والرقائق، وأجازه سنة 830 هـ. وأهم المؤلفات التي درسها عليه:

® جميع كتب "الشفا" للقاضي أبي الفضل عياض (476 ـ 544 هـ)؛
® جميع "الألفية" لجمال الدين أبي عبد الله بن مالك (600 ـ 672 هـ)؛
® الكثير من كتب الحديث كـ"ـموطإ" الإمام مالك بن أنس (ت. 179 هـ)؛ وجميع "السنن" لأبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 هـ)؛
® جميع "رسالة القشيري".

هذا ما ورد في نص الإجازة؛

ـ أبو الفتح محمد بن أبي بكر القرشي الشافعي (775 ـ 859 هـ) في المدينة المنورة، وأجازه عدة إجازات؛
ـ عبد الله العبدوسي (ت 849 هـ) بتونس الذي أجازه وصافحه مصافحة تأكيد الصحبة في رمضان في عام 832 هـ. وهي إشارة إلى انتقال السند الصوفي بين الطرفين.

أما في تلمسان، فأجازه عالمها محمد بن مرزوق (ت 842 هـ)، وكتب له إجازة في هذا الشأن في شهر ربيع الثاني عام 832 هـ.

هذا، بينما يتأكد انتماء إبراهيم التازي إلى مدرسة أبي مدين الصوفية من خلال الشخصيات التي ألبسته الخرقة. فبالإضافة إلى عبد الله العبدوسي المشار إليه سابقاً، نجده قد لبس خرقة التصوف على يد كل من شرف الدين المراغي (775 ـ 859 هـ) أثناء زيارته للمشرق، لأداء فريضة الحج، وكذلك بالمغرب على يد الشيخ صالح بن محمد الزواوي (760 ـ 839 هـ) بسنده إلى أبي مدين. وتبرك وتتلمذ للولي محمد بن عمر الهواري (751 ـ 843 هـ).

وبعد هذه الرحلة الطويلة، التي تمثلت أهم محطاتها في بلاد الحجاز ومصر وتونس وتلمسان، استقر المقام أخيراً بإبراهيم التازي في مدينة وهران، والتي يظهر أنه لم يكن قصده الأول الاستقرار بها، وإنما زيارة الولي محمد بن عمر الهواري، لكن أمام إلحاح هذا الأخير على إبراهيم التازي بالإقامة في وهران، استجاب لطلبه، وعزف عن رغبته في العودة إلى المشرق وفضّل الاستقرار بوهران. وقد يكون ذلك مع نهاية سنة 832 هـ؛ وبداية سنة 833 هـ، لأن إبراهيم التازي قصد وهران من مدينة تلمسان التي كان موجوداً بها في ربيع الثاني سنة 832 هـ. كما تذكر المصادر أنه لبث عند الهواري مدة تقارب العشر السنوات. وبما أن الهواري توفي سنة 843 هـ، فهذا يعني أن إبراهيم التازي التحق به في سنة 833 هـ أو في السنة التي قبلها على أقصى تقدير.

وبعدما توفي محمد بن عمر الهواري، انتقل إبراهيم التازي عن زاوية شيخه، وأنشأ هو أيضاً زاوية خاصة به أخذ نشاطها يتعاظم باستمرار، وشملت اهتماماتها مختلف جوانب الحياة الدينية والعمرانية والاجتماعية.

ففي الجانب الديني الوعظي، واصل إبراهيم التازي نشاط شيخه في وعظ الناس وإرشادهم إلى طريق الحق: ... وأخذ في إظهار ما أقامه الله فيه، وأرشده إليه في دعوة الخلق، وهدايتهم لطريق الملك الحق لا إله إلاّ هو، فأقام سوق الأذكار بوهران، وأبان بها معالم الإسلام والإيمان، ورتّب المواسم الشرعية، ونبّه على الآداب الدينية والدنيوية.

ويتضح من هذا النص أن زاوية إبراهيم التازي تصدرت النشاطات الدينية الرسمية مثل الإشراف على المواسم الشرعية، بالرغم من أن السلطة ـ خاصة مع بعض السلاطين ـ كانت حريصة على الاحتفال بطريقة متميزة بتلك المواسم، مثل احتفال السلطان أبي حمو موسى الثاني (760 ـ 791 هـ) البالغ بالمولد النبوي الشريف، وحرصه على الاهتمام به شخصياً.

أما في الجانب العمراني، فيظهر أن مدينة وهران عرفت، على عهد إبراهيم التازي، نشاطاً كبيراً، وهو ما يتضح من قول ابن صعد: ونقل أهلها عما كانوا عليه من التبدي إلى الحضارة، فاتسعت فيها وعظمت العمارة، وارتحل إليها كثير من أهل الجزيرة، واغتبطوا لبركة سكناها، واعترفوا بفضلها على من سواها....

إن الزهد عند إبراهيم التازي كان يحمل ـ على ما يبدو ـ مفهوماً آخر، يختلف عن مفهوم شيخه الهواري الذي كان يعيش حياة بسيطة، وكان زاهداً حتى في اقتناء الكتب. وهذا المفهوم هو امتداد لموقف أبي مدين شعيب الذي كان يرى أن: الزهد في الدنيا هو اعتقاد حقارتها، وملازمة هوانها، وعدم ركون النفس إلى لذاتها. أما فراغ اليد منها وتركها في الظاهر مع تعلّق القلب بها في الباطن، فليس ذلك من الزهد في شيء.

ولا شك في أن إبراهيم التازي كان من رجال التصوف الزاهدين، وهو الذي لم يركن إلى الدنيا، ولا ورَّث لأهله شبراً مما كان تحت يده منها على الرغم من سعته. وكل ما بناه وأشرف عليه جعله حبساً على الزاوية. وهذا ـ في اعتبارنا ـ قمة الزهد والصلاح. أما مظاهر اللباس والطعام التي كانت محلّ انتقاد، فلم يحدث حول إباحتها أو منعها إجماع من قبل الصوفية، وإنما اختلف الأمر من متصوف لآخر حسب اقتناعه الذاتيّ، والمسلك الذي اتخذه في هذا الطريق.

لم يقتصر إبراهيم التازي على النشاط الديني والعمراني فحسب، بل تعدّاه إلى الجانب الاجتماعي الذي كان هو أيضاً حافلاً بالمبادرات والإنجازات. ولعل إيصال الماء إلى مدينة وهران اعتبر أهم إنجاز في هذا الميدان، لما كان يعانيه سكان المدينة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، والمشقة التي كانوا يكابدونها في جلبه من مناطق نائية، وكذلك لدلالته الحضارية. ذلك بأن الماء يعتبر عنصر الحياة.

وتميزت زاوية إبراهيم التازي بضمان توافر الطعام طوال اليوم للفقراء وعابري السبيل والزوّار، وكذلك إيواء من لا مأوى له. والظاهر أن النشاط المكثف للزاوية وكثرة الواردين عليها ساهمت في إنماء حركة التجارة، لما كانت تقتنيه الزاوية من أطعمة: تلقيت من الجم الغفير من أهل وهران أن الطعام الذي كان يأتي لزاوية سيدي إبراهيم لم يكن له وقت معلوم على ما جرت به العادة في الدور، وإنما كان يسيل على الدوام من طلوع الشمس إلى صلاة العشاء...

وبحكم الثقافة الواسعة التي اكتسبها إبراهيم التازي، ولا سيما الدينية منها، خلّف العديد من الإنتاج الفكري. من ذلك ما ذكره ابن صعد من أنه وقف على »الكثير من تقاييده في الفقه والأصول وعلوم الحديث«، وإن كنا لا نعلم لها مكاناً في دور الأرشيف؛ كما أنها لم تُطبع، خصوصاً وأنها مجرد تقاييد، أي نُقُول مختصرة عن العلماء الذين تتلمذ عليهم، أو الكتب التي انكبّ على حفظها ودراستها. وكان هذا الأمر المشهور في ذلك العصر في مجال التأليف؛ فقلما تجاوزت المؤلفات التقاييد والمختصرات والشروح. لكن يظهر من ميادين هذه التقاييد أنه كان ملمّاً بمختلف العلوم الدينية.

ويظهر أن الإنتاج الفكري المهم لإبراهيم التازي يتمثل في مجموعة القصائد التي نظمها في التصوف والمديح. ويذكر عنها الدكتور محمد المنوني أن بعضها لا يزال محفوظاً ضمن جزء يتضمن: »أذكار الطريقة التازية، مذيّلة بخمس عشرة قصيدة من نظمه مثل المرادية، التازية، الجمالية... موجودة في "ثبت البلوي"، نشر دار الغرب الإسلامي، 1983«.

