يجب إعادة النّظر في فترة ما قبل التّاريخ .
لقد ساهمت وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية في صياغة نظرتنا وطريقة تفكيرنا بطريقة جعلتنا نقبل بوجهة النّظر القائلة بـ"التطوّر مع الزّمن" دون مناقشة.
وقد حاول هؤلاء الذين يتحكّمون بنا، حاولوا بكلّ طاقتهم تجاهل الطّبيعة الحقيقيّة للعالم، وقاموا بصياغة حقائق مبنية على تخمينات وفرضيات.
هل من المهمّ حقاً أن نتعرف على الحقيقة فيما يتعلّق بأصلنا؟
نعم إنّه كذلك, إنه مهمّ جداً.. لو أنكم تعلمون.
بفقدان روابطنا التّاريخية بأسلافنا, فقدنا الكثير من إرثنا، وفي إعادة اكتشاف هذه الروابط, ربّما نبدأ بإيجاد أنفسنا.
كما يرى ويليام فيكس William Fix :
"... إنّ مسألة التعرّف على حقيقة أصلنا هي مسألة ذات أهمية كبيرة..
إنّها جوهر هويّتنا ومصيرنا...
إنّ النّماذج الفكرية التي ننتمي إليها تؤثّر بتصرّفاتنا بشكل عميق.
والإنسان الذي يعتقد أنّه أتى من طبيعة حيوانيّة، ربّما يكون ميّالاً أكثر للتصرّف كالحيوان.
فالصّورة ليست مهينة فقط، بل إنّها خطيرة أيضاً..."
والآن, لنترك التّزييف والتزوير, والرّؤية التّقليدية لفترة ما قبل التّاريخ, بفكرتها الخاطئة عن الشّكل البدائيّ للإنسان..
هذا المخلوق الذي يسكن الكهوف, ويستخدم الأدوات الحجريّة، والغير قادر على صنع معجزات الماضي ...
بعد أن نتخلى عن هذه المعلومات الخاطئة عن ماضينا وأصلنا، سوف نرى باباً مفتوحاً أمامنا.
وسنصبح جاهزين لتفهّم واستيعاب ذلك الماضي العجيب والفاتن كما كان بالفعل.
آثار حضارات غامضة ابتلعتها الغابات . سكان المدن أصبحوا متوحّشين .
وقف الرحّالة وأنفاسهم مقطوعة.
لقد وقفوا أمامها وجهاً لوجه تحت شمس الظهيرة.
هناك في قاع الوهد، كان مكاناً ساحراً.
الكثير من الأبراج والأبنية، تطلّ أجزائها من بين نباتات الغابة الكثيفة.
جميعها كانت من الحجر الأبيض الناصع.
لقد أسرتهم روعة المكان.
بعد صمت طويل، تكلّم أحدهم.".. لا بد من أنه سحر.. هل هذه رواية خرافية؟..
هل أنا أحلم؟..".
كانوا ينظرون إلى أشياء لم يسمعوا أو حتى يحلموا بها من قبل.
بين عامي 1926 و1927، سافرت بعثة استكشافية بقيادة دكتور من "هامبورغ"، بواسطة قوارب هندية، نحو أعالي إحدى روافد نهر "ريو نيغرو"، متوجهون إلى المناطق الحدودية، المجهولة تماماً، بين شمال غرب البرازيل وجنوبي فنزويلا.
وقد دخلوا إلى عدة مناطق تعود لقبائل مختلفة من الهنود المتوحشون.
خلال رحلة عودتهم، نزولاً عبر الرافد، تاركين ذلك "الجحيم الأخضر" ورائهم، وكذلك قرع الطبول المستمرّة والتي تصدح في أعماق الغابة، كان اللقاء وجهاً لوجه مع ذلك الموقع الرائع.
كان ذلك بعد أسابيع من بدئ رحلتهم، عندما وصلوا إلى وادي، ومنه ساروا في طريق قديم داخل نفق محفور في منحدرات الوادي.
وعلى الجهة الأخرى من النفق، أكمل الطريق المرصوف مسيرته فوق وادي مذهل، بعد فترة من السير نظروا إلى الأسفل نحو وهد كبير، وما شاهدوه خطف أنفاسهم.
مدينة مهجورة مليئة بالقصور و الأبراج، آثار رائعة، معابد، عواميد منحوتة، أهرامات، وقد ابتلعت الغابة معظم المكان.
كان هناك حدائق فاتنة ووسطها بحيرات نافوراتها مكسّرة، لا بد من أنه تدفقت منها يوماً المياه الباردة.
بعد المسير قليلاً في الطريق المطلّ على هذه المدينة، نصبوا كميناً وقبضوا على رجل صغير الحجم، قزم، طوله 4 أقدام.
كان عارياً تقريباً، ما عدا حزام حول خاصرته وبكلته مصنوعة من الذهب الخالص.
وبعد قليل التقوا مع عدد إضافي من هؤلاء الرجال الأقزام.
جميعهم بشرتهم بيضاء!
كانت نسائهم عاريات مثلهم، شعرهنّ طويل وملامحهن جميلة.
ارتدين أساور ذهبية وعقود ذهبية أيضاً.