هذه القصائد أفرغ فيها التازي مختلف تجاربه وحِكمه في قالب صوفي. ولعل من أهم تلك القصائد القصيدةَ التي نظمها بعد عودته من بلاد الحجاز، وعبّر فيها عن حنينه وشوقه للعودة إليها ثانية، ومطلعها:

مَا حَالُ مَن فَارَقَ ذَاكَ الْجَمَالِ

وذَاقَ طَعْمَ الْهَجْرِ بَعْدَ الْوِصَالِ



وكذلك القصيدة المشهورة بالدالية، والتي سماها بـ»النصح التام للخاص والعام«، وهي في نصح المسلمين، محذّراً من أشياء ومرغباً في أخرى، ومطلعها:

إِنْ شئْتَ عَيْشاً هَنِيئاً واتِّبَاعِ هُدًى

فَاسْمَعْ مَقَالِي وَكُنْ باللهِ مُعْتَضِداً



إن دراسة هذه القصائد بدقة يكشف عن جانب كبير من الفكر الصوفي لإبراهيم التازي، والموضوعات التي أثارها، ومساره العام. وكانت بعض هذه القصائد محلّ شروح من قبل مؤلفين متأخرين، مثل »القصيدة المرادية« التي شرحها محمد الصباغ القلعي في القرن العاشر الهجري تحت عنوان: "شفاء العليل والفؤاد في شرح النظم الشهير بالمراد".

وقد تتلمذ على إبراهيم التازي عدد كبير من الطلبة، وهو الذي ظل يشرف على شؤون الزاوية التي أسسها مدة لا تقل عن ثلاث وعشرين سنة، أي من سنة 843 هـ إلى سنة 866 هـ. إلا أن المصادر لا تحتفظ إلا بأسماء عدد محدود منهم، على الرغم من أنهم كانوا من كبار العلماء في ذلك العصر مثل: »الحافظ التنسي (ت 899 هـ) والإمام السنوسي (ت 895 هـ) وعلي التالوتي (ت 895 هـ) وأحمد زروق (846 ـ 899 هـ) وغيرهم«، وآخرين لم تسمهم ممن كان لهم الباع الطويل في الحياة الأدبية والصوفية لبلاد المغرب الأوسط.

وكانت وفاة إبراهيم التازي يوم الأحد 9 شعبان 866 هـ، ودفن بزاويته في مدينة وهران. وبقي ضريحه بها مدة خمسين عاماً. ولما احتلها الإسبان، نقل تلامذته رفات شيخهم إلى القلعة (قلعة هوارة أو بني راشد) حيث أعيد دفنها؛ وأقيمت حول ضريحه بناية محترمة.


نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ



بِفَضْلِ اللهِ الْعَظِيمِ نَشْهَدُ

عَلَيْهِ لَا نُحْصِي ثَنَاءً وَنَحْمَدُ


وَمَا لِلْعَالَمِينَ سِوَاهُ خَالِقٌ

نَلُوذُ بِهِ رَغَبًا وَنَعْبُدُ


وَمَا جَاءَ عُسْرٌ إِلَّا يُسْرٌ بَعْدَهُ

رَحِيمٌ رَبُّنَا لِمَنْ لَهُ يَقْصِدُ


***


وَمِنْهُ اصْطِفَاءٌ يَنَالُ نَوَالَهُ

رِجَالٌ بِالْعَهْدِ صَدَقُوا سُجَّدُ


أَقَامُوا الدِّينَ شَرْعًا وَمَنْهَجًا

إِلَى خَيْرِ بَيْتٍ لِلْعُبَّادِ يُوفَدُوا


رِضَاءُ اللهِ أَمَلُ سَعْيِهِمْ

نَعِيمُ الْوَصْلِ وَالْقُرْبِ يَنْشُدُوا


***


تَرَاهُمْ بِنُورِ اللهِ يُعْرَفُوا

بِذِكْرٍ يَدُومُ لَهُمْ شَاهِدُ


وَإِطْعَامٍ وَسُقْيَا وَلِينٍ يُبْتَغَى

وَوَرَعٍ يَهِيمُ بِهِ زَاهِدُ


***


دُعَاةُ الْحَقِّ خَيْرُ مَفَازَةٍ

لِكُلِّ عُصَاةِ الدَّهْرِ مَرَاشِدُ


بِهِمْ تُقْضَى الْحَوَائِجُ كُلُّهَا

وَيَذْهَبُ بَأْسٌ عَلَا وَشَدَائِدُ


لَهُمْ مَا شَاؤُوا فَضْلًا وَرِضَا

رَفِيقُ السَّعْدِ بِالْخَيْرِ يَسْعَدُ


***


رِجَالٌ صَدَقُوا للهِ وَغَدَوْا

مَنَارَاتِ هَدْيٍ لِلْخَلْقِ تُرْصَدُ


بِحُبِّ النَّبِيِّ وَالْآلِ هُيِّمُوا

لَهُمْ شَدُّوا الرِّحَالَ وَعَاهَدُوا


مُلُوكٌ عَاشُوا بِدُنْيَا الْعَنَا

شِعَارُهُمُ التَّسْلِيمُ مَهْمَا كَابَدُوا


***


صَلَاتُكَ رَبِّي لِخَيْرِ الْوَرَى

رَسُولٍ تَعَالَى بِالْحَقِّ رَائِدُ


وَآلٍ وَصَحْبٍ عُيُونِ التُّقَى

مَصَابِيحِ هَدْيٍ وَنُورٍ تُقْصَدُ


مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ ضُحَى

وَسَبَّحَ طَيْرٌ للهِ حَامِدُ


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
شعبان 1433 هـ
يوليو 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 01, 2012 10:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

[align=center]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سيدي العارف بالله تعالى أبو القاسم الجنيد رضي الله تعالى عنه



الجنيد بن محمد ، الخراز القواريري أبو القاسم , شيخ وقته ، ونسيج وحده ، أصله نهاوند ، ومولده ومنشؤه ببغداد.

صحب جماعة من المشايخ ، واشتهر بصحبة خاله السري ، والحارث المحاسبي , ودرس الفقه على أبي ثور ، وكان يفتي في حلقته – بحضرته - وهو ابن عشرين سنة.

قال : " كنت بين يدي سرّي ألعب ، وأنا ابن سبع سنين ، وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر؛ فقال لي: يا غلام ما الشكر؟ قلت : الشكر ألا تعصي الله بنعمه , فقال لي: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك , قال الجنيد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة التي قالها لي السري" .

وقال : " علامة الإعراض عن العبد أن يشغله بما لا يعنيه " .

وقال : " من لم يحفظ القرآن ، ولم يكتب الحديث ، لا يُقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة ".

وقال : " من طلب عزاً بباطل أورثه الله ذلاً بحق ".

وقال : " من همّ بذنب لم يفعله ابتلي بهمّ لم يعرفه ".

وقال : " الصوفيّة أهل بيت واحد ، لا يدخل فيهم غيرهم ".

وقال : " الأدب أدبان : أدب السرّ ، و أدب العلانية ، فالأول طهارة القلب من العيوب ، والثاني العلانية حفظ الجوارح من الذنوب ".

وقال له رجل : " علمني شيئاً يقربني إلى الله وإلى الناس , فقال : أما الذي يقربك إلى الله فمسألته ، وأما الثاني فترك مسألتهم ".
وقال : " لكل أمة صفوة ، وصفوة هذه الأمة الصوفيّة ".

وسئل : " من العارف؟ , فقال : من نطق عن سرك وأنت ساكت ".

ورؤي في يده يوماً سبحة ، فقيل له : " أنت ، مع تمكنك وشرفك ، تأخذ بيدك سبحة ؟ فقال : نعم سبب وصلنا به إلى ما وصلنا لا نتركه أبداً ".

وقال : " قال لي خالي سري السقطي : تكلم علي الناس " ! وكان في قلبي حشمة من ذلك ، فاني كنت أتهم نفسي في استحقاق ذلك ، فرأيت ليلة في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان ليلة جمعة - فقال لي : " تكلم على الناس , فانتبهت ، وأتيت باب سري قبل أن أصبح، فدققت الباب ، فقال : لم تصدقنا حتى قيل لك , فقعدت في غد للناس بالجمعة ، وانتشر في الناس أني قعدت أتكلم ، فوقف علي غلام نصراني متنكر وقال : أيها الشيخ ! ما معنى قوله عليه السلام : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ؟ فأطرقت ، ثم رفعت رأسي فقلت : " أسلم فقد حان وقت إسلامك , فأسلم ".

وقال الجنيد : " معاشر الفقراء إنما عرفتم بالله ، وتكرمون له , فإذا خلوتم به فانظروا كيف تكونون معه ".

وقال رجل له : " على ماذا يتأسف المحب من أوقاته ؟ قال: على زمان بسط أورث قبضاً ، أو زمان أنس أورث وحشة , ثم أنشأ يقول:

قد كان لي مشرب يصفو برؤيتكم
فكدرته يد الأيام حين صفا

وقال الخلدي : " دفع إلي الجنيد درهماً ، وقال : اشتر به تيناً وزيرياً ، فاشتريته ، فلما أفطر أخذ واحدة ، ووضعها في فيه ، ثم ألقاها وبكى ، وقال لي : احمله ، فقلت له في ذلك ، فقال : هتف بي هاتف في قلبي ، أما تستحي تركت هذا من أجلي ثم تعود ".

ثم توفى رضي الله عنه بعدها ، وغسله أبو محمد الجريري، وصلى عليه ولده ، ودفن بالشونيزيه ، بتربة مقبرة بغداد ، عند خاله سري , وحزر الجمع الذين صلوا عليه، فكانوا ستين ألفاً.

وسئل الجنيد عن التوحيد ، فأنشد قائلاً :

وغنى لي من قلبي
وغنيت كم غنى
وكنا حيثما كانوا
وكانوا حيثما كنا

فقال السائل : " وأين القرآن والأخبار ؟ فقال : " الموحد يأخذ على التوحيد من أدنى " .

وأنشد مرة :

وإن امرءاً لم يصف لله قلبه
لفي وحشة من كل نظرة ناظر
وإن امرءاً لم يرتحل ببضاعة
إلى داره الأخرى فليس بتاجر
وإن امرءاً باع دنيا بدينه
لمنقلب منها بصفقة خاسر

وسئل عن الفقر فأنشأ يقول:

لا الفقر عار ولا الغنى شرف
ولا شيء في طاعة سرف

قلت : وأستاذ الجنيد محمد بن علي القصاب ، أبو جعفر البغدادي , وكان الجنيد يقول :" الناس ينسبوني إلى سري ، وإنما أستاذي هذا " , يعني القصاب .

سئل القصاب:" ما بال أصحابك محرومين من الناس , قال : لثلاث خصال : أحدها أن الله لا يرضى لهم ما في أيديهم ، ولو رضي لهم ما لهم لترك ما لأنفسهم عليه.

وثانيها: أن الله لا يرضى أن يجعل حسناتهم في صحائفهم ، ولو رضي لهم لخلطهم بهم.

وثالثها: أنهم قوم لم يسيروا إلا إلى الله ، فمنعهم كل شيء سواه وأفردهم به . ".


سَيِّدِي العارفُ باللهِ تعالى أبو القَاسِمِ الجُنيد رَضِيَ اللهُ تعالى عنهُ

نفحةٌ حسينيةٌ

فررتُ إليهِ بكلِّ كِياني
وأدركتُ أنَّ الخلقَ فانِ
أسلمتُ له سرِّي وجهري
وعشتُ مفوضًا في كلِّ آنِ
***
رأيتُ الغِنَى فقرًا إليه
وذلِّي عزّ يرفعُ شَانِي
ورِزقِي منهُ مكفولٌ وحظِّي
وسَعْيي مشيئةُ قَدَرٍ وَفانِ
وعُمري عدَّ أنفاسي ونبضِي
فيهِ الهَمَساتُ تُحسبُ والثَّوانِي
***
صحبتُ السُّري والقصَّابَ دَهْرًا
ونِلْتُ بسبقِهِمْ سَبْقَ الرِّهَانِ
وباتَ يقينِي أنَّ العِلْمَ وَهْبٌ
وكَسْبٌ حُزْتُ بصدقِ تَفَانِي
***
جعلتُ الزهدَ نبراسي ونهجي
وبُعدي عن مفاتنَ في هوانِ
وأحييتُ بسَحَر الليلِ ذِكري
أُجافِي النَّومَ لرَبٍّ هدَانِي
مُنِحْتُ حِكَمًا ونورًا وفيضًا
وعقلًا يُبينُ سِرَّ المعاني
وقالوا رئيس طرائقِ قَوْمٍ
عَلَوْا بالتصوفِ بأُفُقٍ مُزانِ
***
ولستُ سِوى عبدٍ ضعيفٍ
تعلَّقَ بالجلالِ بقلبٍ مُعانِ
وأبكَى عُيونًا بليلٍ وَسَحَرٍ
وَأَحْيَا بِذِكْرٍ هُيَامًا طَوَانِي
وَأَهْدَى مقالًا بجامعِ كَلِمٍ
وفَهمٍ بانَ لِأُولِي أَذهَانِ
***
شُكرُ الإلهِ بأنْ لا يُعصى
ينعم جاد بفيضِ امتنانِ
وطالبُ عزٍّ بباطلٍ يُجزَى
بِذُلٍّ يراهُ بِحقٍّ هوانِ
وأدبُ السرِّ طهارةُ قلبٍ
وطهرُ الجوارحِ أدبٌ ثانِ
وَمَنْ يبتغِ للهِ قصدًا
يَنَلْ مقامَ بلوغِ إحسانِ
***
ويبقى التصوفُ شرعا ونهجا
يوافقُ فقهَ وآيَ قُرآنِ
ومنْ حادَ ضلَّ سبيلًا لمَرْقَى
وسَلَكَ طريقًا لِمَسْرَى مُدانِ
وعاشَ بوهمٍ وزيفٍ وجهلٍ
يسوقُ شبابًا إلى خُسرانِ
***
جنيتُ بعَمَلي وسعيِي وجَهدِي
نقائصَ أرجو لها غُفرانِي
وأَمَلِي برَبِّي كفيلٌ بجَبْرِي
إذا حلَّ هولٌ بحشرٍ دهانِي
ويشفعُ لي رسولٌ وحِبٌّ
إليهِ أَحِنُّ بكلِّ كِياني
***
وصلِّ إلهِي دوامًا وأبدًا
على منْ هدَى قاص وداني
وآل وصحب عاشوا نجمًا
أضاءتْ رحابَ سما البلدانِ
ما رحل ليلٌ وأقبل فجرٌ
وغرد طيرٌ بدوح المغاني
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
شوال 1433 هـ
أغسطس 2012 م
[/align]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 02, 2012 5:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية

سيدي العارف بالله تعالى إبراهيم بن أدهم رضي الله تعالى عنه

قصة ابراهيم ابن ادهم رحمة الله وسبب زهده في الدنيا وخروجه منها وما وقع له من الكلام العجيب على التمام روى الشيخ ابو الوليد رحمة الله عليه ان سبب زهد ابراهيم ابن ادهم وبدو توبته وخروجه من ملكه وسبب طريق الزهد والعبادة ولم يكن في دولته احد مثله وانه كان يخطب له على اربعة الاف منبر واربعمائة منبر وكان له في كل مدينة اثنعشر قائد تحت يد كل قائد اثنعشر الف فارس وكان اذا ركب الى الصيد يمشي بين يديه اربعة الاف غلام وفي يد كل غلام جوكان من الذهب الاحمر بمناطق الذهب فركب ذات يوم الى الصيد وفي يده باز وسائر اجناس الملوك قدامه الى المدينة واذا هو بشيخ بين يديه قد نصب له كرسيا ليجلس عليه وقاية له فجلس الشيخ وارباب دولته ينتظرون خروج ابراهيم فخرج والغلمان بين يديه وهم بالقضبان الذهب يضربون الناس ليتنحوا عن الطريق فاتا بعض الغلمان الى الشيخ فقال له الشيخ ما شانكم قالوا قد جاء اليك الملك فقال ويلكم لا تقولوا الملك ولكن قولوا المملوك العبد الخاطئ الفقير الحقير الذليل العاصي وانشد الشيخ يقول شعرا

انا ميت وعز من لا يموت
[align=left]قد تيقنت انني سأموت


ليس ملك يزيله الموت ملك

إنما الملك ملك من لا يموت



قال فلما سمع ابراهيم كلام الشيخ فنادى على الغلمان وقال لا تضربوا احد فلما وصل ابراهيم الى الشيخ فقال له ايها الشيخ بما يصل العبد الى الكل قال الشيخ بترك الكل فجاته العناية السابقة وعلم كلام الشيخ فرجع عن الطريق ودخل قصره وامر بغلق الابواب ويتضرع ثلاثة ايام بلياليها فتقاتلت الناس على الابواب وارادوا كسرها فدخلوا الخدم على ابراهيم وقالوا ايها الملك اتاذن لنا في فتح الابواب فقال افتحوا فلما دخلوا على ابراهيم قالوا ايها الملك ما الذي اصابك فقال جئتم تقولوا ايها الملك وانما انا عبد فقير عاصي مولاه ذليل حقير فقالوا ايها الملك اخبرنا بقصتك فقال قد زهدت في الدنيا ولذاتها وقد عزمت على الخروج منها واسلك طريق الاخرة فقالوا بما زهدت في الدنيا قال بثلاثة اشياء علمت ان القبر بيتي وليس معي مؤنس ورايت الطريق بعيدا وليس معي زاد وعلمت ان قدامي جبار يحاسبني وليس علي حجة فقالوا له ان كان ولابد من ذلك فاعبد الله تعالى في مكانك فقال لهم لا تصح الدنيا والاخرة في مكان واحد فقالوا له دعنا نكون معك وفي خدمتك ونسلك الطريق الذي تسلكه قال انا ما كنت في بطن امي الا وحدي ولا ادخل القبر الا وحدي ولا احاسب الا وحدي فما اصنع بكم معي فقالوا له الحجاب والنواب والخواص لو قطعتنا اربا اربا ما فارقناك قال معاذ الله ان اقطع منكم احدا ولكن نمضي الى الشيخ الواعظ فلما دخلوا عليه قال له ابراهيم ايها الشيخ بما يصل العبد الى الكل قال بترك الكل قال ابراهيم سمعتم ما قال الشيخ قالوا نعم قال ابراهيم لا حاجة لي بكم ولا بصحبتكم قالوا له فما نصنع في هذه المماليك والاموال قال كل مملوك هو لي فهو حر لوجه الله تعالى وكل مملوك هو لغيري فهو مردود على اهله وكل من بيده مدينة او قرية فانا بريء منه يعمل ويخلص نفسه ثم ان ابراهيم صبر الى الليل وخرج ولم يعلم به احد هاربا الى الله تعالى ولم ياخذ معه من ملكه شيئا سوى مصحفه وسيف نقمته وجواده الذي كان يركبه وكان اذا اطلق عنانه يسير في ليلة واحدة اربعين فرسخا وكان لاولاده اربعمائة سرير فلما كان ليلة خروجه جاز على بعض الرعاة فقال له يا راعي ما تاخذ وتعطيني جبتك هذه فقال نعم فخلع ابراهيم ما كان عليه من الثياب من ملابس الملوك واعطاهم للراعي واخذ منه الجبة الصوف ولبسها ولم يزل سائرا طول ليله حتى اصبح عليه الصباح وقد قطع ثمانين فرسخا على ذلك الجواد اربعين في العمار واربعين في الخراب فنظر ابراهيم واذا هو بمرج اخضر وفيه عين ماء تجري فنزل عن جواده واخذ لجامه واطلقه وحفر حفيرة ودفن السيف فيها خوفا ان يؤذي به احدا من الناس بعده وكان ذلك السيف له في كل اسبوع له جهاز جديد يعني حفيرا من حدته وعظم سقايته ثم عمد بعد ذلك الى مسجد فاقامه بالحجارة واقام في ذلك المكان اربعين يوما لا ياكل ولا يشرب الا قليلا فلما كان بعد الاربعين يوم جلس يتفكر في شانه وهو يقول في نفسه ياليت علمي هل قبل الله توبتي ام لا قال فبينما هو متفكر في امره اذ غلب عليه النعاس فوضع جنبه الى الارض فنام فجاءه اسد ولبوة ففرشت جنبها برفق ووقف الاسد فوق راسه بالطول يمنع عنه المطر فانتبه ابراهيم فحس بشيء لين تحته قبل ان فتح عينيه ففزع وظن انه يكون قد رجع الى الفراش واللحاف الذي كان له ففتح عينيه واذا هو باسد فوقه يمنع عنه المطر ولبوة تحته تمنع عنه الخشونة والبرودة من الارض فقال ابراهيم لا اله الا الله صدق الشيخ الواعظ في قوله من ترك الكل وصل الى الكل هؤلاء هذا وان كانوا اعداء فقد جعلهم الله اصدقاء قال فكان من كلام لسان اللبوة ان قالت يا ابراهيم انت رفه البدن ولا تقدر على المشي ولكن اجعلني من بعض دوابك واركبني الى ان تصل الى العمار وسرحني فان الله تعالى قد امرني لك بالطاعة قال فركب ابراهيم ولم يزل سائراالى ان وصل الى اطراف البلاد والعمار فنزل عن اللبوة وسرحها وجعل على وجهه برقعا حتى لا يعرفه احد ثم انه دخل الى المدينة فسال عن حاكم المدينة فقالوا فلان المتولي من بعض مماليك ابراهيم فجاء ابراهيم الى رجل بقال فدفع اليه المصحف على شيء ياكله بدرهم قال فلما اكل ابراهيم حمد الله تعالى وشرب ومضى يطلب انسانا يعمل معه وياخذ اجرته ويستفك المصحف من الرهينة فراه بعض غلمان المتولي فقال له احمل لي تلك الحملة على راسك الى دار المتولي واعطيك درهما قال نعم فحمل الحملة على راسه الى دار المتولي فعرق عرقا شديدا من التعب فلما حط الحملة قال اعطوني اجرتي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطوا الاجير اجرته قبل ان يجف عرقه فلما سمع المتولي كلام ابراهيم ونظر اليه وكان جالسا على سرير وعليه ثياب من الديباج وعلى راسه شاش من الذهب وبيد ميل يلعب به وقد ثنا رجلا علا رجل كانه جبار عنيد واوما بالميل الى ابراهيم وقال من هو الذي ياخذ منا اجرة وانما نحن ناخذ ولا نعطي فقال له ابراهيم يا هذا ان اعطيت فما خرجت عن العدل قال وكان المتولي قد سمع بخروج ابراهيم من ملكه وزهده في الدنيا فظن به في تلك الساعة فنزل عن سريره وكشف البرقع عن وجه ابراهيم فعرفه قال يا مولاي انت في هذه الحالة وانا حي في الدنيا ثم انه عمد الى سكين ليقتل بها روحه فقبض ابراهيم يده وقال له لا تفعل ما امر الله بهذا ولكن اعطني اجرتي درهما حتى انصرف عنك قبل ان يعرفني احد وانا اقسم عليك بالله ان تكتم امري قال يا مولاي انا مملوكك وقد جمعت لك من مدة عشرين سنة خزائن ذهب وفضة قال له ابراهيم ان كنت مملوكي فانت حر لوجه الله تعالى وان كانت البلد بلدي فقد وليتك امرها فاستعمل العدل فاني قد برئت منك وان كنت قد جمعت لي مالا فرده الى اهله واعطي كل ذي حق حقه اعطني درهما استفك به المصحف واصرف انت باقي المال على الفقراء والمساكين قال فاحضر بين يديه كيسا فيه عشرة الاف درهم فاخذ منه درهما وترك الباقي واقسم عليه ان لا يتبعه فاتى ابراهيم الى البقال واعطاه الدرهم واخذ المصحف وخرج هاربا على وجهه الى الله تعالى ولم يزل سائرا الى ان وصل الى انطاكية فدخل الى مسجد فلما صلى العشا اتى اليه البواب وقال له اخرج يا فقير حتى نغلق باب المسجد قال له ابراهيم يا اخي انا رجل غريب وليس لي موضع اوي اليه وهذه ليلة شتاية قال له البواب اخرج ولا تطول فاننا لا ناوي الغربا في مساجدنا قال وكانوا يخافون من الروم فسكت ابراهيم ولم يرد جوابا قال له البواب قم والا جررت برجلك ولو كنت ابراهيم ابن ادهم قال له انا ابراهيم ابن ادهم قال له البواب ما كفاك حتى تكذب على ابراهيم ثم عمد الى ابراهيم واخذ برجله ولم يزل هكذا يحره حتى اخرجه الى الزقاق وقد غشي عليه مما ضربه يمينا وشمالا ثم ان ابراهيم طلب مكانا يتاوى فيه من المطر وقد صار كل شيء عليه طين فنظر الى مكان قريب منه وفيه سراج فتقدم اليه ابراهيم واذا هو بعبد اسود يوقد في تنور الحمام فدخل ابراهيم على العبد وسلم عليه فلم يرد عليه السلام وهو يهمهم بشفتيه فخشي ابراهيم ان يكون العبد اقسى قلب من القيم الذي اخرجه من المسجد فلم يدن من النار وجلس على ناحية من الزبل فعمد العبد الى قرصين من شعير ووضعهما بين يديه ورجع الى شغله قال ابراهيم الظاهر ان في قلب هذا الاسود رحمه فاكل ابراهيم القرصين وتقرب الى النار ونشف جبته ولم يزل العبد يوقد النار طول الليل ولسانه لا يفتر عن ذكر الله تعالى فلما اصبح الصباح بطل العبد الوقيد ورد السلام على ابراهيم قال له ابراهيم يا سبحان الله سلمت عليك اول الليل وترد السلام علي اخر الليل قال له يا عبد الله ابسط اليك العذر اعلم اني مملوك وانا في خدمة مولاي الاكبر ومولاي الاصغرفقلت لمولاي الاصغر اتختار مني اخدمك في الليل ام في النهار فاختارني في الليل في هذا المكان فخشيت ارد عليك السلام فتسالني عن شيء اخر فاشتغل بك عن الخدمة فلم اكن قد نصحته وانا الساعة قد خرجت من خدمته وقضيت نوبته وجائت نوبة مولاي الكبير وهو كريم قال ابراهيم كيف ما تسال الله تعالى ان يعتقك من الرق قال ان مولاي الاصغر قد عاهد الله عز وجل انه ان وقع بصره على ابراهيم ابن ادهم وراه يعتقني قال انا ابراهيم ابن ادهم قال له انت ابراهيم قال نعم فانكب العبد على رجلين ابراهيم يقبلهما الا وسيد العبد داخل عليهما قال للعبد من هذا قال يا سيدي من هو الذي قلت ان وقع نظرك عليه تعتقني قال ابراهيم ابن ادهم قال هذا هو قال يا سيدي صحيح انت ابراهيم ابن ادهم قال نعم فوقع على يديه يقبلهما وقال له يا سيدي امضي معي الى البيت قال حبا وكرامة فمضوا جميعا الى البيت فدخل الرجل واتاهم بشيء من الزاد قال له ابراهيم لا اكل شيئا حتى تقوم بالذي قلت لهذا العبد قال نعم هو حر لوجه الله تعالى فاكل ابرهيم حتى اكتفا وودعه وسار الى داخل المدينة فبينما هو سائرواذا برجل ضرير تعلق به وقال له يا سيدي انا اهل عيال فهل معك شيء تعطيني لله تعالى استغيث به قال له ابرهيم ما املك شيئا ولكن خذني الى السوق بعني وانتفع بثمني قال له وكيف ذلك يا سيدي قال رضيت بذلك فاخذ بيده وسار به الى السوق فوجدتا تاجرا من اعيان التجار التي في تلك المدينة فقال له الى اين هذا الرجل قال الى السوق ابيعه قال هل لك ان تبيغني اياه بهذه الخمس دراهم وانا اخذه واستعمله عندي اياما قلائل فاذا فرغ شغله عتقته قال له رضيت قال نعم فقبض ابراهيم الثمن ودفعه الى الضرير وقال له اذهب الى عيالك ثم اقبل ابراهيم على التاجر وقال له يا سيدي في أي شيء تستعملني قال لي بستان وفيه تل تراب كبير ان نقلته عتقتك فاخذ التاجر ابرهيم واتى به الى البستان واذا به تل تراب كبير فلما نظر اليه ابرهيم قال استعنت بالله ثم قال للتاجر اتيني بزنبيل ومجرفة وقرص شعير وبدا في نقل تل لتراب بالمجرفة والزنبيل وبعد بذل جده كبير تعب وارتكى جانب تل التراب الكبير الذي نقص شيء بسيط لا يذكر بالنسبة لحجم التل وكان في المكان القريب من التل حية سامة حيث ان كل من حاول نقل التل من العمال التي اتا بها التاجر
قد قتلت بسبب هذا الحية ولكن عندما ارتكى ابراهيم جنب تل التراب فاتت الحية وفي فمها عرق وريحان وجعلت تنش الذباب واثناء نومه انتقل تل التراب بقدرة الله تعالى وهذا حدث اثناء فترة نوم ابرهيم فبعد زمن اتا التاجر فلم ير ذلك التراب فتعجب ثم نظر الى الحية وهي عند راس ابرهيم تنش عنه الذباب وهو نائم فصاح التاجر صيحة عظيمة فانتبه ابرهيم وقال ما شانك يا مولاي فهل انكرت من امري شيئا قال التاجر ايها العبد الصالح لا تقل لي مولاي بل انت مولاي وانا المملوك قال ابرهيم وكيف ذلك قال رايت منك امرين عجيبين الاول التراب الذي ما كان ينتقل ولا ينتزح في مدة طويلة والثاني الحية التي قتلت لي ثلثمائة مملوك تروح عليك قال ابرهيم ما كان بيننا اذا فرغ التراب تعتقني وقد زال التراب بقدرة الله تعالى قال له التاجر اقسمت عليك بعزه العزيز من انت؟
قال اذا قلت لك تعتقني, قال انت حر لوجه الله تعالى فقال انا ابراهيم ابن ادهم, قال التاجر كل شئ معي من بعض احسانك واني قد اشتريت مائة مملوك وكنت مسافرا بهم الى بعض بلادك, اشهدك على انهم كلهم معتوقون لوجه
الله تعالى لانك قد بعت نفسك وقد اوهبت لكل واحد منهم نفسه, قال ابراهيم ما احسن المعامله مع الله تعالى ثم انه خرج هاربا الى الله..ثم بعد عشرين سنه وهو في مكه وحوله جماعه من الفقراء, فقالو له يا شيخ اوصنا بما ينفعنا
قال اوصيكم بتقوى الله تعالى ولا تتذللوا لغير الله واياكم والنظر الى المردات, فما استتم ابراهيم كلامه في تلك الساعه
ومن احسن الشباب قد جاز عليه ومعه عشرون غلام وفي اجيابهم دنانير يتصدقون بعم على الناس فجعل ابرهيم يطيل النظر اليه فخطر في بال الفقراء انه ينهي عن شيء وهو يفعله فقال لهم ابرهيم لعلكم انكرتم علي قالو وقد كان ذلك قال لو علمتم من هذا ما انكرتم علي هذا ولدي تركته في الرضاع من مدة عشرين سنة فلما رايته عرفته وقد جاء يسال الله بان يراني في الدنيا قالوا لم لا تعرفه بمكانك قال لا اقدر على ذلك وانشد يقول شعرا

هجرت الخلق طوعاً في رضاك
ويتمت العيال لكي اراك
فلو قطعتني في الحب اربا
لما حن الفؤاد الى سواك

قال ثم انه نهض ودخل الى الشام واتى الى جبله واللاذقيه ومات بها وهذا ما انتهى الي من حديثه ونعوذ بالله من الزياده والنقصان وصلى الله على رسوله واله وسلم...

سيدي العارف بالله تعالى إبراهيم بن أدهم رضي الله تعالى عنه

هِيَ الأيَّامُ تَأْتِي وَتَذْهَبُ
وَعُمرُ المَرْءِ دَهْرٌ قُلَّبُ
وَنَفْسُ المرءِ تعلو وتُخْفَضُ
بوَهْبٍ وَكَسْبٍ يُنَالُ وَيُسْلَبُ
يُزيِّنُ لها الشَّيطانُ أبدًا غوَايَةً
فمتضي إلى فِتَنِ الرَّغائبِ تَطْلُبُ
***
ومَنْ لَمْ يَجِدْ لِلْغَيِّ يومًا ناهيًا
لَا يَرَى الْعَيْبَ سُوءًا يُجَنَّبُ
وَيَغْفَلُ هَوْلَ الْقِيَامَةِ وَالنِّدَا
وَمِيزَانَ عَدْلٍ للحِسَابِ يُنْصَبُ
وَيَنْسَى دَهْرًا أضاعَ سُدًى
وَمَوْتًا يَجِيءُ بَغْتَةً لَا يُرْقَبُ
***
يُرَافِقُ صَدِيقًا يُظْهِرُ الْوَفَا
وَعِنْدَ حُلُولِ الْكَرْبِ يَهْرَبُ
فَلَا يَحْفَظُ للصَّداقَةِ وُدَّهَا
وَلا يَرْعَى سِرًّا إِنْ بداهُ يُعَيَّبُ
وَكُلُّ أليفٍ يلوفُ بمثلِهِ
ويلحقُ بأبيهِ الوليدُ ويُنْسَبُ
وَمَنْ لم يَمُتْ بالسَّيفِ مَاتَ بغَيْرِهِ
مقاديرُ العِبَادِ في الأزلِ تُكْتَبُ
***
كَرِيمُ الْخُلُقِ تاجٌ يُحْتَذَى
وخُبْثُ الطَّبعِ مَكْرٌ يُنْكَبُ
يَفِيقُ المرءُ ما تَرَكَ الهَوَى
وَأَيْقَنَ أهوالًا بِحَشْرٍ تُرْهِبُ
وَبَاعَ دُنياهُ بِزُهْدٍ وَاخْتَلَى
وَصَارَ لِلْمَعْرُوفِ وَالْخَيْرِ يَرْغَبُ
وَأَحْيَا اللَّيلَ بِقَلْبٍ صَفَا
وَدَمْعٍ سَالَ بِوَجْدٍ يُسْكَبُ
***
تبدَّى ابْنُ أَدْهَمَ بِالْمَتَابِ عَارِفًا
مِنَ الْوِرْدِ الْمُصَفَّى الْعَذْبِ يَشْرَبُ
يَفِرُّ مِنَ الْمُلْكِ وَالْمُتَعِ وَالْغِنَى
إِلَى فَقْرٍ بِهِ وَصْلٌ يُقَرِّبُ
***
يُمِيتُ النَّفْسَ بِقَتْلِ الْهَوَى
وَيَرْقَى لِمَجْدٍ يُسْتَطَابُ وَيُحْسَبُ
ويُخْلِصُ فِي صِدْقٍ وَحُبٍّ وَوَفَا
وَشَوْقٍ نَارُهُ بِالْقَلْبِ تَنْشُبُ
***
يُرَى بِاللَّيْلِ سَاجِدًا وَقائِمًا
عَنْ دُنيا الْخلائِقِ يَحْيَا مُغَيَّبُ
يُجَافِي الرُّقَادَ طَمَعًا فِي عُلَا
قِيَامُ اللَّيْلِ لِلْوَصُولِ مَرْكَبُ
وَنَجْوَى الْمُحِبِّ لِلْحَبِيبِ مَدْرَجٌ
إِلَى حَيْثُ تَزْهُو نُجُومٌ وكوكبُ
***
مَقَامَاتٌ وأفلاكٌ وأملاكٌ تُرَى
وآفاقٌ فِيهَا الصُّعُودُ مَرَاتِبُ
وَأَهْلُ اللهِ الثِّقَاتُ أَنْجُمٌ
على قَدرِ سَبْقِ الْعَارِفِينَ تُنْصَبُ
***
ومَنْ لَا يَعْرِف الْحُبَّ وَالْجَوَى
تَرَهُ لِأَحْوَالِ الْكِرَامِ يَعْجَبُ
هُمُ الْأَمْجَادُ جَهْرًا وَفِي خَفَا
إِذَا غَابُوا عَنْ جَمْعِ الْخَلَائِقِ يُنْكَبُوا
لَهُمْ مَا شَاؤُوا مِنْ رَبٍّ عَفَا
جَزَاءً وِفَاقًا أَنَّى يَذْهَبُ
***
وَصَلِّ إِلَهِي صَلَاةَ الرِّضَا
عَلَى مَنْ لَهُ قَدْرٌ عَظِيمٌ مُوهَبُ
وَآلٍ وَصَحْبٍ مَنَارِ الْهُدَى
تُشِيعُ النُّورَ وَتُعْلِي مَنَاقِبُ
مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَأَقْبَلَ ضُحًى
وَغَرَّدَ طَيْرٌ بِالفضَاءِ يُطْرِبُ
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رمضان 1433 هـ
أغسطس 2012 م
[/align]

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 12, 2012 7:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى معروف الكرخي (رضي الله عنه)



علم الزهاد ، بركة العصر، أبو محفوظ البغدادي ، واسم أبيه فيروز ، وقيل : فيرزان ، من الصابئة .

وقيل : كان أبواه نصرانيين ، فأسلماه إلى مؤدب كان يقول له قل :ثالث ثلاثة ، فيقول معروف : بل هو الواحد ، فيضربه ، فيهرب ، فكان والداه يقولان : ليته رجع ، ثم إن أبويه أسلما .

وذكر السلمي أنه صحب داود الطامي ، ولم يصح .

روى عن : الربيع بن صبيح ، وبكر بن خنيس ، وابن السماك وغيرهم شيئا قليلا .

وعنه : خلف بن هشام ، وزكريا بن يحيى بن أسد ، ويحيى بن أبي طالب .

ذكر معروف عند الإمام أحمد ، فقيل : قصير العلم ، فقال : أمسك ، وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف .

قال إسماعيل بن شداد : قال لنا سفيان بن عيينة : ما فعل ذلك الحبر الذي فيكم ببغداد ؟ قلنا : من هو ؟ قال : أبو محفوظ معروف . قلنا :بخير ، قال : لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم .

قال السراج : حدثنا أبو بكر بن أبي طالب قال : دخلت مسجد معروف ، فخرج ، وقال : حياكم الله بالسلام ، ونعمنا وإياكم بالأحزان ، ثم أذن ، فارتعد ، وقف شعره ، وانحنى حتى كاد يسقط .

عن معروف قال : إذا أراد الله بعبد شرا ، أغلق عنه باب العمل ، وفتح عليه باب الجدل .

وقال جشم بن عيسى : سمعت عمي معروف -ابن الفيرزان- يقول :سمعت بكر بن خنيس يقول : كيف تتقي وأنت لا تدري ما تتقي ؟ رواها أحمد الدورقي عن معروف . قال : ثم يقول معروف : إذا كنت لا تحسن تتقي ، أكلت الربا ، ولقيت المرأة ، فلم تغض عنها ، ووضعت سيفك على عاتقك ، إلى أن قال : ومجلسي هذا ينبغي لنا أن نتقيه ، فتنة للمتبوع ، وذلة للتابع .

قيل : أتى رجل بعشرة دنانير إلى معروف ، فمر سائل ، فناوله إياها ، وكان يبكي ، ثم يقول : يا نفس كم تبكين ؟ أخلصي تخلصي .
وسئل : كيف تصوم ؟ فغالط السائل ، وقال : صوم نبينا - صلى الله عليه وسلم - كان كذا وكذا ، وصوم داود كذا وكذا ، فألح عليه ، فقال : أصبح دهري صائما ، فمن دعاني ، أكلت ، ولم أقل : إني صائم .

وقص إنسان شارب معروف ، فلم يفتر من الذكر ، فقال : كيف أقص ؟ فقال: أنت تعمل ، وأنا أعمل .

وقيل : اغتاب رجل عند معروف ، فقال : اذكر القطن إذا وضع على عينيك وعنه قال : ما أكثر الصالحين ، وما أقل الصادقين .

وعنه : من كابر الله ، صرعه ، ومن نازعه ، قمعه ، ومن ماكره ، خدعه ، ومن توكل عليه ، منعه ، ومن تواضع له ، رفعه ، كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله .

وقيل : أتاه ملهوف سرق منه ألف دينار ليدعو له ، فقال : ما أدعو أما زَوَيْتَهُ عن أنبيائك وأوليائك ، فرده عليه .

قيل أنشد مرة في السحر :

ما تضر الذنـوب لو أعتقْتَنـي
رحمـة لي فقد علاني المشيب

وعنه : من لعن إمامه ، حرم عدله .

وعن محمد بن منصور الطوسي ، قال : قعدت مرة إلى معروف ، فلعله قال : واغوثاه يا الله ، عشرة آلاف مرة ، وتلا : إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ وعن ابن شيرويه : قلت لمعروف : بلغني أنك تمشي على الماء .

قال : ما وقع هذا ، ولكن إذا هممت بالعبور ، جمع لي طرفا النهر ، فأتخطاه .

أبو العباس بن مسروق : حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال : كنت عند معروف ، ثم جئت ، وفي وجهه أثر ، فسئل عنه ، فقال للسائل : سل عما يعنيك عافاك الله ، فأقسم عليه ، فتغير وجهه ، ثم قال : صليت البارحة ، ومضيت ، فطفت بالبيت ، وجئت لأشرب من زمزم ، فزلقت ، فأصاب وجهي هذا .

ابن مسروق : حدثنا يعقوب ابن أخي معروف ، أن معروفا استسقى لهم في يوم حار ، فما استتموا رفع ثيابهم حتى مطروا .

وقد استجيب دعاء معروف في غير قضية ، وأفرد الإمام أبو الفرج بن الجوزي مناقب معروف في أربع كراريس

قال عبيد بن محمد الوراق : مر معروف ، وهو صائم بسقاء يقول :رحم الله من شرب ، فشرب رجاء الرحمة .

وقد حكى أبو عبد الرحمن السلمي شيئا غير صحيح ، وهو أن معروفا الكرخي كان يحجب علي بن موسى الرضى ، قال : فكسروا ضلع معروف ، فمات فلعل الرضى ، كان له حاجب اسمه معروف ، فوافق اسمه اسم زاهد العراق .

وعن إبراهيم الحربي قال : قبر معروف الترياق المجرب يريد إجابة دعاء المضطر عنده؛ لأن البقاع المباركة يستجاب عندها الدعاة ، كما أن الدعاء في السحر مرجو ، ودبر المكتوبات ، وفي المساجد ، بل دعاء المضطر مجاب في أي مكان اتفق ، اللهم إني مضطر إلى العفو ، فاعف عني .

قال أبو جعفر بن المنادي وثعلب : مات معروف سنة مائتين.قال الخطيب : هذا هو الصحيح . وقال يحيى بن أبي طالب : مات سنة أربع ومائتين.-رحمة الله عليه-.

أخبرنا محمد بن علي السلمي ، أخبرنا البهاء عبد الرحمن المقدسي ، أخبرتنا تجني مولاة ابن وهبان ، أخبرنا الحسين بن أحمد النعالي ، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزقويه ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا زكريا بن يحيى المروزي ، حدثنا معروف الكرخي قال : قال بكر بن خنيس : إن في جهنم لواديا تتعوذ جهم منه كل يوم سبع مرات ، وإن في الوادي لجبا يتعوذ الوادي وجهنم منه كل يوم سبع مرات ، وإن فيه لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم منها كل يوم سبع مرات ، يبدأ بفسقة حملة القرآن ، فيقولون : أي رب ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان ؟ ! قيل لهم : ليس من يعلم كمن لا يعلم .

أنبأنا مؤمل بن محمد ، أخبرنا الكندي ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرنا ابن رزق ، حدثنا عثمان بن أحمد ، حدثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا معروف الكرخى ، حدثني الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن عائشة ، قالت : لو أدركت ليلة القدر ، ما سألت الله إلا العفو والعافية.

نَـــفْــحَـــةٌ حُــسَـــيْــنـِــيـَّــةٌ

تَبَدَّى الْكَرْخِي نِبْرَاسًا وَذُخْرًا
وَعَلَمًا عَلَا سَمَا الزُّهَّادِ
لَهُ الْبَرَكَاتُ فِي حِلٍّ وَرَحْلٍ
تَعُمُّ عَلَى الْخَلَائِقِ فِي الْبِلَادِ
***
يَصُومُ الدَّهْرَ مَرْضَاةً وَقُرْبًا
إِلَى الْمَعْبُودِ يَرْحَلُ فِي انْقِيَادِ
وَيُفْطِرُ مَا دَعَاهُ لِطِيبِ طُعَمٍ
تَقِيّ فِي الْمَرَاشِدِ فِي ازْدِيَادِ
يُنَاجِي الرَّبَّ أَنْ يُعْتِقَهُ عَفْوًا
وَقَدْ أَضْحَى مَشِيبُ الرَّأْسِ بَادِي
وَيَمْضِي طَالِبًا غَوْثًا وَمَدَدًا
مِنَ اللهِ فِي لَيْلِ السُّهَادِ
كَرِيمٌ رَبُّنَا بِالْعَبْدِ يَرْحَمُ
يُفَرِّجُ عَنْهُ كُرُبَاتٍ شِدَادِ
***
لَهُ الْإِرْشَادُ يُبْدِيهِ نُصْحٌ
لِمَنْ يَرْجُو سَبِيلَ رَبٍّ هَادِي
سَمِعْتُ فِي الصِّبَا صَوْتًا يُنَادِي
دَعِ الدُّنيَا لِتَظْفَرَ فِي الْمِيعَادِ
وَكُنْ فِيهَا غَرِيبًا مُسْتَجِيرًا
مِنَ الْأَهْوَاءِ دَرْءًا وَالْفَسَادِ
***
وَدَاوِ النَّفْسَ مِنْ فِتَنٍ وَزَيْغٍ
وَحَاذِرْ مِنْ رُكُونٍ أَوْ رُقَادِ
وَطَهِّرْ قَلْبَكَ مِنْ كَدَرٍ وَرَانِ
وَعِشْ بِالْحُبِّ صَفْوًا فِي وِدَادِ
فَنَهْجُ الْحُبِّ لِلْمَوْعُودِ شِرْبٌ
وَسُقْيَا لِلصَّلَاحِ وَطُعَمِ زَادِ
***
وَأَعْلِ الرُّوحَ بِالْأَذْكَارِ تَسْمُو
إِلَى الْمَلَكُوتِ تَسْبَحُ فِي ارْتِيَادِ
وَعِشْ فِي الدنيا بِكَفَافٍ وَسَتْرٍ
وَنَهْجٍ رَاعَهُ خَيْرُ الْعِبَادِ
رَبِيبُ الْوَرَعِ وَالزُّهْدِ يَسْعَدُ
بِطِيبِ الْعَيْشِ يَهْنَأُ وَالسَّدَادِ
***
يُمِيزُ الصَّالِحِينَ كَثِيرُ عَدَدٍ
وَيَبْقَى الصِّدْقُ تَاجَ الرُّوَّادِ
وَلَا خَيْرَ فِي دُنْيَا تَرُوجُ
لِأَهْلِ الْفِتَنِ وَدُعَاةِ الْفَسَادِ
وَعَقْلَكَ بالعلمِ وَالنّورِ وَالِ
فَجَهْلُ المرءِ خُسرانُ افتقادِ
وكُنْ للحقِّ موصولًا بشرعٍ
وقولٍ لا يَحِيدُ عَنِ السَّدادِ
وتركُ الجَدَلِ منجاةٌ وأدبٌ
وبابٌ فيهِ مرقَى للْجِهَادِ
***
كراماتُ الوَلِيِّ دَلِيلُ صِدْقٍ
وتأييدٌ يدومُ بِلَا نَفَادِ
دُعاءٌ بضَرِيحِ الشَّيْخِ يُقْبَلُ
وَذَاكَ مُجَرَّبٌ عند الشِّدَادِ
ومَا ماتَ قلبٌ عاشَ يَنْبِضُ
بِذِكْرِ اللهِ فِي آتٍ وَغَادِ
***
وصلِّ ربَّنا دومًا وأبدًا
على هادٍ ومهدٍ للرَّشَادِ
وآلٍ وصحبٍ عاشوا نجمًا
تُضيءُ النُّورَ في سهلٍ ووَادِ
مَا رحلَ ليلٌ وأقبلَ فجرٌ
وسبَّحَ طيرٌ بحمدِ الْهَادِي
***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
شوال 1433 هـ
أغسطس 2012 م

_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من النظم الحسيني.. للسيد الشريف محمد محمد بيومي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 15, 2012 7:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 30, 2007 4:26 pm
مشاركات: 3907
مكان: في حضن الكرام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى الإمام الشبلي رضي الله تعالى عنه
تاج الصوفية الإمام الشبلي


قطب حلقت روحه بالافق الاعلى وارتفعت الى منازل الصديقين, وولي اسكرته انوار التجريد فنطق عن حقائق التوحيد بما يقطع اوهام الحائرين وينير دروب السالكين . فنلتمس زادا من النور المشع من قبس عرفانه لعل جذبة من اشراق فيضه تستل من اعماقنا استار الحجب , وتصل بنا الى ساحل الحقيقة والى افق النور .

ولنأخذ اولا فيما لا بد منه من ترجمته الشخصية بالقدر الموصل لمدخل شخصيته : في تحقيق تسميته ذكر كثير من مؤرخي الصوفية ان اسمه دلف بن جحدر الشبلي بينما ذهب آخرون الى ان اسمه جعفر بن يونس , وقد روى السلمي هذه التسمية الاخيرة في طبقاته عن احد معاصريه , ورأى ذلك مكتوبا على قبر الامام الشبلي ببغداد .

وأيا كان فالكل متفق على الكنية واللقب اللذين اشتهر بهما سيدي ابو بكر الشبلي . وقد ولد ببغداد سنة 247 ولحق بربه سنة 324 عن سبع وثمانين سنة , وهو خراساني الاصل , وقد نشأ في بغداد وكان والده حاجب الحجاب للخليفة الموفق , فتربى الشبلي في ظلال النعمة والمكرمة أخذا بنصيبه من الدين والدنيا , حيث تفقه على مذهب الامام مالك واشتغل بعلم الحديث وروى منه الكثير .

ومع روايته للحديث واشتغاله بالعلم فقد ترقى في مناصب الدولة حتى صار واليا بنهاوند والبصرة واصبح مقربا من الخليفة واتسع مجده وشهرته ولكن المقادير كانت تدخر له من العناية ما لم يدر بخلده . فكان بدء عهده بطريق القوم حينما هيأت له الاقدار ان يحضر الى مجلس الصوفي بالعارف سيدي خير النساج . فاستمع الى حديثه في علوم القوم ورأى ما ابداه الشيخ من عجائب احواله وخوارقه , واحس الشبلي بوقع كلمات الشيخ في اعماق نفسه ووجدانه تكشف له عن مدى تفريطه في حق مولاه واعراضه عن طاعة سيده , فانهمرت دموع ندمه وتوبته وقام من مجلس الشيخ وقد تفجرت في اعماقه ذرات الخشية والانابة , وعزم على المضي في طريق مولاه فترك مركزه ورمى بجاهه وشهرته حتى لقد ذهب الى مقاطعة ( ودماوند ) التي اقطعها اياه الخليفة , وقال لاهلها : كنت والي بلدكم فاجعلوني في حل , وبدأ التحول الخطير في حياة العارف الشبلي , لقد صار يحس بتيار جارف من التعلق بالله يهز في اركان نفسه , وماذا يساوي ملك الدنيا باسرها بجانب نعيم لحظة يتصل فيها العبد بخالقه , اليس منه البدء واليه المنتهى ( فإلام الفرار من الله ومتى الفرار اليه ؟ )واسرع الشبلي للقاء الامام الجنيد سيد الطائفة الصوفية ليتلقى عنه اصول الطريق الصوفي ولينخرط في سلك اكرم طائفة , انها طائفة الربانيين من عباد الله .

وعلى اهمية الاستمداد من محيط امدادات القوم جرى بينه وبين الامام الجنيد هذا الحوار الحافل بدرر المعاني , وهو كما يذكره صاحب التبر المسبوك : ان الشبلي قال للجنيد : ( لقد حدثوني عنك ان عندك جوهرة العلم الرباني الذي لا يضل صاحبه ولا يشقى , فاما ان تمنح واما ان تبيع.

فقال الجنيد : لا استطيع ان ابيعها لك فما عندك ثمنها , وان منحتها لك اخذتها رخيصة فلا تعرف قدرها , ولكن وقد رزقت هذا العزم فهو علامة الاذن , وبشير التوفيق , فالق بنفسك غير هياب في عباب هذا المحيط مثلما فعلت انا , ولعلك ان صبرت وصاحبك التوفيق ان تظفر بها , واعلم ان طريقنا طريق المجاهدين الاخذين بقوله تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا فاجعل هذه الاية نصب عينك فهي معراجك الى ما تريد ) .

ووضع الامام الشبلي قدمه على اول الطريق حيث تلقى نسبته الصوفية عن الامام الجنيد عن سيدي السري السقطي عن سيدي معروف الكرخي الذي نهل من نبع آل البيت . حيث اخذ عن سيدي علي الرضا من جهة كما اخذ عن سيدي داود الطائي عن التابعين من جهة اخرى , وكان الارتباط بين سيدي ابي بكر الشبلي وسيدي ابي القاسم الجنيد يفوق في مدلوله حد التصور , وانها صحبة لولاية في طريق الحق وانها خلة الروح على صراط المحبة , ولقد كان كل منهما كبيرا في عين الاخر شامخا في منزلته سامقا في رفعته , ولقد بلغ من تقدير الامام الجنيد لمكانة العارف الشبلي بين اقطاب الصوفية انه قال ( لكل قوم تاج وتاج قومنا الشبلي ) انها كلمة حق من سيد الطائفة , الامام الشبلي خليق بها واهل لها لاننا حينما نقلب صفحات الجهاد الروحي , ونستطلع الجانب العلمي عن العارف الشبلي سنجد – ولا شك – سطور من النور تشير الى سمو هذه الشخصية وعظم منزلها , فمن الناحية العلمية – وقد اشرنا اليها بصدد الحديث عن نشأته – يروي صاحب كتاب تاريخ بغداد بسنده عن الشبلي انه قال ( كتبت الحديث عشرين سنة وجالست الفقهاء عشرين سنة ) ومرة اخرى يقول الشبلي مشيرا الى نفسه ( اعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي يرون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه وحفظ الموطأ وقرأ بكذا وكذا قراءة ) .

يروي صاحب الرسالة القشيرية ان فقيها من اكابر الفقهاء كانت حلقته بجانب حلقة الشبلي في جامع المنصور : وكان يقال لذلك الفقيه ( ابو عمران ) وكانت تتعطل عليهم حلقاتهم لكلام الشبلي فسال اصحاب ابي عمران يوما الشبلي عن مسالة في الحيض – وقصدوا اخجاله – فذكر مقالات الناس في تلك المسالة والخلاف فيها , فقام ابو عمران وقبل راس الشبلي وقال : يا ابا بكر : استفدت في هذه المسالة عشر مقالات لم اسمعها , وكان عندي من جملة ما قلت ثلاثة اقاويل . أهـ .

وكان للشبلي لسان عال في الطريق ومحجة قوية في الشريعة يشهد بها كل من تصدى لجداله من الفقهاء ,

ان الشبلي منذ عرف طريق القوم قد قطع على نفسه عهدا بالتجرد لمولاه فالحب الذي غمر قلبه لله يأبى ادنى مشاركة فاختط لنفسه طريق الجهاد الاكبر مع نفسه وهواه , وبلغ به الحد في مجاهدته نفسه انه كان يكتحل بالملح حتى لا ينام ويعتاد السهر , وحينما لامه اصحابه في قلة النوم قال لهم ( سمعت الحق يقول لي : من نام غفل ومن غفل حجب , وكان هذا سبب اكتحالي بالملح حتى لا انام ) لقد كان يبيت الليل ساهرا يقطع انفاس السحر في قيام لربه وليسكب في دياجي الليل أنات الخشية والانابة انه الحب الالهي الذي لا يقاس به حب في الوجود , واذا كان عشق المخلوق قد افضى بقيس بن عامر الى الجنون بليلاه فكيف بعشق الخالق ؟
والمحبة الالهية لها وصف لا يعرفه الا من ارتوى من سلافها , وقد وصف الشبلي المحب قائلا : ( المحبة كأس لها وهج ان استقرت في الحواس قتلت , وان سكنت في النفوس اسكرت , فهي سكر في الظاهر ومحبة في الباطن ) .

ومرة اخرى يقول ( المحبة بحار بلا شاطئ وليل بلا آخر وهم بلا فرح وعلة بلا طبيب وبلاء بلا صبر ويأس بلا رجاء ) انها قمة المحبة التي تفنى المحب وتأخذه عن نفسه لمحبوبه , وان الولي لا يصل الا باشراق شمسها في قلبه , فهي دليله ومنهاجه لذا يقول الشبلي ( صراط الاولياء المحبة ) .

وللامام الشبلي معراج في الحقيقة يسمو الى مراقي يضيق عنها حد العبارة , ولقد عبر عن تلك المراقي السامية في مقام يسميه الصوفية مقام الاستطالة , حيث يؤذن للولي ان يتحدث بما انعم الله به عليه , فلقد سئل مرة من انت ؟ فقال : ( النقطة التي تحت الباء ) .
وهذه العبارة رمز لفنائه في حقيقة الحقائق التي قامت بها العوالم كلها , ولقد حدث ان العارف الحلاج – وهو من اقرب اصحاب الشبلي واحبهم اليه – قد صرح في هذا المقام بما لا تطيقه عقول العامة واشباههم . فكان من امره ما كان , واذ قال العارف الشبلي ( كنت انا والحسين بن منصور شيئا واحدا الا انه ظهر وكتمت ) . ولقد تحدث الشبلي عن مفهوم التصوف والصوفية فاعطى لهذا المفهوم روحا جيدة من نفس مشرعة في الحب والتحقق فهو يعرف التصوف قائلا : ( هو العصمة عن رؤية الاكوان ) اي عن الرؤية القلبية التي يحتجب فيها الانسان بالكون عن الكون . ثم يقول عن الصوفي : ( الصوفي منقطع عن الخلق متصل بالحق ) .

وقيل له : لم سميت الصوفية بهذا الاسم ؟
فقال : لبقية بقيت عليهم , ولولا ذلك ما تعلقت بهم تسمية , ومرمى عبارته : ان الصوفي حين ينقطع عن نفسه لمولاه لا يتم له هذا الانقطاع تماما اذ يتبقى له جزء من انيته وحقيقته , وهذا هو الجزء هو متعلق التسمية ولولاه لكان عدما محضا والعدم لا تلحقه التسمية .
اما عن المنهج الذي سار عليه الامام الشبلي في تربية المريدين فهو ينحصر في التعلق التام والدائم بالله تعالى . فان صفاء القلب يتعكر بادنى شاغل عن الله .

وقال في حقيقة الذكر : ليس من استانس بالذكر كمن استانس بالمذكور وانشد قائلا :

ذكرتك لا اني نسيتك لمحة

وايسر ما في الذكر ذكر لساني


وكدت بلا وجد اموت من الهوى

وهام على القلب بالخفقان


فلما اراني الوجد انك حاضري

شهدتك موجودا بكل مكان


فخاطبت موجودا بغير تكلم

ولاحظت معلوما بغير عيان



وبعد : فلماذا نقول عن امام في المعرفة ارتفعت فوق المحبة الالهية اعلامه , وسرت عبر آماد الدهر اقباس انواره لتوقد مصابيح القلوب , وتحدو ركب السائرين الى نهاية المطاف , فمهما يخط القلم فلن يجف النبع ولن تتطاول الاعين لكي تحدق في عين الشمس لتحيط بجوهرها , وانما هو شعاع من الضوء اقتبسناه لنتطلع الى افق مليء بالنور, فرضي الله عن الامام الشبلي في الخالدين , وجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

سيدي العارفُ باللهِ تعالى الإمامُ الشبلِيّ
نفحةٌ حسينيةٌ



فرحتُ بمُتعٍ في الحياةِ وزادِ

وعِلْمٍ نلتُ بكسبِ اعتيادِ


وجاهٍ بسَبْقٍ وصلتُ إليهِ

وقربٍ من خليفةٍ في ودادِ


***


كأنِّي فاقدٌ للوعي يخطو

إلى دنيا المفاتنِ في انقياد


ومن ذا يعرف للدنيا بلاء

ويدرك ما يكاد من أعادي


سِوى منْ حاز بالله عونًا

وسيق لهادٍ سُبُلَ الرَّشاد


***


إلى النساج الموصولِ سِرْتُ

لأمضِي في طريقِ الحقِّ غادِي


وعشتُ التوب إخباتاً ودمعاً

وندماً وَقَرَ في عُمقِ فؤادي


***


تركتُ الجاهَ والأمتاعَ طوعًا

وصارَ الزهدُ مقصودَ المرادِ


لبستُ ثيابَ الصفو طُهرًا

وعُدتُ للبدايةِ من ميلادِ


***


وأنَّى يُقاسُ نعيمُ دنيا

بِقُربٍ في وصالٍ وودادِ


إليه الأمرُ في بَدءٍ وختمٍ

وحشرٍ في القيامةِ والميعادِ


***


قدمتُ إلى الجنيدِ بعزمِ قلبي

وأملٍ في التَّلقي والاستفادِ


فلم أرَ جوهرَ العلمِ يُمنع

لآتٍ راغبٍ للشيخِ غادِي


بمسعَى العبدِ المسعودِ يرقى

إلى المعبودِ فارًا في اجتهاد


بترك الدنيا بالتجرد يسمو

ويعلو بهجران وجفو ٍللرقاد


فنومُ السالك للطريق غفل

وحَجْبٌ عن تَرَقٍّ في إمدادِ


***


جعلتُ المِلحَ للعينين كُحلاً

بليلِ الشوق أشدو في سُهادِ


وعشتُ الحُبَّ والوجدَ طمعًا

في إحياءِ البصيرة في فؤادي


***


تمامُ الحب للمحب فناءٌ

وطمس النفس أبداً والمراد


مسيرُ العبد موكول إليه

وتفويض الأمور أصلُ اعتقاد


***


وعندي الزهد تحويلٌ لقلب

من الأكوان إلى رب وهادي


فما احتجب عن خلقٍ تدنى

وهم حُجبوا بأطماع افتقاد


***


ولست في الحقيقة تاج قوم

أشاعوا النورَ بقلوب العباد


ولكنِّي أبيتُ الليل أبكي

لتقصير جنيتُ بلا نفاد


ولست بكاشفٍ حالي وسرِّي

ونيلي الذي أُخفي وزادي


***


وصلِّ ربنا دوماً وأبداً

على من بهِ فرجُ الميعاد


وآل وصحب عاشوا نجمًا

تضيءُ الرحبَ في سهل ووادي


ما رحل ليل وأقبل فجر

وسبح طير بحمدِ الهادي


***
( وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رمضان 1433 هـ
أغسطس 2012 م


_________________
( بسم الله الرحمن الرحيم ) قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفوا أحد .
قل أعوذ برب الفلق . من شر ما خلق . ومن شر غاسق إذا وقب . ومن شر النفاثات في العقد . ومن شر حاسد إذا حسد .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 303 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 14, 15, 16, 17, 18, 19, 20, 21  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط